نتنياهو لادارة ترامب: المستوطنات المعزولة ستبقى كجيوب اسرائيلية: براك ربيد
قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في محادثاته مع مسؤولين في ادارة ترامب أنه في كل حل نهائي مع الفلسطينيين ستطلب اسرائيل أن تبقى المستوطنات المعزولة التي لن يتم ضمها اليها، جيوب تحت سيادتها في الاراضي الفلسطينية. هذا تصلب في الموقف الذي أعطاه نتنياهو لوثيقة الاطار في 2014. وكما تبين أمس لصحيفة “هآرتس″، اقترح نتنياهو في تلك الفترة أن يبقى المستوطنون الذين يريدون البقاء في بيوتهم تحت السيادة الفلسطينية .
في الاسابيع الماضية، على خلفية الاستعداد لخطوة سياسية ممكنة لادارة ترامب، في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، حدد نتنياهو أكثر موقفه في مجموعة مواضيع تتعلق بالحل النهائي ومنها الترتيبات الامنية ومستقبل المستوطنات. في يوم الثلاثاء الماضي، في ذكرى احياء مرور خمسين سنة على حرب الايام الستة في الكنيست، قال نتنياهو إنه في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين، لن يتم اخلاء المستوطنات. “كل واحد يحق له أن يعيش في بيته ولن يتم اخلاء أي شخص من بيته”، كما أعلن.
يريد نتنياهو الامتناع عن اخلاء عشرات آلاف المستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات المعزولة، خاصة بسبب الثمن السياسي الباهظ الذي يعنيه الاخلاء، ولأن المستوطنين هم جزء من أساس تأييده. وقد طرح رئيس الحكومة موضوع مستقبل المستوطنات المعزولة في عدد من المحادثات مع مسؤولين في ادارة ترامب في الاشهر الاخيرة، وآخرها مع سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هايلي في يوم الثلاثاء الماضي في القدس.
نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوطوبلي، التي شاركت في اللقاء بين نتنياهو والسفيرة قالت للصحيفة إن رئيس الحكومة أوضح لهايلي كيف يريد تطبيق سعيه الى عدم اخلاء أي مستوطن من بيته بالقوة وابقاء المستوطنات المعزولة في جيوب سيادية اسرائيلية. وحسب اقوالها، أوضح نتنياهو أنه يريد تطبيق نموذج يشبه النموذج الذي يوجد في منطقة الحدود بين بلجيكا وهولندا. هناك توجد جيوب سيادية لكل دولة في اراضي الدولة الاخرى.
هذه ليست هي المرة الاولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن نموذج بلجيكا – هولندا كحل لموضوع المستوطنات. في بداية 2014 طرح الامر في المفاوضات حول وثيقة الاطار. وطلب نتنياهو من سكرتير الحكومة في حينه، افيحاي مندلبليت، اختبار هذا النموذج، لكنه عرف في النهاية أن الحديث يدور عن اقتراح غير عملي وطلب ادخال بند يقول إن المستوطنين الذين يريدون البقاء يمكنهم البقاء تحت السيادة الفلسطينية. الآن يكرر نتنياهو موقفه الذي كان في بداية 2014.
في بداية 2014 رفض الفلسطينيون ابقاء مستوطنات كجيوب اسرائيلية في الدولة الفلسطينية المستقبلية. الشرط الفلسطيني لبقاء مستوطنين في بيوتهم كان أن يصبحوا مواطنين فلسطينيين يخضعون للسيادة الفلسطينية والقانون الفلسطيني. في الاسبوع الماضي، في اعقاب تصريح نتنياهو بأنه لن يتم اخلاء أي مستوطن من بيته، شدد الفلسطينيين على موقفهم وتراجعوا عن موافقتهم السماح للمستوطنين بالبقاء في الدولة الفلسطينية كمواطنين. وقال المتحدث بلسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الفلسطينيين لن يوافقوا على بقاء حتى لو مستوطن واحد في الدولة الفلسطينية.
لقد تم الكشف في “هآرتس″ في هذا الصباح البند في مسودة اتفاق الاطار من شباط 2014، والذي جاء فيه “الاسرائيليون الذين يريدون البقاء في دولة فلسطين سيعيشون تحت القانون الفلسطيني دون تمييز في الحقوق”. هذا البند في المسودة تمت الاشارة اليه بالحرف “آي” باللغة الانجليزية، الامر الذي يعني أنه طلب اسرائيلي وليس اقتراح امريكي أو فلسطيني. وقد جاء في المسودة أن نتنياهو يفضل عدم كتابة أن المستوطنين سيبقون في “دولة فلسطين”، بل “في اماكنهم”.
موظف رفيع المستوى في ادارة اوباما قال إن اعضاء طاقم المفاوضات الامريكي عبروا عن الاستعداد لادخال طلب نتنياهو الى مسودة الوثيقة، لكنهم أوضحوا بأنهم يريدون مناقشة هذا الامر مع الطرف الفلسطيني والبحث عن صيغة متفق عليها، قبل ادخال ذلك الى الصياغة النهائية. في نهاية المطاف، نتنياهو هو الذي تراجع وطلب حذف البند من مسودة وثيقة الاطار. وسبب ذلك هو الضغط السياسي الذي استخدمه رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت الذي اتهمه بفقدان البوصلة الاخلاقية، ومعارضة بعض رؤساء الليكود ايضا.
مسؤول اسرائيلي كان على صلة بالمحادثات قال إن نتنياهو فهم أن ادخال البند الى وثيقة الاطار لن يمنع المواجهة السياسية بينه وبين المستوطنين، مثلما اعتقد في البداية، بل سيتسبب بمشكلة أكثر خطورة. وأضاف المسؤول بأن نتنياهو لم يتراجع عن فكرة ابقاء مستوطنين في الدولة الفلسطينية، وهو يعتقد أنه يمكن طرح الأمر في سياق المفاوضات.
هآرتس