بقلم غالب قنديل

خرافة الضربة المتفق عليها !

غالب قنديل

منذ اللحظة الاولى للعدوان الاميركي على مطار الشعيرات عممت بعض وسائل الاعلام الصديقة والمعادية خرافة تصف هذا التصرف التصعيدي الاحمق والاستفزازي بتعابير غايتها ارباك محور سورية والشعب السوري واضعاف درجة الاستنفار لنصرة سورية والتضامن معها في المنطقة والعالم .

اولا تلقف بعض السطحيين والسذج من الاعلاميين والسياسيين في محيط المحور ومنابره الاعلامية روايات اميركية المصدر توحي بما لخصوه بمصطلح ضربة متفق عليها وافاضوا بتحليلاتهم عن حاجة ترامب لفرصة انقاذ سمعته الحربية والظهور كرئيس قوي امام المؤسسة الحاكمة ومجمعي الاستخبارات والبنتاغون واشاعوا خرافة العلم الروسي بل والسوري المسبق بالعملية العدوانية القذرة.

من اجل ماذا كل ذلك؟ تقول الخرافة من اجل تسهيل السير بتسوية متفق عليها مع روسيا فهل فعلا هذا ما حملته التفاعلات بعد العدوان ام العكس بالمطلق ؟ تبين ان البلهاء وظفوا انفسهم لخدمة مخطط توهين عزم الشعب والجيش في الجمهورية العربية السورية ولخفض درجات التضامن الوطني والقومي والاممي مع سورية المعرضة لعدوان استعماري مفتوح على فصول جديدة وخطيرة كما رجح الرئيس فلاديمير بوتين الذي يعلم دون شك الكثير عن دواخل الإمبراطورية الاستعمارية التي استهدفت بلاده ودورها الاممي بالعدوان على سورية وهو بالضرورة كزعيم قوة عظمى اعلم واخبر بنوايا دونالد ترامب وكومبارس ادارته من مهرجي الغرب والخليج من بعض الاعلاميين والسياسيين المصابين بالتبلد الفكري وبعقدة القوى التي لا تقهر.

ثانيا نعم وصلت قبيل العدوان اخبار وتوقعات عن تحضير اميركي لشيء ما في سورية قبل ساعات من صواريخ ترامب عندما صدرت الاوامر لفرق تلفزيونية اميركية وغربية ضخمة بالتوجه الى بيروت وشرع المراسلون الحربيون يظهرون في فنادق العاصمة اللبنانية وقد تسربت لدمشق وموسكو وطهران معلومات عن التوجيهات التي تبلغوها بالانتقال الى سورية لتغطية حدث كبير غامض.

الشارع الاميركي كان اشد انتباها من الجميع وانطلق بعد العدوان جمهور من مساندي ترامب وحملته على راس تظاهرات تستنكر حربا جديدة تلوح في الافق ضد سورية خلافا لوعود الرئيس وحملته.

ما بعد العدوان اظهرت الوقائع كيف كانت الضربة هزيلة بنتيجة لغز بدات التكهنات هذه المرة في محاولة تفسيره فاتجه اصحاب الخرافة الى افتراض اعتراض الدفاعات السورية والروسية لعشرات الصواريخ المفقودة من اصل المجموع الاميركي المصرح عنه والتي لم تظهر رقعة سقوطها ولم تصب اية اهداف عسكرية خارج مدارج الشعيرات سوى البيوت التي تضررت في جوارها القروي واستشهد فيها كما اصيب عدد من المواطنين السوريين في عدادهم اطفال لم يستحقوا دموع التماسيح التي انهمرت على الشاشات مع كذبة كيماوي خان شيخون في تكرار بائس لمهزلة كيماوي الغوطة قبل اربع سنوات.

ثالثا شكل العدوان مقدمة لانعطاف سياسي صارخ لا يتوه عن فحواه سوى المساطيل بعدما تصاعدت التهديدات الاميركية والغربية ضد سورية وروسيا وايران واقترح وزير خارجية ترامب عقوبات جديدة على الدول الثلاث تمنع عن قبولها سماسرة القارة العجوز المصابة بكل انواع العجز والاضطراب لكنها المذعنة لهيمنة الكاوبوي العالمي المتنمر.

وسط تكتم سوري وروسي شامل على التفاصيل العسكرية بدات عملية النفير وتحشيد القوى وستجتاز محطة مهمة في التصدي للعدوان ولمخاطر التصعيد، انطلاقا من اجتماع موسكو الثلاثي يوم الجمعة والذي يضم الوزراء وليد المعلم وجواد ظريف وسيرغي لافروف بعد تحذير الرئيس بوتين من تحضير اعتداءات اخرى واعلان روسيا عن تعزيز الدفاعات السورية تحسبا لهذا الاحتمال.

رابعا سياسيا كشفت الساعات الماضية عودة ترامب وادارته الى شعارات اوباما وكلينتون ضد سورية والرئيس الاسد وضد روسيا وايران وحزب الله وبالتالي استرجع الرئيس الاميركي معسكر الحرب والعدوان على سورية ولا تكفي مليارات محمد بن سلمان وحدها لتفسير ذلك رغم اهميتها عند رئيس يجاهر بتحويل دولته العظمى الى مرتزق عالمي يبيع الحروب والمواقف والخدمات المخابراتية وبالفاتورة محققا نبوءة الكاتب الفرنسي الان جوكس قبل اكثر من عشرين عاما في كتابه اميركا المرتزقة.

مجددا هي معركة على مستقبل العالم وهي معركة استقلال سورية والدفاع عن الشرق العربي ومحور المقاومة وعن فكرة عالم متوازن خارج الهيمنة الاميركية الغربية والنصر فيها متاح بالارادة وبعزم المقاومين والاحرار وسورية هي القلعة الصامدة التي يستحق بهذه المعمودية قطاف انتصارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى