بقلم غالب قنديل

هل من يعتبر من صفعة لافروف للجبير ؟

غالب قنديل

ما يتردد في لبنان من هجمات على وجود حزب الله في سورية ودوره الرئيسي في محاربة الإرهاب هو في الواقع صدى مرتجع لما قاله وزير الخارجية السعودية عادل الجبير امس واستحق ردا مفحما من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اعتبر وحدات حزب الله والقوات الروسية والإيرانية متواجدة بطلب من السلطات السورية الشرعية للمشاركة في القتال ضد الإرهاب التكفيري.

جواب لافروف يغطي في الواقع بعدا يتعلق بمشروعية التواجد والدور في سورية وهو يضع قوة حزب الله في إطار منظومة دولية إقليمية كبرى تمتد من الشواطيء السورية إلى أقاصي جبال آسيا الوسطى وتضم فعليا روسيا والصين إلى جانب إيران وسورية والعراق وإذا توسعنا في حساب خطوط الاشتباك العالمي لأدرجنا جبهات اوكرانيا وشرق ووسط اوروبا حيث تدور معارك باردة وساخنة بين روسيا والولايات المتحدة وحلف الناتو وكذلك انتهاء بشبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي وهذا ما يعطي وزنا وأهمية كبيرين لتواجد قوة حزب الله في سورية هي في الواقع تعبير عن فائض قوة المقاومة التي يرفض بعض الساسة اللبنانيين الاعتراف بها او الاستثمار عليها لصالح الدولة اللبنانية وينساقون في تلبية الطلبات الأميركية المناوئة للمقاومة وهي في الواقع طلبات إسرائيلية بعناوين أميركية او سعودية وأيا كان مصدر ورودها فالجوهري فيها صهيوني اولا واخيرا والمستفيد التكتيكي منها هم التكفيريون وداعموهم في سورية والمنطقة.

لكن وجها آخر لهذا التواجد في سورية يطال أمن لبنان ومصالح اللبنانيين المهددين وجوديا من خطر الإرهاب التكفيري الذي يتصدى له حزب الله بالشراكة مع الجيشين اللبناني والسوري في المناطق الحدودية الشرقية ومن غير ضجيج سياسي أو إعلامي وحيث تؤكد التوقعات ان جولات فاصلة مقبلة لتحرير الحدود اللبنانية من عصابات الإرهاب سوف تدور في غضون الأسابيع القليلة القادمة بعد الخطوات المتقدمة التي حققها الجيش العربي السوري ومعه وحدات من حزب الله بالقرب من الحدود بين البلدين في اعقاب تفكيك مواقع العصابات الإرهابية في مناطق سورية حدودية نتيجة المصالحات في وادي بردى والاتفاقات التي نفذت مؤخرا في الزبداني ومحيطها .

وبناء على ما تقدم نجد ان توسيع العقوبات الأميركية ضد حزب الله في هذا التوقيت يستهدف حجم دوره الرئيسي في محاربة الإرهاب على مستوى المنطقة إضافة إلى ما يعنيه تعاظم هذا الدور من حصانة لقوة حزب الله الصاعدة في مجابهة الكيان الصهيوني.

خلال الأسابيع الماضية وفي حصيلة جهود شارك فيها حزب الله على مقلبي الحدود اللبنانية السورية ضاق الخناق على اوكار العصابات في الجرود وقطعت معظم خطوط الإمداد من داخل الأراضي السورية ويستكمل إحكام الطوق العسكري والأمني عليها بحركة حثيثة يقوم بها الجيش اللبناني وهكذا تتهيأ هذه المناطق لتبلور وضع جديد بين حدي المعارك العسكرية لتصفية الأوكار او حلقة جديدة من اتفاقات التفكيك والترحيل لجماعات الإرهاب وفي الحصيلة مرحلة جديدة من تحصين لبنان ضد خطر الإرهاب التكفيري وتهديده المستمر.

رغم الإنجازات الواضحة تستمر اطراف لبنانية فاعلة في التواطؤ ضد حزب الله وتشن حملاتها الإعلامية والسياسية وتنكر عليه إنجازات وطنية مهمة للغاية ما كانت لتتحقق لولاه وهؤلاء الذين لم يقدموا مساهمة تذكر في أي جهد جدي لحماية البلد قاموا سابقا بتسهيل دخول الإرهابيين وتغطيتهم وحمايتهم في المراحل الأولى وهم يفوتون على انفسهم فرصة المساهمة بفضيلة الصمت على الأقل ويصرون على متابعة الضجيج وبث الأحقاد ضد جهة تحمي البلد بالشراكة مع الجيش ويظنون انهم بذلك يقيمون حواجز وهمية وافتراضية ضد تعاظم قوة حزب الله السياسية والشعبية بنتيجة دوره الوطني المشهود … وهم على الأرجح لن يعتبروا بصفعة لافروف للجبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى