مقالات مختارة

ماذا تعني دعوة الظواهري للانتقال إلى حرب العصابات؟ حميدي العبدالله

 

دعا أيمن الظواهري تنظيمات القاعدة العاملة في سورية إلى تبنّي تكتيك حرب العصابات.

ماذا قصد بتكتيك حرب العصابات؟ عسكرياً تختلف حرب العصابات عما يعرف بحرب المواقع. حرب المواقع تعني السيطرة على مناطق جغرافية معيّنة والدفاع عن هذه المواقع، وشنّ هجمات للسيطرة على مناطق جديدة. وهذا الأسلوب في القتال العسكري يسمّى حرب المواقع. لكن حرب العصابات تعني أولاً، أن لا تكون هناك مناطق سيطرة جغرافية، ولا يتمّ العمل على السيطرة على مناطق جديدة، بل تنفذ عمليات خلف خطوط القوات المستهدفة، وهدف هذه العمليات إلحاق الأذى بهذه القوات في إطار حرب استنزاف طويلة الأمد، على أن يكون وجود المسلحين الذين يشنّون حرب العصابات وجوداً سرياً، أو في مواقع مخفية.

لكن لماذا دعا أيمن الظواهري تنظيمات القاعدة في سورية إلى استبدال حرب المواقع بحرب العصابات، مع ما يعنيه ذلك من خسارة لمناطق واقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة المدعومة من القاعدة، ووقف هجمات السيطرة على مناطق جديدة؟

من الواضح أنّ عاملين أساسيين دفعا الظواهري إلى إطلاق هذه الدعوة…

العامل الأول، قناعة الظواهري باستحالة الصمود في وجه تقدّم الجيش السوري وحلفائه في المناطق الواقعة تحت سيطرة القاعدة، لا سيما في محافظة إدلب، وبعض أرياف محافظة درعا، وبالتالي فإنّ مواصلة حرب المواقع تعني إبادة ما تبقى من قوات تابعة لتنظيم القاعدة والجماعات المتحالفة معها والعاملة تحت رايتها، ومن شأن ذلك أن يؤثر على قدرات تنظيمات القاعدة على شنّ حرب استنزاف ضدّ الجيش السوري وحلفائه، وهذا ما أراد تداركه من خلال هذه الدعوة.

العامل الثاني، أنّ حرب تحرير الأحياء الشرقية من مدينة حلب، وأريافها الشمالية والغربية، والمعارك العنيفة التي دارت على الجبهات الغربية والجنوبية لريف حلب، إضافة إلى معارك الريف الشمالي لمحافظة حماة استنزفت قدرات تنظيم القاعدة، وأبادت قوات النخبة في هذه التنظيمات وبالتالي الاستمرار بحرب المواقع سيقضي على ما تبقى، وهذا أيضاً ما أرادت تداركه رسالة الظواهري ودعوته للتحوّل إلى حرب العصابات.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى