بقلم غالب قنديل

السيد : صمام الأمان الوطني

غالب قنديل

يطل السيد حسن نصرالله ليفتح كوة امل جديدة كلما تاه الجدال السياسي الداخلي في حلقات التطاحن والاختلاف وتعرض البلد على المفترقات لخطر الانقسام والاضطراب الخطير سواء بحوافز وبطموحات أم بهواجس تحركها العصبيات والهويات الطائفية المستنفرة .

أولا اظهر الاحتدام الأخير والمناخ المشحون الحاجة السياسية إلى كلمة فاصلة حكيمة وراشدة ترد المتجادلين إلى طريق التوافق عبر الحوار وتغليب روح التسويات التي باتت حقيقة خبرها اللبنانيون الواجفون غير مرة.

خاطب السيد هواجس جميع المواطنين الذين خافوا على السلم الأهلي والوحدة الوطنية وعرض لعناصر الاستقرار النسبي الذي تم هزه وتهديده اكثر من مرة نتيجة يوميات التصادم السياسي الذي بلغ أحيانا حد التناحر واتخذ طابعا طائفيا سعره تفلت الخطب ومبالغات الزعماء في استنفار العصبيات.

أطل أمين عام حزب الله في لحظة الاحتدام ليسحب الفتائل وليبرد الأجواء والعقول بكلمة سواء يدعو فيها لتغليب منطقة التسوية والتوافق بالعودة فورا إلى الحوار البناء بروحية البحث عن مخارج يمكن التوافق عليها مذكرا بأن البلد واقف على شفير الهاوية محذرا من العواقب ومن استمرار التلهي وتضييع الوقت لأن الجميع سيخسرون من تمادي الشقاق والتصادم ومن المأزق الدستوري والسياسي المحتمل ما لم يتم التوافق على قانون جديد للانتخاب فكل البدائل سيئة ومؤذية.

ثانيا الأزمة السياسية الراهنة تعرض الاستقرار للخطر وهو إنجاز وطني كلف الجيش والمقاومة دماء وتضحيات غالية فالأمان الحاضر نعمة لبنانية مميزة في منطقة مشتعلة تتزايد فيها الحرائق التهابا وهي الشهادة لمآثر المقاومة التي أقامت مع الجيش والشعب معادلة الردع الحامية للبنان من العدوان والغطرسة الصهيونية فحولت التهديدات المعادية إلى فرقعة كلامية لأنها فرضت على العدو إجراء الحساب الدقيق لكلفة الردع الدفاعي اللبناني.

المقاومة نفسها هي التي حمت لبنان وتحميه من خطر الإرهاب التكفيري بالشراكة مع الجيشين اللبناني والسوري اللذين ساهما معها في كسر البؤر التكفيرية على امتداد الحدود اللبنانية السورية وعلى مقلبيها وفي عمقها داخل البلدين باستثناء ما تبقى في جرود عرسال كما قال سماحة السيد يوم أمس.

كان ينبغي تذكير جميع الذين أضاعوا الوقت في كلام الطواحين وترف الجدالات والمقامرة بتثوير العصبيات بأنهم يهدرون فرصة جديدة ويهددون البلاد بأسرها بترف المماحكة الطائفية بينما الذين ضحوا وبذلوا الدماء ليحققوا لشعبهم كله الأمان والسلم حريصون على ترسيخ السلم الأهلي وضمان الحلول السلمية للنزاعات ويدعونهم بلسان قائد المقاومة إلى سلوك طريق التفاوض الإيجابي لبلورة تسوية لقانون الانتخاب بدلا من الاستعصاء والتناحر.

ثالثا تأكيد السيد نصرالله على دعم النسبية الكاملة هو تثبيت لموقع حزب الله كقوة حاضنة لخيار التغيير والإصلاح السياسي التقدمي في الحياة الوطنية وكان مفيدا تذكير من يتجاهلون او لا يذكرون بان موقف الحزب ليس حديث العهد بل هو متخذ علنا قبل عشرين عاما .

برهن السيد نصرالله بالمقابل على كون جميع مقاربات الحزب ومواقفه من صيغ قانون الانتخاب خارج الحسابات والحوافز او الهواجس الذاتية الخاصة بحصة الحزب بنتيجة الانتخابات النيابية وأيا كانت صيغة القانون الذي يتم التوافق على اعتماده فتحالف حركة امل وحزب الله كفيل بضمان المقاعد المنشودة في أي قانون انتخاب.

رابعا التذكير بموقف حزب الله الداعم منهجيا لتصحيح التمثيل المسيحي جاء هذه المرة ردا على دس سياسي وتحريض متواصل ضد الحزب تمارسه جهات سياسية وإعلامية مكرسة أصلا للتطاول على حزب الله.

لم يكن السيد في حاجة للتسمية او هو تحاشاها قصدا ليبقى في حدود معالجة المضمون فحسب ولذلك ركز على صد الاتهام بالحجة المفحمة فصيغة القاون الأرثوذوكسي تقوم على انتخاب الطوائف لممثليها وهي اعتبرت من قبل أطراف عديدة الصيغة الأمثل لتصحيح التمثيل المسيحي ورغم كثافة الاعتراضات من مواقع عديدة أخرى حليفة وقريبة لحزب الله ساندت قيادة الحزب وكتلته النيابية هذا الاقتراح تأكيدا لمصداقية موقفها المبدئي المتضامن مع شريك أساسي في الوطن يشكو غبنا متراكما بعد الطائف وليس فقط بفعل تحالفها مع التيار الوطني الحر ولذا لم يكن السيد بعد هذا الرد في حاجة لمحاكاة بعض التوقعات بتجديد الالتزام بالتفاهم مع التيار فهذه بديهية محسومة لا يفسد فيها الاختلاف في الرأي احيانا حرارة التلاقي وشواهد الإنجاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى