من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الديار : ” الاستدعاء ” تحول الى ” دعم ” الجيش … فلماذا تراجع الحريري ؟ “ضغوط” لتأجيل الحسم في الجرود… وحزب الله لن يضيّع الفرصة
كتبت “الديار “: من “الاستدعاء” الاستعراضي لقائد الجيش العماد جوزيف عون الى القصر الحكومي، وصولا الى تعمد التصريح لا “التسريب” بعد اللقاء لمنح المؤسسة العسكرية الدعم السياسي والتغطية غير المشروطة، هل بدّل رئيس الحكومة سعد الحريري موقفه؟ ام ثمة من أساء فهمه وفسر الامور على هواه؟ وماذا عن تأثير موقفه العلني الرافض لاي عملية عسكرية يقوم بها حزب الله في الجرود على اللمسات الاخيرة تحضيرا للمعركة؟ هل ستأخذ المقاومة في “عين الاعتبار” عدم رضاه، ام ان ما “كتب قد كتب”؟
هذه الاسئلة شكلت خلال الساعات القليلة الماضية محور المتابعات السياسية في البلاد في غياب اي حراك داخلي جدي في ظل حالة الاسترخاء المقرر استمرارها لاشهر عديدة تسبق بقليل موعد الانتخابات النيابية، ولولا ملفي الجرود، ومكافحة الارهاب، ومسألة النزوح السوري، التي جاءت من خارج جدول اعمال رئيس الحكومة، لكانت مهرجانات الصيف وحدها في صدارة الاهتمام والمتابعة.
اوساط وزارية بارزة ذكّرت في حديثها لـ”الديار” بالمثل الفرنسي الشهير “ابحثوا عن المرأة”، وقالت ان سر تراجع رئيس الحكومة عن “الدعسة” الناقصة المتمثلة ببيان “الاستدعاء” لقائد الجيش، يمكن اختصاره بالقول: “ابحثوا عن اميركا”، فرئيس الحكومة الذي يستعد للقيام بزيارة رسمية الى واشنطن في 21 الجاري، تجاوز حسابات واشنطن المحلية القائمة على نظرية استمرار دعم المؤسسة العسكرية “المحسوب بدقة” لكي لا يحصل “فراغ” يستفيد منه حزب الله، وانساق وراء حملة “شعبوية” استهدفت المؤسسة العسكرية، عندما نصحه أحد مستشاريه بضرورة اتخاذ موقف ما لارضاء جمهوره “الغاضب” من ما حصل، فكان “البيان” الشهير الذي لم يحقق الغرض من اصداره، وهو موقف يشبه تلك الخطوة “المتهورة” التي قام بها عندما نزل لمخاطبة المعتصمين امام القصر الحكومي، بناء على نصيحة احدى الاعلاميات…!
وبحسب معلومات تلك الاوساط، فان الساعات الفاصلة بين صدور البيان، وموعد اللقاء، حصلت اتصالات اميركية عالية المستوى مع رئيس الحكومة لاستيضاح طبيعة موقفه، وابلاغه بضرورة عدم ضرب معنويات الجيش في مواجهته مع “الارهاب” ، وكذلك عدم تكبيل حركته في منطقة حيوية ومهمة، وقد يؤدي تراجع دوره فيها الى اعطاء “الذرائع” لقوى اخرى كي تتوسع في تحركاتها. طبعا لم تنحصر الاتصالات بالاميركيين، وانما جرى التواصل بين بعبدا والقصر الحكومي، وتولد انطباع واضح عند الرئيس الحريري بان الرئيس ميشال عون غير راض عن خطوته، خصوصا لناحية “الشكل”، كما تمت مناقشة حيثيات ما حصل في مخيمات اللاجئين في عرسال، ووعد الحريري بتبني موقف داعم للجيش، مصححا الخلل القانوني، وطلب من وزير الدفاع يعقوب الصراف حضور الاجتماع.
وعلمت “الديار” ان وزير الدفاع وقائد الجيش خرجا مرتاحين من الاجتماع، فالعماد عون شرح باسهاب ما حصل خلال الايام القليلة الماضية، وقدم شروحات وافية عن الوضع على الحدود الشرقية، وعرض لما تعرضت له وحدات الجيش خلال عملية المداهمة، وكيف تصرف الجنود والضباط بمناقبية عالية على الرغم من خطورة الموقف، وتحدث عن ملابسات وفاة الموقوفين السوريين الاربعة، مؤكدا ان مسارالتحقيقات الداخلية مستمر وسيفضي الى نتائج واضحة وشفافة، فكان رد فعل رئيس الحكومة ايجابيا ومتفهما، لكنه اوحى خلال كلامه بانه في مكان ما كان محرجا، وكان لا بد من التحرك لمواجهة التساؤلات، وعلامات الاستفهام، وابلغهما انه سيقوم بتصريح علني بعد الاجتماع، لكي لا تفسر الامور على غير حقيقتها!
وحيال رفض الرئيس الحريري لقيام حزب الله باي عملية عسكرية لتطهير الجرود، اكدت اوساط قيادية بارزة معنية بهذا الملف، ان كلامه لن يقدم او يؤخر في الوقائع شيئا، وهو امر يدركه جيدا رئيس الحكومة الذي لا يملك القدرة على منع ذلك، ولا يملك ايضا الحجج المنطقية التي تبرر موقفه، لكنه عمليا “غسل يديه” عشية ذهابه الى واشنطن من اي تطورات ستحصل على الحدود سواء حصل ذلك قبل ذهابه او خلال وجوده هناك. فالعملية العسكرية المقررة لم تأجل وما تزال في موعدها المحدد، مئات المقاتلين باتوا مع عتادهم في مواقعهم الهجومية بانتظار اشارة البدء بالهجوم، لا شيء سيوقف العملية الا قبول المجموعات الارهابية بشروط التسوية.
وبحسب تلك الاوساط، فان الحريري لا يملك ايضا منع الجيش بالقيام بدوره “الحمائي” للاراضي اللبنانية، وهو الدور المناط به في هذه العملية، وهو يملك الغطاء السياسي من القائد الاعلى للقوات المسلحة الرئيس ميشال عون الذي ما يزال يعمل تحت سقف القسم الرئاسي، حيث قال: “سنتعامل مع الإرهاب استباقيًا وردعيًا وتصديًا، حتّى القضاء عليه”، وهو لا يعترض طبعا عملية “تنظيف” الجرود، مدركا ان حزب الله سيتولى المهمة انطلاقا من القلمون الغربي والجهة السورية من الحدود، وقيادة الجيش في اجواء هذه العملية.
وتلفت تلك الاوساط الى ان حزب الله يتعامل مع هذه المناطق على انها محتلة ويجب تحريرها، وحتى وزير الداخلية نهاد المشنوق صنفها في هذا الاطار، ويبقى السؤال حول خلفية هذا الرفض الصريح للحريري، فهل يتحمل مسؤولية هجوم جديد من قبل تلك المجموعات الارهابية على قرى بقاعية كما حصل في بلدة القاع مثلا؟ وماذا عن السيارات المفخخة التي كانت تجهز في تلك المناطق؟ اليس اول المستفيدين من “التحرير” هم اهالي عرسال؟ الفرصة متاحة الان للتخلص من هذه المخاطر، وحزب الله لن يفوتها.
البناء : سليماني: أقبّل يدَي نصرالله.. لحزب الله دور منقطع النظير في نجاحات الشعب العراقي والسوري التفاهم الروسي الأميركي يطغى على جنيف: وفد واحد للمعارضة واستعداد لانضمام الأكراد الجرود تنتظر المعركة… والحريري لدعم غير مشروط للجيش… بدلاً من تهديدات عقاب صقر
كتبت “البناء “: الحدثان مترابطان عملياً ولو بدا كل منهما منفصلاً في سياقه عن الآخر، هما تحرير الموصل والتفاهم الروسي الأميركي، بدءاً من جنوب سورية. فتحرير الموصل أعلن نهاية المرحلة التي أسس لها الأميركيون بديلاً عن الفشل في الانتصار على محور المقاومة بلعب ورقة داعش لاستنزاف هذا الحلف، وإدارة الحرب معها لنقل زمام المبادرة لصالح حلفائهم. ومن الموصل بدأت نهاية المرحلة التي لم يعد ممكناً أن تتسمر منها فصول وقد سقط رأسها، فخرجت إيران والعراق بلا آثار جانبية وفتن أهلية، وتماسك الجيش العراقي وولد الحشد الشعبي وتقدّمت إيران كحليف شريك للعراق في التضحيات وصناعة النصر. وما حدث في العراق سيتكرّر في سورية، وقد تفكّك حلفاء واشنطن، وصار الصراع بين الأتراك والأكراد عنوان أحداث شمال سورية، بينما الحرب الفاصلة مع داعش ستجري في دير الزور ويتولاها الجيش السوري وحزب الله والحشد الشعبي العراقي. وقد نجح السوريون والعراقيون بإسقاط الخط الأحمر الذي رسمه الأميركيون حول الحدود السورية العراقية، وبات الطريق الوحيد المتاح للأميركيين تفادي الكأس الأشد مرارة برؤية انتصار كامل في سورية يقف فيه حزب الله والإيرانيون على حدود سورية الجنوبية والشمالية والشرقية، بكأس أقلّ مرارة هو التسليم طوعاً لسورية رئيساً وجيشاً لتسلّم المناطق التي يسيطر عليها حلفاؤهم من الأتراك والجماعات المسلحة التي تلوذ بهم والأردنيون ومَن معهم و”الإسرائيليون” ومَن يشغلونهم، وكذلك الأكراد، ليدخلها الجيش السوري، وتفتح جنيف وأستانة أبوابهما للجميع تحت عنوان حكومة موحدة في ظل رئاسة الرئيس السوري تمهّد لدستور جديد وانتخابات.
المسار السوري الجديد بترابطه مع مشهد تحرير الموصل عبّر عنه الجنرال قاسم سليماني بالنصر الكبير لشعب العراق وجيشه والحشد الشعبي وشجرته الطيبة، مشيداً بدور المرجعية الحكيمة، وبتضحيات الجميع، ووقفة إيران ودماء أبنائها وأطنان السلاح، وصولا للدور العظيم الذي أداه حزب الله في نصر سورية والعراق، مختتماً بتواضع القادة بقوله “أقبّل من هنا يدَيْ السيد حسن نصرالله”.
لبنانياً، تبدو أولى نتائج التطورين العراقي والسوري الاستعدادات لمعركة الجرود التي تتم بالتنسيق بين الجيش اللبناني وكل من وحدات المقاومة والجيش السوري، ويقدم فيها الطيران الحربي السوري التغطية الجوية التمهيدية منذ أيام باستهداف مبرمج لمواقع جبهة النصرة، بعدما صار الحسم العسكري الخيار الوحيد بعد فشل التفاوض. والجيش الذي يتعرّض لهجمة مخطط لها للنيل من معنوياته وإرباكه عشية المعركة حاز التغطية الشعبية التي أحرجت خصومه، فأنتجت تراجعاً من رئيس الحكومة عن نيته التحدث عن تحقيق حول ظروف وفاة الموقوفين، ودعوته ليكون التحقيق مدنياً وعسكرياً، هي تشكيك في تحقيقات الجيش، كما هدّد النائب في كتلته والمتحدث باسمه عقاب صقر قبل يومين على قناة العربية السعودية، متحدّثاً عن عزم الحريري توبيخ قيادة الجيش بعد استدعائها، قائلاً لا ثقة إلا بتحقيق مدني عسكري، فجاء كلام الحريري عن دعم غير مشروط للجيش وعن الثقة بقيادته وتحقيقاته، إقفالاً لسواد أريد له أن يُربك الجيش. تقول مصادر مطلعة إن الأميركيين منعوا الحريري من مواصلة ما بشّر به معاونوه المقرّبون، وخصوصاً الوزير معين المرعبي والنائب عقاب صقر.
الحريري بعد اجتماع السراي: الدعم الكامل للجيش
لم ينجح رئيس الحكومة سعد الحريري بحرف الأنظار والتعمية على الحملة التي شنّها فريقه السياسي والإعلام التابع له على المؤسسة العسكرية ومساءلتها على إنجازاتها في مكافحة الإرهاب طيلة مدى أيام، وإن أعلن أمس بعد لقائه وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جان قهوجي في السراي الحكومي، بأن “القرار السياسي موجود والدعم السياسي الكامل للجيش متوافر”. فتحت ذريعة التحقيق بوفاة الموقوفين الأربعة المنتمين الى تنظيم داعش، يحاول الحريري ومن خلفه جهات خارجية استباق العملية العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية على الحدود اللبنانية السورية لمنع الجيش من المشاركة فيها، بينما أظهرت الاعترافات المتتالية لموقوفي عرسال أن معظم هؤلاء ينتمون الى تنظيمي داعش وجبهة النصرة ودخلوا خلسة الى عرسال وشاركوا في المعارك ضد الجيش.
وإذ أشارت مصادر قناة “أو تي في” إلى أن “اجتماع الحريري مع وزير الدفاع وقائد الجيش كان جيداً جداً وساده التفاهم”، كشف العماد عون للحريري خلال الاجتماع مضمون إفادات أقارب الموقوفين السوريين الذي توفوا والتي تظهر فعلاً معاناة هؤلاء من مشاكل صحية مزمنة”.
وأكد رئيس الحكومة بعد لقائه الصراف والعماد عون أن “القرار السياسي موجود والدعم السياسي الكامل للجيش متوافر”، وجازماً بأن “قيادة الجيش تقوم بتحقيق شفّاف في مسألة وفاة السوريين الأربعة”. ودعا الى “عدم التشكيك في الموضوع، لأن الجيش حريص على المواطنين والمدنيين أكثر من أي فريق آخر، لذلك فإن محاولة زرع أي توتر مع الجيش أو مع القيادات العسكرية في لبنان التي تعمل ليل نهار لتجنيب لبنان أي إرهاب لن تمرّ”، مشدّداً على “ان الدعم السياسي للجيش غير مشروط، والمؤسسة العسكرية لا تشوبها شبهات، ولمن يحاول الاصطياد بالماء العكر نقول “فـليخيّطوا بغير هالمسلّة”. وقال “لستُ مع “حزب الله” في فتح معركة في جرود عرسال، نحن يد واحدة أمام أي محاولة لضرب أمن البلد”.
وفي توقيت لافت، أجرى رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط اتصالاً هاتفياً بالرئيس الحريري تناولا خلاله عدداً من القضايا.
وقالت مصادر مطلعة لـ”البناء” إن “تحميل الجيش مسؤولية وفاة الموقوفين الأربعة يهدف الى منعه من القيام بواجباته ضد الإرهابيين”، ولفتت الى أن “البيئة الحاضنة للارهابيين تضغط على رئيس المستقبل عبر قنوات عدة لثني الجيش عن المشاركة في أي عملية عسكرية واسعة يشنها الجيش السوري وحلفاؤه على الحدود”. لكن المصادر جزمت بأن “العودة الى الوراء في العملية العسكرية لإنهاء الحالة الداعشية والنصرة على الحدود شبه مستحيلة”.
الأخبار : رئيس الحكومة يتراجع: كلّ الدعم للجيش
كتبت “الأخبار “ : بدّد رئيس الحكومة سعد الحريري اللغط الذي رافق مواقفه الأخيرة من الجيش اللبناني، ودعوته قائد الجيش العماد جوزيف عون الى اجتماع معه في السرايا، والتي ظهرت كأنها استدعاء له للبحث معه في التحقيق بوفاة 4 موقوفين من النازحين السوريين. تراجع مدروس نفّذه الحريري، اعتمد ركيزتين أساسيتين: الأولى، انضمام وزير الدفاع يعقوب الصراف إلى الاجتماع مع عون، والثانية تأكيده أن “الدعم السياسي للجيش اللبناني غير مشروط”.
وهذا الموقف جاء بعد لقاء جمعه بالصراف وعون، فظهر أن الهدف الأساسي منه نفي كل التأويلات التي رافقت المداهمات الأخيرة للجيش في مخيمات النازحين السوريين في بلدة عرسال على الحدود مع سوريا. وتكمن أهمية هذا التصريح في أنه أتى بعد يومين اثنين من الحملة “غير المدروسة” التي شنّها نائب تيار “المستقبل” عقاب صقر على المؤسسة العسكرية، واستخدمت مادة أساسية في نشرات أخبار قناة “المستقبل”. وهي حملة نسفها من أساسها الحريري، حين أكد أن “”قيادة الجيش حريصة على المدنيين كي لا يصابوا” في تنفيذ عملياته، وشدد على أن “المؤسسة العسكرية لا تشوبها أي شبهات، ومن يحاول أن يصطاد في المياه العكرة فليخيّط بغير هالمسلة”. وكشف أنه سيتسلم التحقيق الذي يجريه الجيش بوفاة الموقوفين السوريين الأربعة “خلال يومين أو ثلاثة”.
وتعليقاً على مداهمة الجيش مخيمين في بلدة عرسال لإحباط مخطط لإرسال انتحاريين من “داعش” و”جبهة النصرة” في مناطق لبنانية عدة، قال الحريري إن “الجيش قام بعملية ناجحة جداً، ولو أنه لم يقم بها لكان هناك اليوم مشكل كبير في البلد لأن تلك العبوات كانت موجهة لتفجير لبنان. دخل الجيش اللبناني الى مخيم فيه عشرة آلاف شخص وقام بعملية كبيرة، والحمد لله لم يسقط جرحى بين المدنيين، وهناك حادثة الجثث السورية الأربع، وقيادة الجيش تقوم بتحقيق واضح وصريح في هذا الموضوع، ويجب ألا يشكك أحد فيه لأن الجيش حريص على المواطنين والمدنيين أكثر من أي فريق آخر”.
واعتبر أن أي “محاولة لخلق أي توتر بين الجيش أو القيادات العسكرية في لبنان، التي تعمل ليل نهار لتجنيب لبنان أي مشكل إرهابي في البلد، هو أمر مرفوض، كما أن التشكيك في التحقيق الذي تقوم به قيادة الجيش أمر مرفوض أيضاً”. ورداً على سؤال، متى سيكون الدعم المطلق والضوء الأخضر للجيش لحسم الوضع في جرود عرسال؟ أجاب: “كل الدعم السياسي موجود للجيش لحسم الأمور وكذلك القرار السياسي، ولكن علينا اليوم أن نعلم أن هناك مدنيين موجودين في المخيمات، والمشكلة هي أن الإرهابيين يستعملون المدنيين لحماية أنفسهم”. وأضاف: “موضوعي ليس الشارع السني ولا أي شارع آخر، الدعم الأساس هو للجيش، والشارع السني هو أكثر شارع مع الجيش، وهذا الأمر أثبته خلال معارك نهر البارد وصيدا وطرابلس وفي كل المناطق”.
من جهة أخرى، أجرى رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط اتصالاً بالحريري، تناولا خلاله عدداً من القضايا. وقد جاء هذا الاتصال بعد فترة من القطيعة بين الرجلين، رافقها تراشق إعلامي واتهامات متبادلة بينهما، قبل أن ينخفض سقف الهجوم منذ مدة. وكانت مصادر جنبلاطية قد أشارت لـ”الأخبار” الى أن “هناك قراراً بالتهدئة، رغم عدم وجود تواصل مباشر بين قيادات المستقبل والاشتراكي”. ولفتت إلى أن التهدئة “أثمرت هذا الاتصال الذي سوف يستتبع بمزيد من التواصل والتنسيق، وخصوصاً أن البلد يمر بحالة سياسية وأمنية حرجة”.
من جهته، لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال اللقاء الاقتصادي في قصر بعبدا، أمس، الى “أننا كنا نخاف من الإرهاب، وعندما تخلّصنا منه جاء الفلتان الداخلي بحجم كبير، وخصوصاً لدى السوريين”. وأكد عون أننا “نحاول ضبط هذا الأمر وسنتوصل الى نتيجة مثلما توصلنا الى نتيجة مع الإرهاب الخطير”.
المستقبل : اليرزة “مرتاحة” للقاء السراي: أوقف حملات التحريض ونتائج “تحقيق عرسال” في القريب العاجل الحريري: دعم غير مشروط للجيش
كتبت “المستقبل “: “الجيش يعرف ما عليه القيام به والتشكيك في التحقيق الذي تقوم به القيادة مرفوض”، بهذه التغريدة المقتضبة والموازنة في مضمونها الحاسم بين كفتيّ الثقة المطلقة بالمؤسسة العسكرية والإيمان المطلق بنزاهة التحقيقات الجارية في سبيل جلاء الملابسات التي رافقت توقيفات عملية مداهمة الإرهابيين المندسين في مخيمات عرسال للنازحين، اختصر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الموقف بُعيد انتهاء لقائه قائد الجيش العماد جوزيف عون بحضور وزير الدفاع يعقوب الصراف في السراي الحكومي، سيّما وأنه نجح في تبديد اللغط المُثار حول هذا الموضوع عبر ما أظهره من أسس ومسلّمات وطنية تكرس دعم الحريري “غير المشروط للجيش” وعزمه من ناحية موازية على تجفيف كل منابع الإرهابيين و”المصطادين في الماء العكر” على الساحة الوطنية.
الحريري، الذي حرص شخصياً على إطلاع الصحافيين على نتائج اللقاء، أعرب بدايةً عن تثمين “العملية الناجحة جداً” التي نفذها الجيش لتفكيك الخلايا الانتحارية المتوارية بين “عشرة آلاف نازح ولم تؤدِّ إلى سقوط جرحى بين المدنيين”، بينما لفت في ما خصّ الوفيات الأربع التي حصلت في صفوف الموقوفين خلال العملية إلى أنّ “قيادة الجيش تقوم بتحقيق واضح وصريح يجب ألا يشكك أحد فيه” لتبيان الحقائق في هذا الموضوع. وأردف مشدداً على أنّ “المؤسسة العسكرية لا تشوبها أي شبهات ومن يُحاول أن يصطاد في الماء العكر فليخيطوا في غير هذه المسلّة”.
اللواء : الحريري ينزع اللغم العسكري: كل الدعم للجيش وأمن النازحين مسؤولية الدولة رسالة روسية لحزب الله لإلتزام التهدئة في الجنوب السوري… وباسيل للتصويت على إلغاء الآلية غداً
كتبت “اللواء “: في الوقت الذي تنشط فيه الاتصالات الدبلوماسية، من جنيف إلى دول المنطقة لتثبيت الاتفاق الأميركي – الروسي بوقف النار في الجنوب السوري، بما في ذلك تبريد جبهة الجولان، والقصف الجوي المتكرر بين إسرائيل وحزب الله، نجح الرئيس سعد الحريري في احتواء اللغط الذي رافق ما تردّد عن استدعاء قائد الجيش العماد جوزيف عون الى السراي الكبير على خلفية ما حدث في عرسال، لا سيما لجهة الجثث السورية الأربع التي شكك ذوو الأشخاص العائدة لهم بأسباب الوفاة، بدعم من منظمات حقوقية ووسط تهويل بأن الدول المانحة معنية بجلاء أسباب الوفاة، والتهويل أيضاً بأن الإدارة الأميركية بصدد إعادة النظر بنظام المساعدات للقوى العسكرية اللبنانية.
قال الرئيس الحريري بعد الاجتماع الذي عقد بناء على طلبه، مع وزير الدفاع يعقوب صرّاف والعماد عون: بالنسبة لي فإن الدعم السياسي للجيش اللبناني هو دعم غير مشروط، مؤكداً ان قيادة الجيش تحرص دائماً على المدنيين قبل أن يتكلم أي شخص عن هذا الموضوع، والمؤسسة العسكرية لا تشوبها أي شبهات، ومن يحاول ان يصطاد في الماء العكر: “فليخيطوا في غير هالمسلة”.
الجمهورية : السلطة تَرشَح وعوداً والحريري يُغطِّي الجيش… مَن زوّر قرار مجلس الوزراء؟
كتبت “الجمهورية “: كأنّ البلد كله قائم على رمال متحركة تهدد بابتلاعه في اي لحظة؛ جوّ مسموم، وواقع سياسي مزنّر بحقل ألغام سياسية جاهزة للتفجير عند أي مفترق وامام اي حدث، وبأحزمة ناسفة لآمال الناس في انبلاج فجر الفرج. جوّ مسموم، يهدّد بالانهيار اقتصادياً ومعيشياً وحياتياً وخدماتياً، فيما تقدّم السلطة نفسها وكأنها ترشح وعوداً وحرصاً، بينما الحقيقة هي وعود عصيّة على التنفيذ، وشعارات مملّة لا تنسجم مع الواقع وحجم الملفات، ولا تقترن بالمبادرة البديهية الى التنفيذ وحتى بإرادة التنفيذ لِما هو مُلحّ، على رغم أنّ كل ذلك يصبّ في خانة التحصين الداخلي المطلوب في هذه المرحلة، ربطاً بتطورات المنطقة المتفجرة والتي تضع لبنان في موقع المتلقّي للارتدادات.
اذا كان التحصين السياسي يعاني اهتزازاً فإنّ التحصين الأمني يحتلّ مكانه في غرفة العناية الامنية والعسكرية، ويزيده مناعة جهد الجيش والاجهزة الامنية لصيانة الاستقرار الداخلي واصطياد المجموعات الارهابية ومنع تَسرّبها اليه، وتجنيب الداخل اي ارتدادات محتملة لأي تطورات تحصل، لا سيما من الجانب الآخر للحدود اللبنانية ـ السورية.
من هنا تأتي جهوزية الجيش في الداخل وعلى الحدود، وسط حديث مؤكّد بأنّ المنطقة التي تسمّى جرود عرسال دخلت مدار الحسم ضد المجموعات الارهابية المتمركزة، وانّ العد التنازلي للمعركة هناك بدأ، وباتت المسألة مسألة أيام معدودة، وأجرى “حزب الله” استعداداته اللازمة لهذه المعركة، فيما برزت مؤشرات سورية توحي بأنّ المعركة انطلقت فعلاً إنما بشكل تدريجي، بدليل تركيز العمليات العسكرية السورية على منطقة تمركز الارهابيين، في الجانب السوري منها.
والبارز في هذا السياق، تلقّي الجيش اللبناني جرعة دعم حكومية سياسية معنوية، عبّر عنها الرئيس سعد الحريري لقائد الجيش العماد جوزف عون، تقطع الطريق على حملة بعض المنصّات السياسية على الجيش ربطاً بعمليته العسكرية في منطقة عرسال.
ولفت موقف الحريري امام قائد الجيش في حضور وزير الدفاع يعقوب الصراف، بتأكيده الدعم السياسي غير المشروط للجيش الحريص على المدنيين، وانّ المؤسسة العسكرية لا تشوبها اي شبهات، رافضاً التشكيك بالتحقيق الذي تجريه القيادة بحادثة عرسال.