مقالات مختارة

الرسائل الحازمة لحلفاء سورية… هل توقف الاعتداءات الأميركية؟ حميدي العبدالله

 

بعد أن حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب التمهيد لعدوان واسع على سورية، يستهدف جيشها وقواتها المسلحة بذريعة نيّة استخدام سلاح كيماوي، جوبهت نوايا الإدارة الأميركية بردود حازمة، سواء من قبل روسيا أو من قبل إيران .

بمعزل عن سيناريوات الردّ المحتمل الروسي الإيراني، وهو ما ورد على لسان مسؤولين روس، لكن من السلطة الاشتراعية وليس السلطة التنفيذية، كان واضحاً أنّ أيّ عدوان جديد على سورية من قبل الإدارة الأميركية قد يقود إلى اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة وربما إيران، التي قد تستخدم صواريخها البالستية باستهدافها لوجود عسكري أميركي في سورية، وتحدّثت وسائل إعلام أميركية عن احتمال أن تتعرّض القوات الأميركية المنتشرة في العراق لهجمات على أيدي قوى حليفة لإيران.

لا شك أنّ مستوى الخطر إذا تمادت إدارة ترامب في أعمالها العدائية بات قوياً إلى درجة يصعب معها على الولايات المتحدة أن تستمرّ في اعتداءاتها بوتيرة مرتفعة، أو وضع تهديد ترامب وإدارته ضدّ الجيش السوري والقيادة السورية موضع التنفيذ، لأنّ غالبية الشعب الأميركي، وحتى غالبية النخبة الحاكمة ترفض التورّط في حرب ثالثة ستكون كلفتها أعلى بكثير من حروب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

المنطق والعقل يفرض على إدارة ترامب التراجع عن هذا الخيار لما ينطوي عليه من مخاطر، تجعله أقرب إلى المغامرة منه إلى أي شيء آخر.

لكن مع هذه الإدارة، ومع المواقف غير المتوازنة للرئيس الأميركي، وفي ضوء التحريض المستمرّ من قبل العدو الإسرائيلي، وحلفائه في الولايات المتحدة الذين يزيّنون خيار المواجهة العسكرية، لا يمكن بالمطلق استبعاد إقدام إدارة ترامب على مغامرات جديدة، وإنْ كان توقيت مثل هذه المغامرات قد يأتي في فترات متباعدة.

واشنطن وحلفاؤها ولا سيما تل أبيب على قناعة بأنّ ما يجري في سورية من تحوّلات ميدانية يشير إلى انقلاب استراتيجي غير مسبوق في توازن القوى على مستوى المشهد الإقليمي، بل وحتى الدولي، حيث تميل الكفة الآن لمصلحة منظومة الممانعة والمقاومة لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وبالتالي من الصعب عليهم الإقرار بهذا التحوّل والتكيّف مع معطياته.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى