انتصار الموصل ونفير الجرود
غالب قنديل
شكل تحرير الموصل مفصلا مهما وحاسمة في معركة الدفاع عن الشرق العربي ضد عصابات التوحش التي أطلقها الحلف اﻷميركي الصهيوني الرجعي لتدمير المنطقة وتمزيقها وهذا اﻹنجاز الكبير لشعب العراق ولقواه الحية ليس منفصلا عن الملحمة التاريخية التي تخوصها سورية دولة وجيشا وشعبا مقاوما فالمعركة واحدة ﻷن القوى المحركة واحدة والغاية المرسومة واحدة وهي تثبيت الهيمنة اﻹستعمارية الصهيونية على البلاد العربية وثمة رباط وثيق جدا بين ما يجري في سورية والعراق واليمن وكل ما استهدف لبنان في هذا المخطط التدميري المتوحش .
منذ البداية قبل سنوات كان حزب الله في طليعة من خاضوا معركة الوعي ضد وحش التكفير وضد التحريض المذهبي الذي يقدم للتكفيريين المساندة واﻻحتضان ومما ﻻشك فيه ان حزب الله كمقاومة لبنانية لديها تجربة فذة سياسية وقتالية وتنظيمية شكل مصدرا مهما لخبرات كبيرة حضرت في ميادين القتال وكان قائد المقاومة في خطاباته رياديا بنشر الوعي الفكري والثقافي والسياسي لخطر وحش التكفير وفي فضح رعاته وداعميه وكشف أهدافهم وفي التعبئة ضد الفتنة الذهبية وفضح اكاذيب مروجيها لطمس حقيقة أن فصائل داعش والقاعدة استهدفت في جميع الميادين والساحات آﻻف المواطنين ورجال الدين من المذهب السني قبل سواهم من الشيعة والمسيحيين وغيرهم وقد توضحت لدى الناس في حصيلة معركة الوعي مظاهر انتباه شديد لهذه الحقيقة مع بروز طبيعة الجرائم والمجازر وأعمال التدمير والنهب التي اقترفها وحوش التكفير.
انتصار الموصل هو مؤشر في مسار يتناغم وتحوﻻت الميدان السوري وهذا المسار لابد وأن تلحق به عملية التخلص من بؤرة اﻹرهاب والتخريب الباقية في جرود عرسال فهذا هو العمل المتبقي ﻹحكام حماية لبنان وهو واجب الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
ﻻتنتدب المقاومة نفسها للمهمة إلا إذا تقاعست السلطة السياسية ولجمت الجيش اللبناني كالعادة والجيش كان وسيبقى الشريك اﻷمين ورفيق السلاح للمقاومين في معمودية فداء ودماء وشهداء دفاعا عن الوطن والشعب وهذا ما جسده نهج قيادة حزب الله ضد العدوان الصهيوني والتهديد اﻹرهابي.
إنذار قائد المقاومة ﻻكلام بعده بل فعل وحسم وهذا ما ينبغي أن يضعه الجميع في حسابهم ﻷن المهل استنفذت ولم يقم المعنيون بأي مبادرات بينما الجيش يقف على أهبة اﻻستعداد ويتحمل الطعنات في ظهره وتسود الخشية من تسلل فلول وافدة إلى لبنان نتيجة الحسم المتسارع في سورية والعراق.
ستظهر الفترة القريبة القادمة أنه مالم تتخذ السلطة اللبنانية قرار تحرير الجرود وتطهيرها سيتعامل المقاومون بوسائلهم ويحسم اﻷمر كالعادة مع كل وعد لنصرالله وليبلط المعترضون البحر الذي يختارونه لذرف دموعهم على “الثوار “الذين تغنوا بهم وجلبوا إلى لبنان أدوات الموت والقتل لحساب الحلف اﻷميركي الصهيوني فقد تكشف الكثير من المستور ولم يعد مجديا صراخ الفجور!.