هناك من طالب باطلاق سراح البرغوثي: موشيه العاد
إن نشر مقال مروان البرغوثي في “نيويورك تايمز″ يذكرني بحادثة في الضفة الغربية قبل سنوات كثيرة، عندما كانت م.ت.ف ما زالت تعتبر منظمة ارهابية. لقد تم احضار فتى فلسطيني الى المحكمة العسكرية بعد تصريحه علنيا بأن “م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”. وتمت تبرئته من قبل القضاة. محامي الفتى قام بعرض صحيفة زعم فيها يوسي سريد نفس الادعاء بالضبط. لذلك فان الاحتجاج الحقيقي ضد الظاهرة التي تسمى مروان البرغوثي، لا يجب أن يوجه لصحيفة “نيويورك تايمز″، بل الى قلب المؤسسة الاسرائيلية.
لقد نشر البرغوثي مقاله في الصحيفة واسعة الانتشار كاعلان ضد السلطة الفلسطينية التي لا تقوم بدعم اضرابات السجناء عن الطعام، وغمز المنظمات الاسلامية التي تؤيد ذلك. السبب الرئيس لذلك هو انتخاب محمود العالول في قائمة فتح في مكانة تفوق مكانته، الامر الذي جعل العالول مثابة نائب للرئيس. والبرغوثي الذي اعتبر ذلك مؤامرة ضده، قرر العمل ضد السلطة الفلسطينية.
البرغوثي هو قاتل وارهابي يقبع في السجن منذ 15 سنة، وحكم عليه خمسة مؤبدات و40 سنة. ولأن مستقبله غامض فانه يسعى بين الفينة والاخرى من اجل الخروج من السجن. قبل عقد قام باستدعاء اشخاص من المؤسسة الاسرائيلية للتحدث معهم مثل “نلسون مانديلا” رغم أنه كان معارضا لاتفاق اوسلو، وطلب اطلاق النار على الجنود وعلى المدنيين. لقد تفاخر البرغوثي بالدكتوراة التي حصل عليها، وسوق نفسه على أنه شخص معتدل “يريد مستقبل مشترك للشعبين”، وقد اقترح على بعض السياسيين لدينا اطلاق سراحه من السجن مقابل الحصول على قائد فلسطيني كاريزماتي يوافق عليه الجميع، بما في ذلك سكان غزة. وكمن سيقوم بالسيطرة على شعبه بقبضة حديدية. هذه الفكرة الغريبة أسرت البعض لديها.
نائب رئيس الشباك السابق، عضو الكنيست جدعون عزرا المتوفى، طلب اطلاق سراح البرغوثي “لأنه زعيم الفلسطينيين المستقبلي”. وفي مفارقة الاستمرار بحبس الارهاب القاتل أو خيار ايجاد قائد فلسطيني مقبول على اسرائيل، اعتقد عزرا أنه يجب اطلاق سراحه بدون شك، وتنصيبه لقيادة الفلسطينيين. تسيبي لفني التي كانت وزيرة العدل في حينه التقت “بالصدفة” مع البرغوثي في سجن هداريم للتعرف عليه وفحص خيارات المستقبل. ومن أيد اطلاق سراحه الفوري كان وزير الدفاع السابق، عضو الكنيست بنيامين بن اليعيزر المتوفى، الذي أعلن بأنه سيناضل من اجل اطلاق سراحه. وزير دفاع آخر سابق هو عضو الكنيست عمير بيرتس ونائب وزير دفاع سابق هو الجنرال افرايم سنيه، طالبا ايضا باطلاق سراح البرغوثي من السجن.
ونقول للقادة العسكريين: اذا قمتم باطلاق سراح البرغوثي فسيتم التعامل معه كمتعاون مع اسرائيل طالما لم يثبت عكس ذلك، الامر الذي يعني أنه سيتبع سياسة تجعلنا نشتاق لحماس.
اسرائيل اليوم