من الصحافة العربية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف العربية
“الثورة”: لقاء ثلاثي في طهران اليوم.. وحديث عن آخر روسي أميركي أممي في جنيف الأسبوع المقبل.. روسيا: لن نسمح بتقويض جهود الحل السياسي.. وأميركا أوجدت داعش والنصرة وقبلهما القاعدة
كتبت “الثورة”: على خلفية التصعيد الأميركي والغربي، والجرائم الإرهابية التي ترتكبها العصابات الوهابية التكفيرية بأوامر من مشغليها في الرياض وأنقرة والدوحة بهدف نسف كل الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تسمح بتقويض الجهود التي ترمي للتوصل الى تسوية سياسية للأزمة في سورية وفق قرار مجلس الأمن.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السنغالي في موسكو أمس: يجب عدم إضاعة الوقت ولا سيما في ظروف تقع فيها العملية السياسية تحت التهديد بما في ذلك الضربة الأميركية على مطار الشعيرات وسعي الكثير من اللاعبين سواء في داخل سورية أم خارجها لاستغلال الوضع وتحميل المسؤولية للحكومة السورية من خلال البدء بالابتعاد عن التسوية السياسية وحق الشعب السوري بتقرير مستقبله إلى العمل نحو تغيير الحكومة السورية واصفاً هذه المحاولات بأنها «نزعة خطرة».
وعن الاجتماع المزمع عقده في جنيف ويضم ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة قال لافروف «نخطط لإجرائه بعد الاجتماع القادم في آستنة ونأمل أن يجد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا موعداً مناسباً لاستئناف محادثات جنيف إذ تظهر تلميحات بأن المحادثات ستكون بعد شهر رمضان».
وحول العدوان الأمريكي على سورية بمزاعم استخدام أسلحة كيميائية جدد لافروف التأكيد على أن بلاده تصر على اجراء تحقيق نزيه وموضوعي وشفاف عبر لجنة خبراء اضافيين برعاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لافتاً إلى أن موسكو أشارت إلى عدد من الأمور الغريبة ضمن البعثة الحالية التي أرسلتها المنظمة حيث يترأس قسميها خبراء من بريطانيا وحدها بشكل يتناقض مع مبادئ المنظمة التي تؤكد على التوازن بين الأعضاء وقال «بعثنا طلب استيضاح لما يجري وأرجو أنهم لن يتهربوا من الجواب».
وأكد لافروف أن تصرفات الغرب ولا سيما الإدارات السابقة للولايات المتحدة هي من أوجدت تنظيمي «داعش» وجبهة النصرة الإرهابيين وقبلهما تنظيم «القاعدة» ابتداء من أفغانستان ثم العراق وليبيا.
وتعليقاً على تصريحات مساعد الرئيس الأميركي للأمن القومي هربرت ماكماستر حول أن الوقت قد حان لإجراء «مناقشات صارمة» مع روسيا بشأن خطواتها في سورية قال لافروف «إن مثل هذا النهج غير مقبول وإن موسكو ستأخذ في الاعتبار تصريحات الرئيس دونالد ترامب الذي أكد من جديد استعداده لتحسين العلاقات مع روسيا وليس تصريحات مساعدة» مضيفاً «إن موسكو مستعدة لمثل هذا التعاون».
وفي شأن آخر قال وزير الخارجية الروسي: «إن موسكو تأمل في ألا تقوم واشنطن بخطوات أحادية الجانب حيال كوريا الديمقراطية كما فعلت في سورية».
من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ممثلي موسكو وواشنطن والأمم المتحدة سيعقدون الأسبوع المقبل في جنيف اجتماعاً ثلاثياً بشأن سورية.
وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي: من المخطط أن يعقد لقاء ثلاثي في جنيف لممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، ونحن ننتظر الآن تأكيداً من النظراء الأمريكيين.
وأضاف: إن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف ومدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيرغي فرشينين سيمثلان موسكو في هذا الاجتماع، بينما سيمثل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي رمزي هيئة الأمم المتحدة.
وقال بوغدانوف: أعتقد أن ذلك سيكون إطاراً جيداً لبحث كافة القضايا، وقبل كل شيء إجراء جولة قادمة من مفاوضات جنيف، وكذلك لتوضيح مواقف الأطراف الخارجية.
وأكد أن الاجتماع الثلاثي قد يتناول موضوع عقد اجتماع وزاري لمجموعة دعم سورية، مشيراً إلى أن ذلك سيتوقف إلى حد كبير على مواقف موسكو وواشنطن والأمم المتحدة.
الى ذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن طهران ستستضيف اليوم اجتماعا ثلاثيا إيرانيا روسيا تركيا في سياق محادثات آستنة حول الأزمة في سورية. وقال قاسمي في تصريحات أمس إن الاجتماع يستغرق يوما واحدا وسيكون على مستوى الخبراء بمشاركة البلدان الثلاثة.
الخليج: اعتقال ثلاثة في طولكرم وإغلاق مكتبتين بالخليل وحواجز عسكرية على مداخل بلدات… شهيد في نفق بغزة ومواجهات في بيت لحم بيوم الأسير
كتبت الخليج: استشهد ناشط في «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» داخل نفق للمقاومة في غزة، وسير ناشطون مسيرة في بيت لحم دعماً للأسرى المضربين عن الطعام، في وقت اعتقلت قوات الاحتلال 3 فلسطينيين، بينهم أسير محرر في طولكرم، وأغلقت مكتبتين في الخليل بالضفة الغربية.
فقد أعلنت «القسام»، أمس عن استشهاد أحد عناصرها داخل نفق أرضي في مدينة غزة. وقالت الكتائب في بيان، إن الناشط في صفوفها، أنس أبو شاويش (20 عاماً)، من حي التفاح شرق مدينة غزة، قضى إثر انهيار «نفق للمقاومة»، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل في شأن الحادثة. وتنشط كتائب القسام في غزة في مجال حفر أنفاق أرضية بغرض أعمال مقاومة الاحتلال.
وهذا هو ثالث شخص تعلن عن وفاته جراء حوادث انهيار أنفاق منذ مطلع العام الجاري.
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال، ثلاثة فلسطينيين من طولكرم، وأحد المعتقلين أسير محرر. واندلعت مواجهات بين ناشطين فلسطينيين خرجوا في مسيرة في بيت لحم دعما للحركة الأسيرة في يوم ألأسير الفلسطيني، وقوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لقمع المسيرة.كما أغلقت قوات الاحتلال مكتبتين في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ونصبت حواجز عسكرية على مداخل بلداتها. وأفادت محافظة الخليل في بيان، بأن احدى المكتبتين قرب جامعة بوليتكنيك فلسطين، والثانية قرب جامعة الخليل، وأشارت إلى أن الإغلاق تم بدعوى التحريض على تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.
ونصبت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً قرب مدرسة النهضة الأساسية للذكور، بمنطقة جرون جراد بمدينة الخليل، وعلى مداخل بلدات سعير، وحلحول، وعلى مدخل مدينة الخليل الشمالي، وأوقفت المركبات، وفتشتها، ودققت في بطاقات الفلسطينيين، ما تسبب بإعاقة مرورهم.
في غضون ذلك استولت قوات الاحتلال، على جرار زراعي يملكه فلسطيني، من منطقة الرأس الأحمر جنوب طوباس بالأغوار الشمالية.
البيان: حرب شوارع غربي الموصل
كتبت البيان: شهدت أحياء عدة غربي الموصل، خاصة قرب جامع النوري، حرب شوارع بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش، فيما وصل عدد النازحين إلى نصف مليون شخص.
وأمكن سماع تبادل كثيف لإطلاق النار وقذائف المورتر من الأحياء المقابلة للحي القديم عبر نهر دجلة الذي يقسم الموصل.
وتشتد وطأة الحرب على حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة فيما يصل أطفال رضع يعانون من سوء تغذية حاد إلى المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وقال مسؤول إعلامي من قوات الشرطة الاتحادية إن قوات الشرطة تخوض معركة صعبة من منزل لآخر مع مقاتلي داعش داخل الحي القديم.، وأضاف أن الطائرات بدون طيار تستخدم بشكل مكثف لتوجيه الضربات الجوية ضد المتشددين المندسين وسط المدنيين. . إلى ذلك، نقل بيان عن ليز غراند منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق قولها إن «أعداد المدنيين الذين يواصلون الهرب من مدينة الموصل م وصل الى نحو 493 ألفاً».
فيما قال سكان تمكنوا من الهرب من الحي القديم إنه لا يوجد ما يأكلوه تقريبا سوى الطحين الممزوج بالماء. فيضانات إلى ذلك، ساهمت الفيضانات في شمال العراق في ازدياد متاعب العراقيين حيث أدت إلى قطع إمدادات الإغاثة وطرق الهرب للأشخاص الفارين من المعارك.
ودمرت الجسور الدائمة على نهر دجلة خلال القتال، لكن الجيش العــراقي أقام جسرين عائمين مما مكن المواطنين من الفرار بأمان . لكن مسؤولا من الأمم المتحدة بالمخيم قال إنه لم تصل منذ إغلاق الجسرين يوم الجمـــــعة أية قافلة للمساعدات.
الحياة: أردوغان يدشن المرحلة واعداً بإعادة أحكام الإعدام
كتبت الحياة: جسدت مراسم استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مطار أنقرة لدى عودته من إسطنبول أمس، عزم حزب العدالة والتنمية الحاكم على تجاهل نتيجة الاستفتاء التي أعطته هامشاً ضيقاً من الفوز على معارضيه لم يتجاوز الـ51.5 في المئة، وبالتالي إصرار معسكر الرئيس على إدارة ظهره لنسبة الـ48 في المئة الباقين الذين صوتوا بـ «لا» على مشروع التعديلات الدستورية للتحول إلى نظام رئاسي يمتلك فيه أردوغان سلطة مطلقة، يتوقع أن تبقيه في سدة الرئاسة لغاية عام 2029 على الأقل.
وحرص أردوغان قبل مغادرته إسطنبول إلى أنقرة على مخاطبة مئات من أنصاره في أحد مساجد المدينة، وأبلغهم عزمه على الدعوة إلى استفتاء حول إعادة تطبيق عقوبة الإعدام، وإنهاء طلب تركيا الطويل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي كان دافعاً لسنوات من الإصلاحات.
وفي ما بدا رداً غير مباشر على هذا الخطاب، أتى التعبير الأمثل عن الموقف الأوروبي في بيان مشترك للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزير خارجيتها زيغمار غبرييل، اعتبرا فيه أن «نتيجة الاستفتاء المتقاربة تظهر عمق الانقسام في المجتمع التركي، ما يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق القيادة التركية، وخصوصاً الرئيس أردوغان». وأشار البيان إلى أنه بعد أخذ العلم بنتيجة الاستفتاء، فإن ألمانيا تتوقع من الحكومة التركية أن تجري «حواراً محترماً» مع كل أطياف المجتمع التركي.
أتى ذلك في وقت أكدت المعارضة التركية تمسكها بالاعتراض على نتيجة الاستفتاء، واعتبر القيادي الكردي في حزب الشعوب الديموقراطية عثمان بايدمير أن الاستفتاء لم يحسم بعد ولا يتعين الأخذ بأي نتائج إلا بعد مراجعة طعون المعارضة من جانب اللجنة العليا للانتخابات. وأكد النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض بولنت تيزجان أن حزبه سيرفع دعوى في المحكمة الدستورية العليا، من أجل إلغاء نتيجة الاستفتاء.
لكن الرئيس والحكومة اعتبرا أمر الاستفتاء محسوماً ولا مجال لمناقشته أو تغييره، بعدما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز مؤيدي التعديلات بفارق نحو مليون و300 ألف صوت عن معارضيها. وكانت لافتةً مسارعة أردوغان إلى تهنئة رئيس الوزراء بن علي يلدرم وحليفه القومي دولت باهشلي بالنصر قبل أن ينتهي الفرز.
كما سارع أردوغان إلى جمع الحكومة في قصره لمناقشة تنفيذ التعديلات الـ18 الواردة في الاستفتاء. وأعلنت الحكومة على الأثر تمديد حال الطوارئ ثلاثة أشهر أخرى، لتتم تركيا بذلك سنة كاملة تحت الأحكام الاستثنائية.
وبدأت الاستعدادات في حزب العدالة والتنمية لدعوة أردوغان إلى تولي زعامته من جديد، الأمر الذي تعتبره المعارضة بمثابة قيام نظام الحزب الواحد الذي يسيطر على البرلمان والقضاء والسلطة التنفيذية.
واتهمت المعارضة اللجنة العليا للانتخابات بانتهاك القانون من خلال قبولها بطاقات اقتراع غير ممهورة، بناءً على طلب حزب العدالة والتنمية الحاكم. ودافع رئيس اللجنة العليا سعدي غوفان عن قراره احتساب البطاقات غير الممهورة بالقول إن «هذا الأمر حدث قبل ذلك، ولا يعني أن البطاقات مزورة أو أتت من الخارج». لكن الأمثلة التي ساقها غوفان عن احتساب مثل تلك الأصوات غير الممهورة تعود لما قبل عام 2010، حين صدر قانون الانتخابات بصيغته الجديدة التي تمنع احتساب تلك الأصوات نهائياً.
ونشرت لجنة المراقبين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تقريرها حول الاستفتاء، انتقدت فيه قرار اللجنة العليا للانتخابات، واعتبرت أن التصويت تم في ظروف «غير عادلة».
واتخذ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند موقفاً مشابهاً لمركل، وقال: «يتوقف الأمر على الأتراك وحدهم لاتخاذ قرار في شأن كيفية تنظيم مؤسساتهم السياسية، لكن النتائج المنشورة تظهر أن المجتمع التركي منقسم في شأن الإصلاحات الواسعة المقررة».
ورأى وزير الخارجية النمسوي سباستيان كورتس في ضوء نتيجة الاستفتاء استحالة في استئناف الاتحاد الأوروبي مفاوضات عضوية مع تركيا، داعياً بدل ذلك إلى «اتفاق شراكة».
وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها أحيطت علما بالمخاوف التي أثارها مراقبون أوروبيون في شأن الاستفتاء التركي وتتطلع إلى تقرير نهائي مما يشير إلى أن الوزارة لن تصدر تعليقا قبل الانتهاء من تقويم شامل.
وقال مارك تونر القائم بأعمال المتحدث باسم الوزارة في بيان «نتطلع إلى التقرير النهائي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا… والذي ندرك أنه سيستغرق أسابيع».
القدس العربي: تداعيات الاستفتاء التركي: دعوات أوروبية للحوار مع أنقرة وواشنطن تطالب باحترام جميع الآراء… إردوغان يزور أضرحة رؤساء سابقين وصحابي وسلاطنة عثمانيين
كتبت القدس العربي: في خطوة لافتة، رأى فيها البعض دلالات كبيرة، احتفل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بنجاحه في تمرير الاستفتاء على التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي، بسلسلة زيارات لأضرحة رؤساء ورؤساء وزراء سابقين، بالإضافة إلى عدد من السلاطين العثمانيين.
والإثنين، شارك إردوغان في مراسم إحياء الذكرى الـ24 لوفاة الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال وذلك أمام ضريحه الكائن في منطقة «طوب كابي» في مدينة إسطنبول، ووضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الثامن الذي قال في خطاب سابق إنه كان يؤيد تحول البلاد إلى النظام الرئاسي.
كما زار إردوغان ضريح رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان وسط إسطنبول. وكان أربكان الذي أسس وتزعم حزب الرفاه (السعادة حالياً) بمثابة المعلم الأول لإردوغان، وتولى رئاسة وزراء تركيا من الفترة بين 1996 و1997 قبل أن تتم الإطاحة به. وأعقب ذلك بزيارة إلى ضريح الرئيس السابق عدنان مندريس الذي أعدمه الجيش التركي عقب انقلاب في الستينيات.
وتقول وسائل الإعلام التركية إن الرؤساء الثلاثة السابقين تعرضوا للانقلابات والاضطهاد بسبب محاولاتهم تغيير الدستور التركي على خلاف رغبة الجيش الذي كان يتحكم في زمام الأمور، قبل أن يتمكن أردوغان من تقليص نفوذ الجيش، لا سيما عقب محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.
وعلى غرار عادته عقب كل انتخابات، زار إردوغان مسجد وضريح الصحابي أبو أيوب الأنصاري، وأدّى ما سماه المُغردون الأتراك «ركعتي شكر لله» في المسجد، قبل أن يتوجه لزيارة مسجد وقبر السلطان محمد الفاتح الذي استخدم سيرته بقوة خلال الحملة للدستور ودفاعاً عن مادة خفض سن الترشح للبرلمان إلى 18 عاماً، لافتاً إلى أن «محمد الفاتح فتح القسطنطينية وهو في عمر الواحد والعشرين». كما زار ضريح السلطان ياووز سليم تاسع سلاطين الدولة العثمانية.
من جهة أخرى دعا الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية عدة بينها ألمانيا وفرنسا، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى التعقل والحوار غداة الاستفتاء على تعزيز سلطاته والذي فاز فيه بفارق ضئيل.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ومسؤول التوسيع في الاتحاد يوهانس يان، في بيان مشترك «انطلاقا من النتيجة المتقاربة للاستفتاء والتداعيات العميقة للتعديلات الدستورية، ندعو السلطات التركية للسعي إلى أوسع توافق وطني ممكن في تطبيقها. سيتم تقييم التعديلات الدستورية وخصوصا تطبيقها العملي في ضوء التزامات تركيا بوصفها مرشحة للاتحاد الأوروبي وبوصفها عضوا في مجلس أوروبا».
من جانبها دعت الولايات المتحدة القادة الأتراك، أمس، إلى احترام آراء المعارضة وحرية التعبير. ولم تشكك واشنطن في نتيجة الاستفتاء، إلا أنها أشارت إلى المخاوف التي عبّر عنها مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ودعت أنقرة إلى احترام حقوق جميع المواطنين «بغض النظر عن تصويتهم».
واعتبر إردوغان، أمس، تقرير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا مسيّسًا. وأعلن رفضه جملة وتفصيلًا.
الاتحاد: أردوغان يحتفل مع أنصاره وردود أوروبية حذرة… المعارضة التركية تدعو لإلغاء نتائج استفتاء التعديلات الدستورية
كتبت الاتحاد: طالب حزب المعارضة الرئيس في تركيا أمس بإلغاء الاستفتاء على تعديلات دستورية التي تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحيات جديدة واسعة وكشف عن انقسامات عميقة في البلاد وأثار قلقاً لدى قادة في الاتحاد الأوروبي. وفيما احتفل أردوغان بفوزه، اعتبر مراقبون دوليون أن الحملة التي سبقت هذا الاستحقاق «غير متكافئة».
ولوح أنصار أردوغان بالأعلام في الشوارع بينما قرع معارضوه القدور والأواني في منازلهم للاحتجاج على الاستفتاء الذي سيؤدي إلى أكبر تغيير في المشهد السياسي التركي منذ تأسيس الجمهورية الحديثة ليلغي منصب رئيس الوزراء ويركز السلطات في يد الرئيس.
وأظهرت نتائج غير رسمية، قالت المعارضة إنها ستطعن عليها، انتصاراً بنسبة ضئيلة لمعسكر «نعم» بنسبة 51.4 في المئة من الأصوات. ومن المقرر أن تعلن النتائج الرسمية خلال 12 يوماً.
ويحكم أردوغان، السياسي الشعبوي الذي ترجع جذوره إلى الأحزاب الإسلامية، تركيا بلا منافس حقيقي منذ 2003 وصعدت بلاده خلال تلك الفترة لتصبح واحدة من أسرع القوى الصناعية نمواً في أوروبا والشرق الأوسط.
وشكك أكبر حزبين معارضين في البلاد في استفتاء أمس الأول وقالا إن مخالفات واضحة شابته.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، إنه قدم شكاوى بشأن بطاقات اقتراع غير مختومة أثرت على ثلاثة ملايين ناخب، وهو أكثر من ضعف الهامش الذي فاز به أردوغان.
وقال حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض، إن ليس من الواضح بعد عدد الأصوات التي تأثرت.
وقال بولنت تزجان نائب رئيس الحزب «القرار الوحيد الذي سينهي الجدل بشأن شرعية التصويت وتهدئة مخاوف الناس القانونية هو أن تبطل لجنة الانتخابات هذه الانتخابات».
وأضاف أن الحزب سيذهب إلى المحكمة الدستورية إذا دعت الحاجة وهي واحدة من المؤسسات التي سيتمتع أردوغان بسيطرة محكمة عليها بعد التعديلات الدستورية من خلال تعيين أعضائها. ولطالما قال أردوغان، إن التعديلات على الدستور ضرورية لإنهاء الاضطراب المزمن الذي أصاب البلاد على مدى عقود عندما حاول الجيش مراراً انتزاع السلطة من حكومات مدنية ضعيفة.
وقال في خطاب الفوز «للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية نغير نظامنا الحاكم من خلال سياسات مدنية».
لكن الفوز بنسبة ضئيلة قد يكون في حد ذاته مؤشراً على عدم استقرار في المستقبل ففي حين نالت التغييرات تأييداً قوياً في المناطق الريفية المحافظة فقد قوبلت بمعارضة شديدة في إسطنبول ومدن أخرى، بالإضافة إلى جنوب شرق البلاد المضطرب الذي تسكنه غالبية كردية. وقد تبقي تلك التغييرات أردوغان في السلطة حتى عام 2029 أو ما بعد ذلك ليصبح بسهولة أهم شخصية في التاريخ التركي منذ أقام مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية الحديثة.
واتسم رد فعل أوروبا بالحذر في انتظار تقييم من مراقبين دوليين في وقت لاحق أمس. وتوترت علاقات أوروبا مع تركيا. وقالت ألمانيا التي يقيم فيها نحو أربعة ملايين تركي، إن الأمر يعود لأردوغان نفسه لرأب الصدوع التي كشفها التصويت.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية زيجمار جابرييل في بيان مشترك «نتيجة الاستفتاء المتقاربة تظهر عمق الانقسام في المجتمع التركي وتعني أن القيادة التركية عليها وعلى الرئيس أردوغان ذاته مسؤولية كبيرة».
وفي مؤشر على المسار الذي يخططه للبلاد، قال أردوغان، إنه سيدعو لإجراء استفتاء بشأن إعادة العمل بعقوبة الإعدام ليسدل الستار بشكل نهائي على محاولات تركيا منذ عقود الانضمام للاتحاد الأوروبي والتي كانت قوة الدفع وراء أعوام من الإصلاحات وأيضا جزءا أساسيا من كيفية تحديد الأتراك لهويتهم.
وتوترت العلاقات مع تركيا خلال الحملة السابقة للاستفتاء عندما منعت دول أوروبية، من بينها ألمانيا وهولندا وزراء أتراك من عقد لقاءات جماهيرية لحشد التأييد للتعديلات الدستورية. ووصف أردوغان الخطوات بأنها تصرفات نازية.
ووقعت احتجاجات متفرقة على النتيجة لكنها كانت متقطعة. وفي بعض الضواحي العلمانية الراقية بقي المعارضون في بيوتهم واكتفوا بقرع القدور والأواني في مؤشر على الاعتراض الذي انتشر على نطاق واسع خلال الاحتجاجات المناهضة لأردوغان في 2013 والتي سحقتها الشرطة.
وفقاً للتعديلات الدستورية، التي لن يدخل أغلبها حيز التنفيذ إلا بعد الانتخابات القادمة المقررة في 2019، سيعين الرئيس رئيس الوزراء وعدداً غير محدد من نوابه وسيتمكن من إقالة موظفين مدنيين كبار دون موافقة البرلمان.
وسرت تكهنات بأن أردوغان قد يدعو لانتخابات مبكرة حتى تدخل صلاحياته حيز التنفيذ مباشرة. لكن محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء قال أمس إنه ليست هناك خطط من هذا النوع وإن الانتخابات ستجرى في موعدها في 2019.