سورية قلعة الأحرار
غالب قنديل
القصف الأميركي على سورية له معنى وحيد يجب ان يدركه الجميع وهو ان الحرب بواسطة العصابات الإرهابية فشلت وترنحت فقرر المستعمر الأميركي ان يخرج مباشرة إلى الميدان بآلته الحربية وقد شاء المهرج دونالد ترامب أن ينفذ لعبة اوباما التي تراجع عنها سلفه قبل أكثر من ثلاثة أعوام.
لم يعد الجدال في منطق تبرير العدوان او في الذريعة المعتمدة فقدرات الحلف الاستعماري الصهيوني وأذرعه الرجعية في المنطقة وفي الحرب على سورية تتيح تصنيع الأحداث وخلق الذرائع لتنفيذ الضربات المقررة .
دونالد ترامب أصدر الأمر متراجعا عن مبدأ رفض الحروب الذي رفعه خلال حملته الانتخابية وهو اختار معسكره داخل الولايات المتحدة بالالتحاق باللوبي الصهيوني منذ مدة غير قصيرة ولا أحد في العالم يخشى اكثر من تل أبيب كابوس انتصار سورية على العدوان .
ادار الرئيس الأميركي ظهره للنداءات العقلانية الروسية وهو قرر ان يستقبل الرئيس الصيني بعد عرض قوة في سورية وبذلك يستبق أيضا أي اتصال رسمي مع روسيا إنها عقلية اليمين الاستعماري في الولايات المتحدة ولنتذكر جيدا رونالد ريغان عندما نعاين دونالد ترامب.
المطلوب اليوم هو نفير المقاومة والصمود في وجه العدوان الاستعماري الداعم للإرهاب والتكفير والتوحش والرد المدروس على ضربة ترامب بات مسؤولية سورية إيرانية روسية تشترك فيها المقاومة اللبنانية شريكة المصير ورأس الحربة في معسكر التحرر والاستقلال.
الأكاذيب لا تنطلي على شعب سورية الأبي والجيش العربي السوري الباسل سيكون بالمرصاد لكل عدوان كما أثبت في كفاحه ضد عصابات التكفير وتوقيت العدوان الأميركي بني على حسابات استعمارية واضحة ومن يدرس خريطة الأهداف التي ضربت بالصواريخ الأميركية يعرف جيدا انها تبغي فتح الممرات والطرق لداعش وجبهة النصرة إلى وسط سورية لتهديد معادلات القوة التي فرضها الجيش العربي السوري مؤخرا وحاصر بها زمر التكفير والتوحش في معظم الأنحاء السورية.
قبل أربع سنوات شهدنا خلق الذريعة الكيماوية وشن الحرب كانت لعبة اوباما وأردوغان والأزلام القطريين والسعوديين في غوطة دمشق وهي اليوم لعبة ترامب وأردوغان والأزلام انفسهم في ريف إدلب.
في أيلول 2013 تراجع اوباما بعد حشد الأساطيل والتهديد بضرب سورية وكانت تسوية الكيماوي الشهيرة بمبادرة من الرئيس فلاديمير بوتين وهذه المرة ضرب ترامب سورية بصواريخ دفعت فاتورتها السعودية وقطر .
لا ينبغي التقليل من خطورة هذا العدوان ولا ينبغي قبول الرواية المخترعة والتي يروجها البعض عن وجود تفاهم تحت الطاولة على هذا العدوان مع روسيا وسورية تحت شعار تسويق صورة الرئيس الأميركي القوي قبل الانتقال إلى التفاهم على تسويات سياسية فهذا تهريج كبير وسخيف لا يجب ان يعطى بالا وما يجب ان يتركز عليه القول والفعل هو ردع العدوان والتضامن مع سورية ونقطة على السطر .
سورية قلعة الأحرار والجبل الكبير الذي يغير صورة العالم بصموده امام العدوان الاستعماري وهي ستكون المنتصرة في حصيلة جميع اختبارات القوة السابقة واللاحقة وعلى حلفاء سورية جميعا تقع مسؤولية الرد الحازم والرادع إلى جانب شعب سورية وقواتها المسلحة وقيادتها الشجاعة .