الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

الاخبار: اقتراح التجديد لسلامة على طاولة مجلس الوزراء الأربعاء؟ لبنان يتبرّأ من بيان قمة الرياض

كتبت الاخبار: ثلاثة ملفات تشغل الداخل اللبناني هذه الأيام. قانون الانتخابات الذي لم ينجز منه شيء، والتجديد لحاكم مصرف لبنان المحكوم بمقايضة تناقش خلف الكواليس، ونتائج قمّة الرياض التي سارع لبنان الرسمي إلى التبرؤ منها

على الرغم من انشغال الداخل اللبناني بالنتائج التي ستخرج بها قمم الرياض، لا يزال النقاش حول قانون الانتخابات قائماً، لكن بوتيرة أخف من تلك التي شهدتها الأسابيع الأخيرة. «حتى الآن لا شيء منجزاً»، إلا أن المتغيّر الوحيد الذي طرأ على الملف هو «سقوط القانون التأهيلي إلى غير رجعة»، بعدما أصبحت النسبية الكاملة هي المدخل لأي قانون جديد.

وقد انتقل شدّ الحبال من الاتفاق على «التأهيلي» إلى الضوابط التي يرى التيار الوطني الحرّ أنها الطريق الوحيد للحدّ من أضرار النسبية الكاملة وحفظ معيار «حُسن التمثيل». في المقابل، يزداد الكلام عن «ضرورة التمديد تفادياً للفراغ»، في حين يظهر أن هذا السيناريو يتقدّم على باقي الخيارات المتاحة. وكان لافتاً أمس تأكيد وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، أن “المدة الزمنية الفاصلة تكاد تكون شهرا من الزمن، هناك فسحة تفاؤل أتمنى أن تترجم بإنجار قانون إنتخابات.

الإنتخابات يجب أن تحصل، والحاجة إلى تمديد إنطلاقا من قانون جديد أو تلافيا للفراغ تبدو كأنها أصبحت أمرا ملزما». ودعا «جميع القوى إلى أن تحسم أمرها للوصول الى قانون إنتخابات يكفل إجراء الإنتخابات النيابية».

وفيما ترى أوساط سياسية أن الدفع نحو الفراغ هدفه العودة إلى قانون الستين، قالت مصادر عين التينة إن «جرّنا إلى الفراغ ومن ثم التمديد، وبعده القانون النافذ، يعني التراجع عن كل التعهدات التي قطعها البعض بعدم السماح بالوصول إلى هذه الخيارات، عوضاً عن أنها تشكّل ضربة كبيرة للعهد». ووصف نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، ما يجري بشأن قانون الانتخابات بـ«سوق عكاظ»، معتبراً أن «أفضل قانون هو النسبية، وفي قانون النسبية هناك 20 احتمالاً، ويمكننا الاتفاق عليه ببعض التعديلات التي يمكن أن تُراعي الملاحظات المختلفة».

من جهة أخرى، لا يزال ملف التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة يُطبخ على نار هادئة. وبعد أن تبين في الآونة الأخيرة عدم وجود توافق حوله ظهر في حذر رئيس الحكومة سعد الحريري من إدراجه على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة، تفادياً لأي اشتباك مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، علمت «الأخبار» أن «مشروع مرسوم التجديد سيُطرح من خارج جدول الأعمال في أول جلسة يعقدها مجلس الوزراء بعد عودة الرئيس الحريري من الرياض» الأربعاء المقبل. ولمّحت مصادر سياسية رفيعة المستوى إلى أن «التجديد لسلامة سيُنجز من خلال تسوية يُعمل عليها ترتبط ببعض التعيينات التي سيتم إقرارها في الجلسة نفسها أيضاً في حال تمّ الاتفاق عليها».

على صعيد آخر، أثار المناخ المُرافق للقمم الثلاث التي عقدت في الرياض، الكثير من الحذر اللبناني، لناحية التداعيات التي يُمكن أن تنجُم عنها، خصوصاً أن العناوين التي حملتها استهدفت حزب الله مباشرة، وبحضور الوفد اللبناني الذي ترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري. وقاربت الأوساط السياسية هذا الواقع من وجهات نظر متعّددة، يميل أغلبها إلى التشاؤم من أن يكون لبنان واحداً من الساحات التي سُتترجم فيها مقررات هذه القمم، ما سيؤثر سلباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فيه، وخاصة أن هذه المواجهة تتزامن مع العقوبات الأميركية التي تستهدف القطاع المصرفي اللبناني بذريعة محاصرة حزب الله.

ولا مجال للشك في أن لبنان يدخل في قائمة الاهتمامات الأميركية – السعودية المشتركة، إذ إن التوجه الأميركي إلى استهداف الحزب أصبح علنياً، وعبّر عنه ترامب خلال كلمته حين وضعه في نفس الخانة مع حركة حماس وتنظيم «داعش»، معتبراً أنهم «يرتكبون الأعمال الوحشية في المنطقة»، ووصف الحزب بأنه «منظمة إرهابية». وفيما كانت الأنظار تتجه إلى الوفد اللبناني الذي يترأسه الحريري، والذي تعّهد قبل سفره إلى الرياض أمام مجلس الوزراء بـ«الالتزام بالبيان الوزاري، وعدم القبول بأي أمر يهدّد وحدة لبنان»، تبرأ لبنان من البيان الذي صدر عن القمة، إذ قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عبر حسابه على «تويتر»: «لم نكن على علم باعلان الرياض، لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة». أضاف: «أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول اننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وابعادها عنه ضنا بلبنان وشعبه ووحدته».

وكان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري قد أعلن أنه «تبادل مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير أطراف الحديث، قبيل انتهاء أعمال القمة ومغادرة الرئيس الحريري مع رؤساء الوفود للمشاركة في وضع الحجر الأساس للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف». وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية ناثانيال تيك قد قال أمس إن «حزب الله تنظيم إرهابي خطير للغاية، ويلعب دوراً أساسياً في الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب»، مؤكداً أننا «سنُكافحه بالعمل مع شركائنا في المنطقة».

البناء: ترامب يحقّق شعار حملته الانتخابية: السعودية ـ بقرة حلوب… ويعود بـ500 مليار دولار… قمّة العداء لإيران في الرياض باهتة بعد الفوز الساطع لروحاني… واستثناء القاعدة

قانصو من حلبا: ننتظر حسماً قضائياً… والنصر في سورية نصر للبنان وفلسطين

كتبت البناء: خلال يومين استقطبت الرياض الأضواء الدولية والإقليمية بحشد عربي إسلامي لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومع نهاية القمم الثلاث التي رافقت الزيارة، تكثف الخطاب السعودي والأميركي عند إسقاط القضية الفلسطينية كأولوية تقليدية لأيّ مباحثات عربية إسلامية مع أميركا، وتحوّلها جملة عابرة في الخطابين القياديين للقمم، خطاب الملك السعودي وخطاب الرئيس الأميركي، والتوافق مع مفهوم الأمن «الإسرائيلي» باعتبار إيران مصدر الخطر الأول على الاستقرار في المنطقة، وتوصيفها برأس حربة الإرهاب، وهو التوصيف الذي امتنعت السعودية طوال ثلاثة أرباع القرن عن إطلاقه على «إسرائيل»، رغم ما حفلت به ممارساتها بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

الأسرى الفلسطينيون الصائمون طلباً لحقوق الإنسان بحدّها الأدنى لم تجد قضيتهم مكاناً لملصق يذكّر بها في قاعة من قاعات مرور عابر للضيوف. والجديد الأهمّ أنّ نظرية الأمن «الإسرائيلية» التي سادت المؤتمر لم تقتصر على إيران بل شملت حزب الله في الخطابين السعودي والأميركي، وحركة حماس في خطاب الرئيس ترامب، بينما غاب عن الخطابين المكتوبين لترامب وسلمان أيّ ذكر لتنظيم القاعدة وجبهة النصرة.

أمام الالتحاق السعودي بنظرية الأمن «الإسرائيلية» لم يبق للأميركيين من اهتمام سوى تطبيق نظرية ترامب التي ركّز عليها في حملته الانتخابية، فيما ترك للمصفقين التابعين للسعودية الحديث عن تغيير الخطاب الأميركي نحو السعودية، لتذكّرهم الأرقام التي حصدها ترامب بخمسمئة مليار دولار تهدّد بإفلاس مملكة النفط، بأنّ أبرز جمل ترامب في حملته الانتخابية كان وصف السعودية بالبقرة الحلوب وقد طبّقها بأكثر مما كان يحلم، وأخذ الحليب في طريق عودته غير آبه بما سيحل على «مملكة الخير»، التي لم تمنح ضيوفها، ومنهم رئيس الحكومة اللبنانية ومرافقيه أكثر من صفة المستمعين، وبقيت كلماتهم المكتوبة في جيوبهم ليقرأوها على مسامع وفود بلادهم في طريق العودة، بينما كانت كلمة الرئيس المصري تغريداً في سرب مختلف عن المناخين السعودي والأميركي، بإيحاءاتها وإشاراتها الواضحة لتركيا وقطر كمصدر تمويل وإعلام وتسليح للجماعات الإرهابية، وللإخوان المسلمين كتنظيم من الشبكات العالمية السرية للإرهاب، مع تجاهل أيّ إشارة بالتلميح أو التصريح لإيران وحزب الله.

القمة التي حشد لها الإعلام وقُدّمت كحدث تاريخي، تبدو كأنها صُمّمت لتلقي نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران التي دأبت وسائل الإعلام التابعة للرياض وواشنطن على تقديمها كمناسبة لسيطرة المتشدّدين على الحكم رداً على وصول ترامب وتصعيد السعودية، فبدا الفوز الساطع بفوارق كبيرة للرئيس حسن روحاني الذي صوّره الإعلام الأميركي والسعودي كمعتدل يتعرّض للاقتصاص منه بسبب انفتاحه، كصفعة للقمة ومنظّميها، فبدت شاحبة وباهتة، بينما بدت العقوبات التي طالت أحد رموز المقاومة رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين وتجميد أصوله وممتلكاته في أميركا والسعودية كمسخرة.

لبنانياً، بعد الوقت الذي أضاعه الوفد اللبناني في الرياض منتظراً فرص لقاءات وحوارات أو حتى إلقاء كلمة، تعود عجلة المساعي في ميدان البحث عن توافق على قانون انتخاب جديد، بينما كان الحزب السوري القومي الاجتماعي يحيي الذكرى التاسعة لمجزرة حلبا التي استهدفت مناضلين قوميين ومواطنين عزلاً تمّ قتلهم بدم بارد. ومن حلبا تحدّث رئيس الحزب الوزير علي قانصو معلناً الثقة بوزير العدل والقضاء لقول الكلمة الفصل في المجزرة ومرتكبيها، مشدّداً على أهمية مواصلة القتال حتى النصر على الإرهاب في سورية، حيث النصر نصر للبنان ولفلسطين.

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو أن الحزب السوري القومي الاجتماعي لن يكون إلا في موقع المقاومة للعدو الصهيوني لأن صراعنا معه صراع وجود، وبأن الحزب سيبقى ثابتاً على معادلة الجيش والشعب والمقاومة فهي معادلة القوة للبنان، وبفضلها بات لبنان حجر الزاوية في معادلة الصمود القومي.

وخلال إحياء منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي في باحة المنفذية في حلبا، الذكرى التاسعة لمجزرة حلبا برعاية رئيس الحزب وحضوره على رأس وفد من قيادة الحزب، وسلسلة احتفالات ونشاطات بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، لفت قانصو الى أن «إنقاذ الشام من هذا الإرهاب هو إنقاذ للبنان في الصميم، وهو إنقاذ لفلسطين في الصميم وإنقاذ للعراق في الصميم، لأن المخطط الصهيوني الذي تتولاه المجموعات الإرهابية يهدف الى إسقاط الأمة كلها من أقصاها الى أقصاها»، مشيراً الى أن مواجهة خطر الإرهاب مسؤولية دولية ـ إقليمية ـ قومية مشتركة، وفي هذا السياق فإن المجتمع الدولي في موقفه من الإرهاب، كذّاب منافق».

وأكد قانصو أن «لبنان معنيّ بتحصين نفسه بوجه هذه العاصفة، فإدارة الظهر لها لا تفيد، والتعاطي مع سورية بكيدية وحقد لا يفيد. إن مصلحة لبنان فتح قنوات الحوار مع الحكومة السورية لتدارس الملفات ذات الاهتمام المشترك من ملف النازحين، الى الملف الامني، والى الملف الاقتصادي».

وفي الذكرى السنوية لمجزرة حلبا، جدّد قانصو دعوة القضاء، «لتحريك هذا الملف، والنظر في الدعاوى المقدمة ضد المجرمين الذين ارتكبوا مجزرة حلبا، ولنا ملء الثقة بمعالي وزير العدل كما لنا ملء الثقة بالقضاء وبأنه سيفتح ملف المجزرة وسيقول كلمته وبأسرع وقت. وليعلم الجميع أننا لن ننسى دماء شهدائنا، ومهما تقادم الزمن. هذا عهدنا لعائلات الشهداء، هذا عهدنا لجميع القوميين الاجتماعيين، وحقنا حق لا يموت. وأقول لكم: إن إنزال القصاص بالقتلة آتٍ، آتٍ، آتٍ».

عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض خالي الوفاض، فلم ينجح تصعيد وزير الداخلية نهاد المشنوق ضد حزب الله وسورية وإيران عشية انعقاد قمة الرياض في منح الحريري فرصة اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش القمة التي لم تلحظ أيضاً أي لقاء بين الحريري والملك سلمان بن عبد العزيز، بل اقتصر الأمر على تبادل الحريري قبل مغادرته المؤتمر أطراف الحديث مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، كما أعلن المكتب الإعلامي للحريري.

ولم يتعدّ حضور لبنان في القمة العربية الإسلامية الأميركية، أكثر من «رقم» على الطاولة التي اجتمع حولها 38 رئيس دولة و8 رؤساء حكومات، كما لم يكن على قدرٍ من التأثير في المشهدية الإعلامية الى حدٍ لم يعط الوفد اللبناني الممثل برئيس حكومته والوفد الوزاري مجرد الكلام، رغم ما يتحمله لبنان من تداعيات الحرب الأميركية الخليجية «الإسرائيلية» التركية على سورية.

وفي حين كانت لافتة إشارة الرئيس الأميركي الى الجيش اللبناني ودوره في مواجهة الإرهاب، لم تضف القمة جديداً في ما خص الهجوم على حزب الله وما قاله الرئيس الأميركي ووزير خارجيته والمسؤولون السعوديون كان متوقعاً، وإن كان الحزب القوة الرئيسية الى جانب الجيش السوري التي تكافح الارهاب الذي يدعي الأميركيون والسعوديون محاربته، ولم تَُعِر الجمهورية الاسلامية في إيران التي زكّت الرئيس حسن روحاني رئيساً لها لولاية ثانية بنسبة 57 في المئة، أي اعتبار للمجتمعين ولا لقمتهم.

أما رسالة ترامب للأنظمة الخليجية وبعض العرب، فكانت معبّرة وواضحة وموضوعية، وتحت عنوان «واشنطن لن تسحق العدو بدلاً عنكم»، خاطب ترامب دول الشرق الأوسط، بحسب تعبيره، مذكراً أنّ «تشكيل المركز العالمي لمكافحة الإرهاب برئاسة السعودية هو يوم تاريخي لنا»، وأنه يجب العمل على «قطع مصادر التمويل عن المنظمات الإرهابية ونتعامل مع حزب الله على أنه تهديد إرهابي».

ولم يشكّل البيان الختامي للقمة لجهة «تأليف قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسورية عند الحاجة»، سوى غطاء لسرقة المال السعودي لخدمة الاقتصاد الأميركي، ولن تحمل بنود البيان أي قدرة على ترجمتها على أرض الواقع عبر عمل عسكري ضد إيران أو على تسعير جبهة الجنوب السوري أو من خلال عدوان «إسرائيلي» على حزب الله، كما لن ينجح المجتمعون بتغيير معادلات الميدان باليمن وبالتالي لن تحمل القمة أي انعكاسات سياسية وعسكرية على صعيد الصراع في المنطقة.

الديار: «تحالف الرياض» يستهدف طهران وسوريا وحزب الله.. ويختبر لبنان

جنبلاط لـ «الديار» : كان يجب ضم ايران الى قمة السعودية

اللواء ابراهيم لـ «الديار» : مواجهة التكفيريين لم تصرفنا عن ملاحقة العملاء

كتبت الديار: شاحت الانظار خلال اليومين الماضيين عن قانون الانتخاب المتعثر، وتركزت على الرياض حيث عُقدت قمة اسلامية- اميركية، يبدو انها سترفع منسوب التوتر والاحتقان في المنطقة، بعد التصويب المباشر والعنيف من منصتها على ايران، بالتزامن مع ادراج اسم رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على لائحتي الارهاب، السعودية والاميركية.

وإذا كان الرئيس سعد الحريري يحاول في هذه المرحلة ان يوفق بين خفقات «قلبه» المنحاز الى السعودية وشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن في مواجهة طهران، وبين حسابات «عقله» الذي يفرض عليه كرئيس لحكومة ائتلافية تضم حزب الله ان يراعي التوازنات الداخلية وقواعدها الدقيقة، إلا ان ذلك لا يكفي وحده لحماية لبنان من التداعيات المحتملة لتأجيج الصراع الاقليمي- الدولي، ما لم تسارع قواه السياسية الى تحصين ساحته ودولته، والتخفيف من «ترف» هدر الوقت والفرص.

واول «اللقاحات» التي تفيد في تعزيز المناعة اللبنانية يكمن في وضع قانون جديد للانتخابات النيابية قبل 19 حزيران المقبل ومن ثم اجراء هذا الاستحقاق الدستوري قريبا، لان اي انزلاق متهور الى مغامرة الخيارات الصعبة في هذا التوقيت، سيؤدي الى انكشاف لبنان امام الرياح الحارة التي هبت من الرياض.

وبدا واضحا من تركيز كل من الملك السعودي سلمان والرئيس الاميركي دونالد ترامب على ايران وسوريا وحزب الله، ان الولايات المتحدة والاطراف الاقليمية الحليفة لها ليست بوارد الانخراط في تسوية قريبة، بل هي أوحت بانها ستسعى الى تحسين مواقعها على امتداد النقاط الساخنة في المنطقة- بمعزل عن حجم قدرتها العملية على تعديل موازين القوى- ما يستوجب من اللبنانيين منع استخدام ساحتهم كواحدة من حلبات الملاكمة وتصفية الحسابات.

وفي مقابل الاستهداف المركّز لايران وسوريا وحزب الله من قبل صقور القمة الحاشدة، تحت شعار مكافحة الارهاب، لوحظ ان ايا من الزعماء العرب لم يتطرق امام الضيف الاميركي «المدلل» الى الارهاب الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، والى قضية الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، أقله من باب تسجيل الموقف وهذا أضعف الايمان وأقل الواجب.

وبينما يواجه الاسرى الفلسطينيون اصعب الظروف في المعتقلات وتنتشر الكوليرا في اليمن، كانت كل مظاهر البذخ المبالغ فيها تنتظر ترامب في السعودية، بحضور عدد كبير من القادة العرب والمسلمين الذين احتفوا بزيارة الرئيس الاميركي وأنصتوا بإمعان الى خطابه.

ومن مفارقات قمة السعودية ان سلمان وترامب ساويا بين حزب الله وداعش والقاعدة وحماس الذين صُنفوا جميعا في خانة الارهاب من دون تمييز، في حين ان الحزب يتعارض ايديولوجيا مع داعش والقاعدة وأخواتهما، ويقاتلهم عسكريا في لبنان وسوريا، خلافا للسلوك المريب لبعض حلفاء الرئيس الاميركي ممن كانوا، ولا يزالون، يقدمون «الخدمات» الى التنظيمات الارهابية، بمبررات شتى.

ثم ان الحملة الحادة على ايران من قلب المملكة أتت غداة انتخابات رئاسية فاز بها الشيخ «المرن» و«البراغماتي» حسن روحاني الذي اعطى اشارات واضحة الى الرغبة في التفاعل مع المجتمع الدولي والانفتاح عليه- طبعا تحت سقف الضوابط الايرانية- فإذا بالمجتمعين في الرياض يدفعون طهران الى التصلب، بدل التقاط الفرصة ومحاولة ملاقاة روحاني في مساحة مشتركة، ولو كانت ضيقة.

وقال النائب وليد جنبلاط لـ«الديار» انه كان من الافضل لو ان قمة الرياض ضمت ايران ايضا، خصوصا بعد انتخاب الرئيس الاصلاحي والمعتدل الشيخ حسن روحاني، للتوصل الى اتفاق اسلامي شامل حول مكافحة الارهاب والتطرف والتخلف والتركيز على التعليم والتنمية، وصولا الى ايجاد مخرج للجميع من حرب اليمن.

ويضيف جنبلاط: لا بد من التشديد على ان فلسطين يجب ان تبقى القضية المركزية، وفوق كل اعتبار.

وفي انتظار المواقف التي سيطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيال قمة الرياض ودلالاتها في خطاب عيد المقاومة والتحرير، الخميس المقبل، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين، ان الادارة الاميركية عندما كانت على حالها واوضاعها لم تتمكن من النيل من المقاومة، وبالتالي فان هذه الادارة المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب لن تتمكن من المقاومة، وما سيحصلون عليه هو مزيد من الصراخ الاعلامي، وسينتهي كل ما فعلوه.

