مقالات مختارة

حماس تريد الانتقام لكنها حذرة: موشيه العاد

 

إن تعيين يحيى السنوار رئيسا لحماس في قطاع غزة، وتصفية القائد مازن فقها، ونية اسرائيل لاقامة جدار يحرم الحركة من ذخرها الاستراتيجي الذي هو الانفاق، كل ذلك يرفع مقياس التصعيد ويرسم صورة المواجهة القريبة. ولكن هل نوجد من جديد على أعتاب مواجهة عنيفة وصعبة؟.

يمكن أن يبدو السنوار قائدا عنيدا وبشعا يرغب في الانتقام من اسرائيل. ولكن بدون غطاء دولي أو عربي سيتردد في الدخول الى مغامرة حربية مع اسرائيل. لهذا يمكن القول إن السنوار ايضا سيكون ديكتاتورا عقلانيا. إن اختفاء ديكتاتوريين مثل صدام حسين العراقي والقذافي الليبي وصالح اليمني ومبارك ومرسي المصريين هو مثال واضح على أن كل ديكتاتور بقي حتى الآن على كرسيه يقوم بفحص خطواته بحذر كي لا يجد نفسه يسير في طريقهم. وخلافا للقاعدة وداعش فان حماس تريد أن تصبح دولة. فقد انشأت نظام حكم وهي تقوم ببناء دولة وترغب في تعزيز حكمها. واذا لم يكن السنوار متأكدا من أن هؤلاء سيقفون من ورائه، وأن السعودية وقطر ستقومان بدعمه اقتصاديا، فانه لن يختار المواجهة الواسعة والشاملة.

بلغة عسكرية بسيطة، ما يحدث بين اسرائيل وحماس هو الردع. حماس تعني الاحرف الاولى للمقاومة الاسلامية، حركة المقاومة تعني المقاومة والخوف في نفس الوقت. إن جوهر هذه المنظمة هو العمليات الارهابية والاعتداء على مواطني العدو ومحاولة استنزافه. حماس تتخوف منذ ثلاث سنوات، وهذه فترة طويلة بالمعايير الاقليمية. وحزب الله الذي هو المقاومة اللبنانية، يحذر من الانجرار الى مواجهة مع اسرائيل منذ 11 سنة. ومن هنا فان لدى حماس من تتعلم منه.

يمكن القول الآن إن حماس ليست فقط مرتدعة، بل إن حماس ومن يؤيدونها مرتدعون. الدول المانحة – الولايات المتحدة والدول الاوروبية والدول العربية الغنية التي وعدت باعمار القطاع بمبلغ 3.3 مليار دولار – تتحدث باستمرار مع قادة القطاع بأن معادلة “ازمة – اعمار – ازمة” يجب أن تتوقف. قلة التبرعات بعد الجولة الماضية تم استيعابها بشكل جيد لدى قادة حماس.

ينبع الرد من عدة اسباب. الاول هو أن صور الدمار لعملية الجرف الصامد في العام 2014 ما زالت موجودة. الحركة الاصولية دفعت ثمنا باهظا للمغامرة التي تسببت بعشرات آلاف المنازل المهدمة وغضب السكان وازمة اقتصادية شديدة أضرت بهم جميعا.

الثاني هو أنه في هذا الوقت بالذات، حيث بدأ قطاع غزة يعود الى الحياة، والحصار الذي بسببه كانت الازمة الاخيرة، تم رفعه، ويوميا تدخل الى القطاع شاحنات كبيرة محملة بالمواد الاستهلاكية. فهل من الجدير المبادرة الى احداث ازمة؟ حيث يعمل بعض الغزيين في اسرائيل، والبناء المحلي في غزة يتم أكثر مما في السابق، وكل ذلك بدون تدخل من تركيا أو تهديد أو ضغط، بل انطلاقا من التعاون الفعلي بين اسرائيل وحماس. هل هذا هو الوقت للتضحية بكل ذلك؟ السنوار ايضا يعرف أن هذا ليس هو الوقت.

الثالث هو أن التغييرات التي تمت في قيادة حماس تجعل القادة يزعمون أنهم غير مستعدين لمواجهة اخرى مع اسرائيل. هنية والسنوار ايضا والضباط يجب عليهم “دراسة المادة” قبل اتخاذ القرار حول الخطوات الفعلية.

إن توقع وجود صيف ساخن هو توقع طبيعي، لكن ليس من الجدير أن تنجر حماس الى مواجهة عنيفة في هذه المرحلة. ورغم ذلك قد ترد حماس بأدوات وسبل لم نعرفها. في الضفة الغربية ايضا هذه المنظمة قوية بما يكفي من اجل القيام بعدة عمليات، شريطة عدم توريط قطاع غزة في صراع جديد. وقد تقوم المنظمة بنقل نشاطها الى الخارج مثل حزب الله الذي رد أكثر من مرة على عمليات اسرائيل من خلال العمليات ضد اسرائيليين أو يهود في أرجاء العالم، في سيناء أو في كل موقع سياحي يوجد فيه تواجد كثيف للاسرائيليين.

اسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى