التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 1/4/2017
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
1 نيسان – ابريل/ 2017
المقدمة
يتبادل الساسة الاميركيون، من الحزبين والولاءات المتعددة، الاتهامات اليومية حول ترسيخ مفهوم “علاقة قائمة لترامب مع روسيا،” ودفاعه المستمر باتهام الرئيس السابق اوباما أنه وراء قرار التجسس والتنصت على مقره في نيويورك. اما المؤسسة العسكرية وحلفاءها فهي ماضية دون رقيب بتعزيز حضورها وترسانتها بالقرب من حدود روسيا، واجرائها مناورات عسكرية لدول حلف الناتو على الاراضي البولندية والنرويجية – بالتزامن مع الكشف عن تعاون استخباراتي عالي الوتيرة بين واشنطن ولندن.
يستعرض قسم التحليل الانقسامات السياسية داخل المؤسسة على خلفية تلقي الرئيس ترامب هزيمة لمشروعه “الغاء واستبدال” برنامج الضمان الصحي – اوباماكير؛ وما يتبعه من استكشاف للعقبات التي تعترض سلاسة آليات الحكم بين المؤسستين الرئيسيتين: الرئاسة والكونغرس.
كما سيلقي الاضاءة على الانهيار السريع في شعبية ترامب التي بلغت ادنى مستوياتها بين كافة الرؤساء السابقين. اذ بعد انقضاء 69 يوما على تسلمه مهام الرئاسة، انخفض معدل شعبيته الى 35%، والتي نالها اسلافه السابقون بعد انقضاء ما يقرب من 12 شهرا على تسلمهم مهام المنصب.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
اميركا: الانفاق العسكري
اعتبرت مؤسسة هاريتاج مطالبة الاوساط السياسية بزيادة الانفاقات العسكرية “امر عسير” لتضمينه في الموازنة السنوية العامة، مستدركة “هناك على ما يبدو بعض الأمل للتفاؤل .. اذ ان الرئيس ترامب صادق على قرار رئاسي للقيام بذلك؛ بزيادة 54 مليار دولار.” واضافت ان بعض اعضاء الكونغرس النافذين، لا سيما في “لجنتي القوات المسلحة في مجلس الشيوخ والنواب يدركون عمق الهوة الخطيرة الفاصلة بين القدرات الراهنة والمتطلبات المستقبلية.” وحثت المؤسسة اعضاء الكونغرس على عدم التقيد بالنسبة التي حددها الرئيس “بل ينبغي رفع ذلك المبلغ الى الأعلى .. بغية تحقيق هدف اعادة بناء وهيكلة القوات المسلحة؛ بالتزامن مع جهود الاشراف على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة.”
أمن “الشرق الاوسط“
عند استعراض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية للتحديات “الاقتصادية والأمن القومي” التي تواجه منطقة “الشرق الاوسط،” حدد ثلاثة ابعاد ينبغي ادراجها على سلم الاولويات، وهي: “اولا، تعزيز الأمن العسكري وانشاء قوات مقاتلة باستطاعتها الاضطلاع بمهمتي الدفاع والردع، اما حجم الانفاق المالي فيأتي بدرجة ثانوية مقارنة مع معايير الفعالية والكفاءة؛ ثانيا، الأمن الداخلي لمواجهة الارهاب وظاهرة التشدد الاسلامي العنيف، وكذلك التباينات العرقية والطائفية، والتوترات العشائرية والاقليمية، وبروز مجموعات مسلحة او لاعبين غير حكوميين – التي تتضمن قوات مثل حزب الله؛ ثالثا، توفير الاستقرار الداخلي الذي يتضمن توفير فرص العمل والخدمات الضرورية للبنية التحتية والتربية والخدمات الطبية وما يلزم من خدمات اخرى ضرورية للحيلولة دون اندلاع انتفاضات جماهيرية ..”
اليمن
حذرت مؤسسة هاريتاج من تداعيات استمرار الحرب على اليمن وللخشية من “تنامي صناعة المتفجرات المتطورة وما يرافقها من التحريض على الارهاب، الأمر الذي رفع مستوى خطر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الى هدف ذو اولوية عالية بالنسبة لمسؤولي مكافحة الارهاب الاميركيين.” واوضح ان ادارة الرئيس ترامب لجأت “لتصعيد معدل الغارات الجوية واغارة القوات الخاصة ضد المجموعة بغية تقليص قدرتها على شن هجمات ارهابية في المستقبل.”
http://www.heritage.org/middle-east/commentary/trump-administration-taking-the-fight-al-qaeda-yemen
ايران
تناول معهد كاتو تبعات الاتفاق النووي مع ايران، منوها الى ان “معظم الفوائد المادية الناجمة عن تخفيف وتيرة العقوبات وجدت طريقها لتحسين الاوضاع الاقتصادية اليومية للايرانيين.” وفند مزاعم الاطراف المناهضة للاتفاق التي اعتبرته “كارثة محدقة، بل اثبت الاتفاق نجاحه في حمل ايران على التراجع عن برنامجها النووي وتخفيف حدة التوترات الاقليمية.” كما حذر من النوايا العدائية للاتفاق التي يكنها اعضاء ادارة الرئيس ترامب “لا سيما اولئك المعتدلين نسبيا مثل وزيري الدفاع جيمس ماتيس والخارجية ريكس تيلرسون .. اللذين تبنيا خطاباً اكثر صقورية بدلا من نقيضه البراغماتي فيما يخص ايران.” وخلص بالقول ان “البيت الابيض تحت رئاسة ترامب اضحى صدىً للسلبية فيما يخص الاتفاق النووي .. اما مصير الاتفاق فهو مرهون لدعم مباشر من الادارة والاقرار بالفوائد المدروسة العائدة.”
https://www.cato.org/blog/washington-has-clear-choice-future-iran-nuclear-deal
دق معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ناقوس الخطر مما اسماه ثبات الانفاقات العسكرية في ايران، واعتقاده انها تعاود الاستثمار بمتطلبات “الحرب المدرعة” عقب اعلانها منتصف الشهر الجاري عن تصنيع دبابة حديثة هجينة من طراز “كرار – مهاجمة” المنسوخة عن افضل ما لدى المدرعات الروسية من طرازي تي-72 و 90، اضافة لتعديلات متطلباتها المحلية. واوضح ان ايران تسعى “لسد نقص ترسانتها من دبابات تتمتع بالحماية وقابلية التنقل والقوة النارية،” نتيجة الدروس المستفادة من حربي العراق وسوريا. واضاف انه “للوهلة الاولى، تبدو الدبابة الجديدة (كرار) مشابهة لنحو مريب للدبابة الروسية (تي-90 ام اس) .. بيد انها ليست اكثر من دبابة محسنة من طراز تي-72؛” كما ان نظام “التحكم بالنار لكرار .. تم تثبيته على بعض الدبابات السورية من طراز تي-72، او نظام “كالبنا” الروسي الذي شوهد على متن دبابات تي-90 أم أس” السورية. واستدرك بالقول انه “لا يوجد دليل على ان روسيا لعبت دورا في تطوير دبابة كرار؛ وحاجة ايران المستقبلية لنقل التكنولوجيا اللازمة لانتاج معدات ونظم متطورة محليا (محكومة) بسقف قرار الامم المتحدة 2231” الذي يحظر تلك الانشطة حتى عام 2020. واستبعد المعهد قدرة “ايران على انتاج دبابة قتالية حديثة تكون متكافئة مع (ترسانة) الجيوش الاكثر تقدما في العالم” في المدى القريب.
كردستان
استعرض معهد المشروع الاميركي كفاءة قوات البيشمرغة الكردية، على خلفية انفضاض المؤتمر الدولي الذي استضافته واشنطن الاسبوع الماضي “للتحالف الدولي لمحاربة داعش .. الذي ضم مندوبين عن 68 دولة” اضافة لوفد عن الاكراد. واعرب المعهد عن اعتقاده بأن الكفاءة القتالية “للبيشمرغة” محط تساؤل في ظل “الانقسامات والولاءات المتعددة التي تتبع قادة الاحزاب السياسية الكردية عوضا عن الولاء التام لكردستان.” وحذر المعهد من تنامي دعوات “الاستقلال” بينما تعاني البيشمرغة من انفصام في الهوية اذ اضحت “ميليشيا اقرب منها لجيش” يعوّل عليه؛ بل ان البيشمرغة “لا تختلف كثيرا عن قوات الحشد الشعبي .. وكليهما أسير للأساطير.” وخلص بالقول ان الانقسامات وتعدد الولاءات داخل البيشمرغة “اضحت تهدد مفهوم الدولة التي ناضل من اجل قيامها عدة أجيال مضت من الاكراد.”
http://www.aei.org/publication/is-the-kurdish-peshmerga-a-militia/