بوتين: العقوبات المسيسة لا أفق لها
شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقال نشرته صحيفة Handelsblatt الألمانية قبيل قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، على أن فرض عقوبات بدوافع سياسية أمر غير مجد ويتناقض مع مبادئ G20.
وقال الرئيس بوتين في المقال إن “النماذج الاقتصادية السابقة قد استنفدت نفسها وتتحول النزعة الحمائية إلى ممارسة عادية، حيث يصبح فرض العقوبات المسيسة الأحادية في مجال التجارة والاستثمارات شكلا من أشكالها”.
واعتبر بوتين أن “مثل هذه العقوبات ليست عديمة الجدوى فحسب، وإنما تتناقض مع مبادئ التفاعل في خدمة مصالح جميع دول العالم، التي تطرحها مجموعة العشرين”.
وأكد الرئيس الروسي على أن الروابط التجارية المفتوحة والقائمة على المعايير والمقاييس الموحدة، لا غيرها، هي التي تشجع نمو الاقتصاد العالمي.. وهي تساعد على التطور المطرد للعلاقات بين الدول على النحو المنصوص عليه في الأسس التي يستند إليها نشاط منظمة التجارة العالمية”.
ورحب بوتين بتوسيع دائرة المواضيع التي تطرحها مجموعة العشرين(G20) وإدخال مسائل مكافحة الإرهاب والفساد والهجرة واللاجئين والتنمية المستدامة والتغير المناخي والصحة، في أجندة المجموعة.
وشدد بوتين على “أهمية الاقتصاد الرقمي كأحد عوامل النمو وعنصر من العناصر الجديدة للإدارة على النطاق العالمي”، مشيرا إلى أن مجموعة العشرين باتت تبدي مزيدا من الاهتمام بهذا الموضوع.
وأعلن الرئيس الروسي أن موسكو تتطلع إلى عمل ناجح في قمة العشرين في هامبورغ، مؤكدا أن “الوفد الروسي سيشارك بنشاط واهتمام في أعمال القمة”.
وقال إن موسكو ستنضم مع شركائها في المجموعة إلى التنفيذ العملي للاتفاقات التي سيتم اعتمادها في القمة، واصفا اجتماع زعماء G20 المقرر عقده في 7-8 يوليو/تموز الجاري، بـ”فرصة جيدة تتيح مناقشة المسائل الأكثر أهمية للأجندة العالمية”.
وأعرب عن ثقته بأن مجموعة العشرين “قادرة على تقديم مساهمة كبيرة في زيادة الاقتصاد العالمي استقرارا وتعزيز نموه المتناسق”.
ودعا بوتين إلى توحيد الجهود من أجل التغلب على الفوارق الموجودة وضمان النمو المستدام ووضع قواعد عادلة للتجارة والمنافسة المنصفة وخفض مستوى الفقر وإيجاد حل للمشاكل الاجتماعية الحادة”.
وأشار الرئيس بوتين إلى أن “فعالية مجموعة العشرين كآلية للإدارة العالمية لا تنخفض حتى في ظروف تزايد المخاطر الجيوسياسية والغموض، وهو أمر يعود، بقدر كبير، إلى فضل الدول التي تتولى رئاسة المجموعة وعملها بمسؤولية عالية جدا عند تحقيق المهام المكلفة بها”.
وأضاف: “خلال السنوات الماضية أثبتت مجموعة العشرين أنها تمثل آلية مفيدة لتنسيق مصالح ومواقف الاقتصادات العالمية الرائدة، فيما ساعدت الأفعال المنسقة للدول الأعضاء في المجموعة، على اتخاذ التدابير اللازمة التي أتاحت التغلب على عواقب الأزمة المالية الاقتصادية، وكذلك إرساء أساس لتحسين نظام الإدارة العالية، التي تعيش أوقاتا صعبة الآن. ومن المهم للغاية أننا سويا تمكنا من التوصل إلى حل المشاكل العديدة التي طال أمدها”.