باسيل التقى نظيره الايطالي: الجيش قادر على حماية الحدود
أجرى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل محادثات مع وزير الشؤون الخارجية الايطالية أنجيلينو ألفانو، تخللها عرض للتعاون الثنائي بين البلدين والاوضاع في المنطقة والجهود في اطار حل الازمة السورية.
باسيل
وأعقب المحادثات مؤتمر صحافي مشترك استهله باسيل بالترحيب بالمسؤول الايطالي في بيروت لمناسبة زيارته الأولى كوزير للشؤون الخارجية، وقال: “لقد التقينا في واشنطن مؤخرا، وأرحب بزيادة وتيرة لقاءاتنا التي تدل على استعدادنا المشترك لمنح المزيد من الدفع لعلاقاتنا القوية أصلا“.
أضاف: “عندما ينظر البعض إلى البحر الأبيض المتوسط، يعتقدون خطأ أن البحر يفصل بين عالمين، ولكن عندما ينظر لبنان وإيطاليا إلى البحر الأبيض المتوسط، فإننا نرى جسرا يربط الحضارات ويجمع التاريخ القديم للانسانية والتطلعات الحديثة لمجتمعاتنا. وقد شكل لقاؤنا اليوم فرصة لمعاينة شاملة للتطورات الأخيرة في المنطقة وخارجها. وشكرنا إيطاليا على دورها القيادي في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وسلطنا الضوء على المساهمة الإيجابية لقوات اليونيفيل في استقرار لبنان على الرغم من الانتهاكات اليومية والنمطية لسيادتنا من قبل إسرائيل“.
وتابع: “تشاركنا مخاوفنا الناتجة عن التداعيات السلبية للاضطرابات في المنطقة، ولا سيما تلك الناجمة عن الأزمة السورية. واتفقنا على أن الحل السياسي الشامل وحده قابل للحياة في سوريا، وأنه ينبغي أن يشمل العودة الآمنة للنازحين واللاجئين. وأكدنا مرة أخرى حقيقة أن لبنان قد وصل إلى نقطة الانهيار من حيث قدرته وحيدا على تحمل الأعباء الاقتصادية، والديموغرافية، والاجتماعية، والسياسية، والأمنية، الناتجة عن التدفق الكثيف للسوريين إلى أراضينا. كما شاركنا شكوكنا بشأن النتائج الضعيفة التي حققها التحالف الدولي ضد داعش. ونرى أنه في هذه الحرب الجماعية ضد الإرهاب، لا معنى للانتصارات على أرض الواقع إن لم تقترن بهزيمة من يمولون ويرعون هذه المنظمات الإرهابية“.
وقال: “لبنان منخرط تماما في هذا المسعى، فهو في طليعة الخطوط الأمامية للمعركة العسكرية ضد داعش، من خلال قواته المسلحة، ومن خلال حمل رسالة التسامح والإنسانية للعالم، يقدم النموذج اللبناني الرسالة المضادة المثالية للأفكار المرضية التي تنشرها القوى الظلامية. ومع ذلك، وعلى نحو أكثر إيجابية، دخل لبنان مؤخرا، بفضل وحدة شعبه، في ما نعتقد أنه الطريق الصحيح. ومع عودة مؤسساتنا الدستورية مؤخرا للعمل بصورة طبيعية، إضافة إلى الانتخابات التشريعية المقبلة، تظهر القيادة السياسية اللبنانية استعدادها لإرساء أسس مستقرة لجهودنا الوطنية لتحقيق الرخاء الدائم. وهذا يتفق مع التزامنا بإصلاح نظامنا السياسي من خلال مكافحة الفساد وفرض قواعد صارمة للشفافية الكاملة في جميع القطاعات العامة. وقد اتفقنا في هذا السياق على أن الاستغلال السليم لمواردنا من النفط والغاز يمثل معلما بارزا لرخاء لبنان. ونحن نرحب باهتمام الشركات الإيطالية وخبرتها في هذا المجال“.
وختم: “اتفقنا أيضا، على المستوى الثنائي، على تعزيز علاقاتنا الاقتصادية والتجارية، مستفيدين من ناحية أولى من فوائد واقع كون إيطاليا أكبر شريك تجاري أوروبي للبنان، ومن ناحية أخرى، من سبل التعاون الجديدة التي كان تم الاتفاق عليها بين لبنان والاتحاد الأوروبي في أولويات الشراكة للسنوات الأربع المقبلة“.
ألفانو
من جهته، قال الوزير الايطالي: “من الجميل جدا ان اكون في لبنان والتقي صديقي الوزير باسيل. ان هذا العام مميز بالنسبة لبلدينا اللذين يحتفلان بمرور 70 عاما على تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين ايطاليا ولبنان، وقد سلمت لهذه المناسبة رسالة من الرئيس الايطالي الى الرئيس ميشال عون دعاه فيها لزيارة روما للدلالة على عمق العلاقات التي تربطتنا وعلى التعاون المستقبلي على مدى السنوات المقبلة“.
أضاف: “ايطاليا موجودة في لبنان من خلال جنودها منذ 1978 في اطار اليونيفل، وانا اليوم موجود هنا لأعزز هذه الصداقة وللمضي قدما في هذا المسار. كما ان ايطاليا تعتز بمساهمتها في تدريب الجنود اللبنانيين ونحن اول شريك تجاري للبنان في اوروبا والشريك الثاني له على الصعيد العالمي. كما ان ايطاليا من اول الدول المانحة للبنان ضمن الاتحاد الاوروبي، وفيما نقدم الكثير للبنان، نود تقديم المزيد في هذا الاطار. كما اني عبرت خلال محادثاتي في بيروت عن رأينا الايجابي بلبنان الذي نعتبره نموذجا للتعددية الثقافية ونموذجا فريدا للتعددية الديموقراطية في الشرق الاوسط، ونعتقد ان له دورا مهما في الاستقرار في المنطقة“.
وتابع: “نتعاون ونقدم المساعدة للبنان من اجل المحافظة عليه ولتفادي عدم الاستقرار فيه، ومن اجل المساهمة في استقرار المنطقة ككل“.
وهنأ “لبنان على الجهود الكبيرة التي يبذلها في اطار استضافة النازحين السوريين اذ ليس هناك من بلد في العالم لديه هذه النسبة الكبيرة من اللاجئين بالنسبة الى عدد السكان“.
وقال: “في اطار مكافحة الارهاب، نعتبر ان ما تقومون به انما تفعلونه ليس من اجل لبنان فقط انما من اجلنا ومن اجل العالم بأسره، ويمكنكم دوما التعويل على مساعدة ايطاليا“.
وختم مشيرا الى أنه وجه “دعوتين الى الوزير باسيل لزيارة روما، على ان تكون الزيارة الاولى قريبا والثانية في تشرين الثاني المقبل خلال فاعليات الحوار المتوسطي الاوروبي“.
حوار
بعد ذلك رد باسيل وألفانو على أسئلة الصحافيين، فسئل الوزير الايطالي: ما رأيكم بشركة “إيني”؟
أجاب: “إيني شركة كبيرة جدا وتقوم بأعمالها على الصعيد الدولي، وأرى ان هناك فرص عمل كما حصل عدة مرات مع شركات ايطالية اخرى“.
سئل: هل انت متخوف من اعتداء اسرائيلي على لبنان؟
أجاب: “لقد عملنا أخيرا من اجل تهدئة الامور بين اسرائيل وفلسطين، ونحن ندرك تماما ان لهذه المشاكل انعكاسات خصوصا على المناطق الحدودية لكننا نعمل مع حلفائنا على تقديم الحماية اللازمة ولغاية الان النتائج على الصعيد الأمني ممتازة جدا“.
سئل: تحدثت بعض التقارير عن تقديم شركة “إيني” عمولات الى بعض المسؤولين اللبنانيين، فما صحة ذلك؟
أجاب: “كما تعلمون الشركة نفت هذا الامر واعتبرت أنه تصريحات لا اساس لها والسلطات اللبنانية بدورها نفت الامر“.
سئل: هل تؤيد إيطاليا اقتراح الحكومة اللبنانية إعادة اللاجئين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا؟
أجاب: “نحن ندرك تماما الجهود وكل ما تفعله الحكومة اللبنانية وهذا ينهكها، لذلك نحن على ثقة أن الحل في سوريا هو الباب لعودة اللاجئين الى ديارهم. وسأتحدث في الايام المقبلة مع المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا وأنقل له بوضوح ما سمعته من المسؤولين اللبنانيين، وسأطلع على مستجدات العملية السلمية في سوريا. وهذا سيكون الحل في سوريا هو المفتاح الاساسي لاي عملية سلمية في المستقبل“.
سئل: غدا ستجري الانتخابات في طهران، وفي الايام المقبلة تعقد قمة عربية في السعودية بحضور الرئيس الاميركي. هل لديكم مخاوف من نتائج هذه القمة وهل تتخوفون من اي موقف متشدد تجاه إيران؟
أجاب: “يجب علينا ان ننتظر النتائج او ما قد يصدر عن هذه القمة. اود ان اقول لطالما اعتبرنا ان على ايران ان تحترم الاتفاقات المبرمة على الصعيد الدولي خصوصا ما يتعلق بالملف النووي وهذا اساسي جدا للاسرة الدولية. ونحن نتطلع الى نتائج قمة الرياض وهي قمة مهمة جدا لانها ستكون الاخيرة قبل اجتماع مجموعة الدول السبع في كارولينا“.
باسيل
بدوره، سئل باسيل: هل انتم مرتاحون لنتيجة المحادثات، وهل اتفقتم على اتخاذ خطوات عملية بالنسبة للنازحين وكذلك الطلب من الاتحاد الدولي المساعدة لمعالجة الوضع في جرود عرسال؟
أجاب: “أعتقد ان الجيش اللبناني قادر من خلال قواه الذاتية على حماية حدود لبنان، طبعا هو بحاجة لمساعدات عسكرية من آليات وسلاح لتطوير قدراته البشرية التي لا تضاهيها قدرات في المنطقة، وهو يحقق يوميا إنجازات نوعية ويحمي لبنان أكثر وأكثر“.
أضاف: “أما في موضوع النزوح السوري الى لبنان، وكما كنا قد نبهنا، هذه الازمة تطال الجميع وها هي تتمدد الى أوروبا، وقد عرفت من الوزير ألفانو أن أعداد النازحين من غير سوريا ارتفع بشكل كبير ووصل هذه السنة الى أربعين في المئة وبالتالي فإن أزمة النزوح هي عالمية وهذا ما نبهنا منه، فعندما تتكرس فكرة تشجيع الشعوب على ترك بلدانها سعيا الى وضع اقتصادي وسياسي وامني أفضل في بلدان أخرى أكثر تطورا فإن هذا يؤدي الى تغييرات ديموغرافية على مستوى العالم ويهدد قارة كبيرة وقوية مثل أوروبا فكم بالحري لبنان. من هنا يجب معالجة أزمة النزوح بشكل جماعي بحيث تكون الأولوية لعودة النازحين الى بلدانهم وعدم تشجيعهم كي لا نقول عدم السماح لهم بالتوجه الى بلدان أخرى“.