مقالات مختارة

بروز اللاسامية: ران أدليست

 

يوم الكارثة هو يوم يرمز إلى الذروة الاكثر اجرامية في اللاسامية بتجسدها النازي. وكما هو الحال دوما تنشر في هذا اليوم معطيات عن جداول اللاسامية في العالم، وكالمعتاد توجه حكومة اليمين تلك المادة كي تخدمها سياسيا في سياستها في المناطق: التحريض اللاسامي للفلسطينيين يستهدف ابادتنا وما شابه.

غير أن نشوب اللاسامية الاكثر معنى في السنة الاخيرة هو دخول دونالد ترامب إلى البيت الابيض. فأول اعلان انتخابي لترامب، الذي فتح موسم الصيد لليهود، كانت صورة هيلاري كلينتون إلى جانب نجمة داود وكلمة «فساد». قسم هام من مظاهر اللاسامية في الولايات المتحدة هي مستويات قائمة من كراهية الاخر، وكأن انتخاب ترامب حررها ومنحها الشرعية لمهاجمة الاخر واطلاق الاشارة إلى أنهم هم أيضا آخرون، وحكمهم كحكم المهاجرين المسلمين.

كما اسلفنا، فان ترامب هو الثغرة التي اندفع نحوها اليمين الديني القومي كي يعرض عليه صيغة القرن الواحد والعشرين لرقصة الجنون على أمل الحصول على فتات الدعم. وحتى لو كان ترامب في هذه اللحظة لم يشترِ بالضبط فكرة بلاد اسرائيل الكاملة، فانهم لا يزالون ينتظرون تدخل الرب ليعيده إلى الطريق القويم.

في هذه الاثناء يتطوعون لابعاد ترامب عن الشعلة التي اضاءها. «فهل بالفعل منذ انتخاب ترامب فقط يوجد تصاعد في الاحداث اللاسامية؟» سُئل مثلا مؤخرا في موقع «الغرف المغلقة». «أولم ترفع اللاسامية في الولايات المتحدة رأسها البشع في عهد اوباما؟». بل انهم يعرضون معطى: «من المعطيات التي نشرتها وزارة الشتات: حسب الـ اف.بي.آي الأمريكي، ففي العام 2015 تضاعف عدد اعتداءات العنف ضد اليهود. هذه المعطيات المقلقة تتناول فترة كان لترامب فيها لا يزال رجل عقارات أمريكي ليس الا».

واضافوا في الموقع يقولون: «رئيس الولايات المتحدة في تلك الايام، براك اوباما، لم يخرج بأي قول حتى لو كان الارق ضد هذه الظواهر بينما كان ترامب بالذات هو الذي اعلن بانه سيقاتل اللاسامية في الولايات المتحدة.

أما موقع «ميدا» فهناك تأكيد خاص به: «لقد ألمح مراسل القناة 10 في سؤاله لترامب بانه يشجع اللاسامية، ولكن الحقيقة هي أنه بالذات في ثماني سنوات ولاية الرئيس السابق، براك اوباما، اصبح الحرم الجامعي في الولايات المتحدة أرضا خصبة لكراهية عميقة لاسرائيل ولتأييد الذين يتطلعون إلى تصفية الدولة اليهودية».

وهم محقون بالنسبة للحرم الجامعي، ولكنهم مخطئون لدوافع الطلاب الذين يديرون كفاحا واعيا ضد سياسة الابرتهاد لحكومة اسرائيل باسم ايديولوجيا تقدس احترام قيمة الانسان. في سياسة اسرائيل يوجد ما يكفي من العنف والعنصرية بحيث أنه بالذات في يوم الكارثة لا ننسى من أين جئنا والى اين نسير. فمثلا، الشكل الذي تنمو فيه لدينا اللاسامية العربية. ومثل اللاسامية اليهودية، للعرب ايضا يوجد عدة وجوه. كلها شريرة وتعميمية بالاساس. هناك من يكرهون حماس بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام. هناك من يكرهون حزب الله، الاسلام في فرنسا او في الولايات المتحدة، السنة او الشيعة او «الموت للعرب» بشكل عام. كل حسب قوته، احتياجاته وصراخاته. كل أنواع الكراهية الفرعية للانسان الدون.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى