«أستانة 5» هل من نتائج عملية؟ حميدي العبدالله
تعقد ابتداءً من اليوم الجولة الخامسة من لقاءات أستانة، والجميع يتساءل عما إذا كانت ثمة نتائج للاجتماع الجديد تجعله مختلفاً عن الجولات الأربع السابقة
.
من الناحية الواقعية، جميع تفاهمات أستانة السابقة، كانت مجرد كلام، ولم يجد أيّ بند من بنودها النظرية سبيله إلى التطبيق، وحتى وقف العمليات العسكرية الكبرى جاء نتيجة للمعطيات الميدانية وليس ترجمة لتفاهمات أستانة.
الجماعات المسلحة قبلت بوقف هجماتها على بعض المحاور لأنها لم تعد قادرة على الاستمرار بالهجوم بعد الخسائر التي تكبّدها، ينطبق هذا التوصيف على أوضاع الجماعات المسلحة في محافظة إدلب وريف حلب الغربي والجنوبي، إضافةً إلى ريف اللاذقية وريف حماة الشمالي، حيث لم توقف هذه الجماعات هجماتها التزاماً باتفاقات خفض التوتر، وخفض التصعيد، بل بفعل عجزها عن مواصلة الهجمات بعد أن تحوّلت النتائج في مصلحة الجيش السوري على كلّ هذه الجبهات.
وفي الجبهات التي كان لدى الجماعات المسلحة تقدير بأن وضعها يسمح لها بالهجوم لم تلتزم باتفاقات أستانة، حصل ذلك في محافظتي درعا والقنيطرة.
أما بالنسبة للجيش السوري، فإنه كان يريد الالتزام بهذه التفاهمات لأنها تسمح له بحشد قواته نحو الجبهات الأكثر أهمية وفي مقدمة هذه الجبهات المناطق التي تسيطر عليها داعش، ولا سيما في أرياف حمص ومحافظات دير الزور والرقة، وحلب قبل تحرّر كامل أريافها من هذا التنظيم الإرهابي.
الأرجح أنّ نتائج أستانة لن تختلف كثيراً عن نتائج الجولات الأربع السابقة بسبب هذه الاعتبارات الميدانية. بمعنى آخر أنّ التحوّلات الميدانية على كافة الجبهات تعمل في مصلحة الجيش السوري وحلفائه، وبالتالي فإنّ المغامرة بالعودة إلى فتح الجبهات والخروج الواضح والصارخ على التفاهمات من قبل الجماعات المسلحة، سوف يجعلها تدفع ثمناً باهظاً، وبالتالي فإنّ لهذه الجماعات والدول الداعمة والراعية لها مصلحة في إبقاء هذه الاتفاقات، ولكن كنصوص نظرية، وليس البدء الفعلي في تنفيذها مثل فصل مواقع التنظيمات المصنّفة إرهابية أو التي ترفض هذه الاتفاقات عن الجماعات لم توافق عليها.
بكلمة أستانة مجرد حملة علاقات عامة تواكب ما يجري ميدانياً لا أكثر ولا أقلّ.
(البناء)