الهند واسرائيل: يجب استغلال الرياح الايجابية التي تهب: اريئيل بولشتاين
اعتادت اسرائيل في السنوات الاخيرة على زيارات اشخاص رفيعي المستوى. فلا يمر اسبوع لا يأتي فيه الى القدس رؤساء دول وقادة اجانب. ولكن على هذه الخلفية ايضا هناك اهمية خاصة لزيارة رئيس الحكومة الهندية، نرندارا مودي في الاسبوع القادم .
التحول هو الكلمة المناسبة لوصف العلاقة بين اسرائيل والهند في هذه المرحلة. على مدى عشرات السنين اتبعت الهند خط معادي لاسرائيل بقيادة حزب اشتراكي. أولا، كان لذلك سبب فكري – مؤسسو الهند المستقلة تجاهلوا الحقيقة وصمموا على اعتبار الحركة الصهيونية ذراع للكولونيالية الغربية. هذه الصورة المشوهة دفعتهم الى تأييد العرب، والهنود اعتبروا العرب ضحايا الكولونيالية. ثانيا، قادة الهند في تلك الفترة اعتقدوا ان قرار تاييد العرب سيعود على دولتهم بالانجازات العملية، هذا ما أملت به الدولة الكبيرة، أن تستمتع من الامكانيات الاقتصادية للدول الاسلامية والحصول قرب هذه الدول على المكانة الدولية واسكات الاقلية الاسلامية الكبيرة التي توجد في الهند.
لكن سنوات العداء انتهت. قوى جديدة صعدت للحكم في الهند، قوى لا تعاني من العمى الايديولوجي. وبالنسبة لها الصهيونية ليست ذراع للامبريالية، بل هي حركة قومية ايجابية لشعب يعيش في بلاده. رئيس حكومة الهند لم يخف تأييده واهتمامه بانجازات الدولة اليهودية. وبدل البحث عن التشابه بين الهند والدول العربية، هو يجد مخرج في قصة الانبعاث اليهودي للتغلب على التحديات التي تواجه بلاده. ايضا حقيقة أن الدولتين تواجهات تهديدا مشتركا وهو الارهاب الاسلامي، لا تغيب عنه، لكن الامر الاهم هو الاعتراف بعدالة طريق الشعب اليهودي.
يتبين أن الحديث يدور عن تحول دراماتيكي بلا رجعة: تعزيز العلاقة بين اسرائيل والهند يشمل جميع المجالات وقد وصل الى نقطة اللاعودة. وهذا الامر يجد تعبيره في تصويت الهند في الامم المتحدة. فقبل سنة تقريبا توقفت الهند عن تأييد القرارات ضد اسرائيل أمام عيون ممثلي الدول العربية الذين لم يلتقطوا روح التغيير. وفي الجانب الاسرائيلي، في المقابل، تمت رعاية الصداقة الجديدة. واعتبر نتنياهو أن تحسين العلاقة مع الهند هو هدف اساسي للسياسة الخارجية، واسرائيل تسير في هذه الطريق بنجاح. والتعاون الناجح بين الدولتين يشمل مجالات كثيرة، بدء بالمعرفة الزراعية، وتكنولوجيا المياه المتقدمة وانتهاء بتصدير السلاح الاسرائيلي الى الهند.
الزيارة التاريخية لرئيس الحكومة الهندية تؤكد وتثبت ما تم تحقيقه. والمطلوب الآن هو ترجمة الرياح الجيدة التي تهب من الهند الى لغة الافعال. عشرات الاتفاقيات التي وقعت وستوقع اثناء الزيارة ستكون رافعة لمضاعفة التجارة، وستساعد اقتصاد اسرائيل الى درجة كبيرة. والامر الاهم هو أن العلاقة بين اسرائيل والهند ستتقدم خطوة اخرى نحو الشراكة الاستراتيجية.
اسرائيل اليوم