وأكد ان المقاومة ستبقى ثابتة وراسخة في الارض بعزم أقوى مما مضى، وبانتصارات في الاشهر والسنوات الآتية أفضل من الانتصارات التي حصلت.

داخليا، وبينما تستمر المراوحة في الملف الانتخابي العالق في عنق الزجاجة، تتواصل الانجازات الامنية النوعية، سواء عبر الضربات العسكرية النوعية التي يوجهها الجيش الى الارهابيين في جرود عرسال، او عبر العمليات الدقيقة التي تنفذها الاجهزة الامنية ضد الخلايا التكفيرية والاسرائيلية في الداخل اللبناني.

وغداة تمكن «الامن العام» من توقيف العراقي (م.ي) بجرم التواصل مع العدو الاسرائيلي وجمع المعلومات لصالحه، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لـ«الديار» ان عيون الجهاز مفتوحة لرصد عملاء اسرائيل وتوقيفهم، مؤكدا ان معركتنا مع الارهاب التكفيري لم تصرفنا عن الاستمرار في ملاحقة الشبكات المتعاملة مع العدو الاسرائيلي وتفكيكها.

ويضيف: نحن نعمل على الخطين في وقت واحد، ولا نهمل ايا منهما، علما ان الخطرين التكفيري والاسرائيلي هما وجهان لارهاب واحد، وبالتالي فهما يتوزعان الادوار ويلتقيان عند الاهداف التدميرية والتخريبية ذاتها.

ويشير الى ان توقيف عراقي يتعامل مع العدو يندرج في سياق المتابعة الحثيثة لملف الشبكات العميلة، كاشفا عن ان قيادة «الامن العام» اتصلت بالسلطات العراقية الرسمية وأطلعتها على تفاصيل هذه القضية والمعلومات المتعلقة بمحاولة الشخص العراقي، قبل توقيفه، تجنيد شقيقه المقيم في العراق للعمل مع المخابرات الاسرائيلية.

وبالنسبة الى التهديد التكفيري، يشدد ابراهيم على ان الوضع تحت السيطرة، كاشفا عن ان هناك موقوفين غير مُعلن عنهم لدى «الامن العام»، وذلك حرصا على سرية التحقيق وجدواه، موضحا انه يتم نشر أسماءهم تباعا بعد احالتهم الى القضاء.

المستقبل: القمّة العربية ـــــــ الإسلامية ــــــــ الأميركية تؤسس «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» للأمن والسلم… إعلان الرياض: محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وجذوره

كتبت المستقبل: فرضت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، نفسها رقماً صعباً في معادلة الحرب على الارهاب بكل أشكاله وأياً كان مصدره، ويالتالي في معادلة تحقيق السلام والاستقرار والرخاء إقليمياً كما على المستوى الدولي، وذلك بتنظيم واستضافة قمة استنثائية شكلاً ومضموناً، جمعت للمرة الاولى 55 دولة عربية واسلامية، تمثل ملياراً ونصف مليار نسمة في العالم، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الآتي بيد ممدودة للتعاون البناء في كل ما من شأنه نبذ التطرف ومكافحة الارهاب.

الجمهورية:«إعلان الرياض»: تأسيس تحالف الشرق الأوسط.. وترامب يوقّع أكبر صفقة

كتبت الجمهورية: نَقل خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس خلال القمّة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية المنطقةَ إلى مرحلة مواجهة مع إيران، وتَلاقى في الموقف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدعوة إلى «عزل» طهران وإدراج «حزب الله» على قائمة التنظيمات الإرهابية ووضعِه في الخانة نفسِها مع «داعش». وكان اللافت في زيارة ترامب ما تَخلّلها من توقيع اتفاقات ضخمة بين واشنطن والرياض بَلغت قيمتُها 380 مليار دولار وقيمة الصفقة العسكرية منها تبلغ 110 مليارات دولار، وذلك في صفقةٍ اعتبَر البيت الأبيض أنّها «الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».

إهتمّ الشرق الأوسط والعالم أمس بنتائج قمم ترامب في المملكة العربية السعوديّة، حيث دعا خلالها الزعماء العرب والمسلمين إلى تحمّل مسؤوليتهم لـ«طرد» الإرهاب من بلدانهم، ملقياً على دول المنطقة عبءَ مكافحة الجماعات المتشددة، وواصفاً الحرب ضد الإرهاب بأنها «معركة بين الخير والشر وليست نزاعاً بين الأديان».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى