مندلبليت صامت: رفيف دروكر
حصل المستشار القانوني للحكومة على احتجاج الجمهور ضده. الطريقة التي يتصرف فيها في التحقيق مع رئيس الحكومة تستمد الهامها مباشرة من ارشادات القضاء على ملفات الشخصيات العامة، التي هي على اسم يهودا فينشتاين. المماطلة في الوقت، المطالبة بالتحقيق في ارجاء العالم، البحث عن المزيد من المواقف الاخرى، والاهم من ذلك: ابقاء المحققين على مسافة قصيرة كي لا يبادروا فجأة إلى طرق تحقيق ابداعية .
نجح هذا الامر بشكل جيد لدى فينشتاين في ملف افيغدور ليبرمان. ولا يوجد سبب يمنع نجاح الامر مع افيحاي مندلبليت. لذلك كانت محكمة العدل العليا على حق عندما قامت بتغطية موقف الشرطة القائل بأنه لا يجب التظاهر أمام منزل المستشار القانوني. ولم يكن هذا قرارا صعبا، حيث أنه سائد في إسرائيل منذ عشرات السنين، وفي معظم الدول الغربية ايضا. من هو مستعد لتبرير التظاهر أمام منزل مندلبليت يجب عليه أن يفسر لماذا تم منع مظاهرات اليمين المتطرف أمام منزل نوعم تيفون (الذي كان قائد الجيش في يهودا والسامرة)، والجنرال يئير نافا (قائد المنطقة الوسطى) وإسرائيل فايس (الذي كان الحاخام الرئيس في الجيش).
إن سبب التظاهر أمام منزل شخص ما هو الرغبة في الاضرار بنمط حياته في ساعات ما بعد العمل. وهذا يهدف إلى اغضاب الجيران، والاضرار بالاولاد، ودفع الزوج/ الزوجة إلى القول «لماذا أنت بحاجة إلى هذا؟». في حالة المستشار القانوني للحكومة هناك بديل ناجع وهو التظاهر أمام وزارة العدل في القدس.
الحقيقة هي أن هناك سببا. إن التظاهر في شرقي القدس أقل راحة، واذا قاموا بالتظاهر هناك فسيسمعهم المستشار القانوني بصعوبة. ورغم ذلك، يمكن نقل الرسالة دون ازعاج كل العائلات.
بعد كل ذلك – الطريقة التي تتبعها الشرطة في هذا الامر هي طريقة اشكالية. ليس هناك سبب لجعل المظاهرات الصغيرة تنتهي بالاعتقالات والعلاج في المستشفيات. وليس هناك مبرر لاعتقال ميني نفتالي مرة تلو الاخرى. وليس هناك طريقة لتفسير سبب اعتقال شخص يقف ويحمل في يده لافتة. ومن قام باعتقاله قال إن هذا بسبب مضايقته للشرطي، وكان من الأجدر مصادرة هوية ذلك الشرطي.
يمكن للشرطة والنيابة تقديم لوائح اتهام ضد من يتظاهرون بدون ترخيص، وخلافا لتوجيهات الشرطة. يجب أخذ هؤلاء الاشخاص إلى مركز الشرطة وأخذ افادتهم واطلاق سراحهم. من هنا وحتى تكبيلهم في أيديهم وأرجلهم واستخدام القوة والاعتقال، فإن الطريق طويلة جدا.
هذه الظواهر تنتشر في شرطة إسرائيل. ومن الصعب الاثبات هنا أنهم يتملقون المستشار القانوني للحكومة. الاعتقالات بدون سبب والعنف الزائد يميزان الشرطة في إسرائيل. وسلوك النيابة هنا هو أكثر اشتباها.
هناك قصة حول التظاهر قرب منزل مناحيم بيغن اثناء حرب لبنان. فقد أراد وزراء حكومته أن يطلبوا من الشرطة ابعاد الاحتجاج الذي نغص على رئيس الحكومة. وكما قال الوزراء الرفيعون فإن بيغن منعهم من القيام بذلك وقال إن من حقهم التظاهر.
مندلبليت ليس بيغن، وهو ليس منتخب جمهور، ولا رئيس حكومة. ورغم ذلك يجدر أن يسمع رسالة علنية في هذه القصة. ومندلبليت بالتحديد كان يمكنه وضع التوجه للشرطة من خلال القول: «شكرا لأنكم تنفذون القانون، لكن لا يوجد سبب يجعل المحتج ينهي احتجاجه في المعتقل أو المستشفى.
هآرتس