احزاب اليسار تركت الدولة لمصيرها: أوري مسغاف
هل شاهد أحد ما مؤخرا اعضاء كنيست ما يسمى “احزاب اليسار الاسرائيلي”، حيث يوجد 24 منهم في المعسكر الصهيوني و5 في ميرتس و11 في يوجد مستقبل، الذين يسمون أنفسهم “وسط”، لكنهم يدعون تمثيل القيم الليبرالية. أي ما مجموعه 40 مقعدا تم انتخابهم للكنيست باسم المعسكر الديمقراطي العلماني. هذا كثير، قد لا يكونون اغلبية، ولسوء حظهم هم يخدمون جمهورهم من خارج الحكومة. ولكن رغم ذلك الحديث يدور عن 40 مقعدا، ثلث الكنيست، أين هم؟ من شاهدهم ومن سمعهم؟ كانت هناك فترات فيها اعضاء كنيست افراد مثل أوري افنيري أو شولميت الوني، فعلوا أكثر منهم من اجل المعسكر ومبادئه.
لقد تم ترك الساحات الواحدة تلو الاخرى. لا يقتربون من الهدم في أم الحيران، هذه قصة خاصة باعضاء الكنيست العرب. ولا يقتربون من خرائب عمونة. سلطة القانون ومحكمة العدل العليا تقتصر كما يبدو على الشرطة والادارة المدنية. افيغدور ليبرمان يناضل ضد تهديد الحريديين للجيش. اقامة واستقلالية اتحاد البث الحكومي يناضل ضدها موشيه كحلون، وكذلك تعيين القضاة، مقابل اييلت شكيد، وهو في الاصل اقام حزب من خائبي الليكود لعلاج اسعار الشقق السكنية وغلاء المعيشة.
أين هي احزاب اليسار والمعارضة؟ أين هم عندما تقوم بلدية القدس باغلاق معرض كعقاب على استضافة “نحطم الصمت”؟ وأين هم عندما يقيم جلعاد اردان لنفسه تجميع معطيات حول معارضي المستوطنات، ونفتالي بينيت يؤسس جهازا استخباريا في وزارة التربية والتعليم؟ أين هم عندما تقوم الكنيست التي هم اعضاء فيها بسن قانون هذياني لمنع دخول من ينتقدون سياسة اسرائيل؟ لماذا لا يقلبون العالم ويُحدثون ضجة في اوساط الجمهور ويقضون مضاجع خصومهم الذين يعيشون براحة؟ عمل المعارضة لا يمكن أن يقتصر على الفيس بوك وتويتر أو على ثقافة لقاءات السبت في كريات أونو أو المؤتمرات اللانهائية في الخارج.
توجد اسباب لهذا الشلل بالطبع. فميرتس منشغلة بنفسها. ويوجد مستقبل يعمل كل شيء من أجل الظهور كيمين. المعسكر الصهيوني يفعل كل شيء لعدم اغضاب اليمين. مصير مشترك ومصالح مع القائمة المشتركة ليست في الحسبان في اجواء التخويف والتملق. ولا توجد صراعات ايضا بين الدين والدولة من اجل عدم اغضاب الشركاء المستقبليين في الائتلاف.
إن التهويد الفظ لجهاز التعليم تناضل ضده لجان أولياء الامور، ومثلها عدد من الجمعيات في قائمة طويلة من الصراعات الايديولوجية التي كانت في مركز معسكر اليسار وتمت خصخصتها. “يوجد قانون”، مكافحو البناء غير القانون في المستوطنات، “بتسيلم” تقوم بعلاج اضرار الاحتلال للفلسطينيين، “نحطم الصمت” يضر بالمجتمع الاسرائيلي، “أطباء من اجل حقوق الانسان” و”حاخامون من اجل حقوق الانسان”، مناضلون من اجل السلام وعائلات ثكلى من اجل السلام. وماذا عن اعضاء الكنيست من اجل السلام وحقوق الانسان؟ أين هم اعضاء الكنيست ضد الاحتلال والمستوطنات؟.
هناك استثناءات بالطبع هنا وهناك، مثل اريئيل مرغليت، الذي يظهر بنشاطه في التحقيق ضد فساد بنيامين نتنياهو. وهناك المزيد، لكن هؤلاء هم الاستثناء الذي يؤكد على القاعدة. ليس من المفروض التعميم، لكن احيانا لا يكون مناص من ذلك.
الأمر الرائع هو أن افتتاحية “هآرتس″ دعت في هذا الاسبوع الى اجراء “الانتخابات”، لسبب منطقي وهو أن حكومة نتنياهو – بينيت الحالية هي الحكومة الاسوأ في تاريخ اسرائيل، ويجب فعل أي شيء من اجل طردها. إلا أنه يجب اجراء الانتخابات بعد وضع المضمون في مفهوم البديل. يجب العودة الى الجمهور مع سجل ثابت حول المقاومة. وطلب ثقة الجمهور في الوقت الحالي هو مثابة وقاحة. لا يمكن ترك الدولة والمجتمع في أيدي اليمين، يجب الطلب في الانتخابات القادمة استبدال حكم اليمين. اخرجوا من هذا الفيلم.
هآرتس