شؤون دولية

صحف بريطانية: اليوم الذي ضرب فيه الإرهاب قلب الديمقراطية البريطانية

نشرت صحيفة الديلي تلغراف مقالا لروبرت منديك كبير المراسلين قال فيه إن الهجوم الإرهابي الذي كانت الشرطة والأجهزة الأمنية تخشى وقوعه وترجو ألا يحدث وقع بالفعل. رجل يتشح بالسواد قاد سيارته بسرعة 50 ميلا في الساعة متعمدا أن يصدم المشاة وقائدي الدراجات .

واضاف إن الجثث تناثرت على إثر هجومه وتوفيت امرأة بعد أن صدمها بسيارته فسقطت تحت عجلات حافلة. وصدم امرأة أخرى بالقرب من متجر يبيع البطاقات البريدية للسياح، فسقطت على الأرض تنزف الدماء على الرصيف بالقرب من بيغ بن.

ثم صدم قائد السيارة الهيونداي سيارته في السياج الحديدي الذي يحيط بقصر ويستمنستر، وصدم بسيارته شخصين آخرين على الأقل. ثم قفز من السيارة حاملا سكين مطبخ يبلغ طوله نحو 20 سنتيمترا.

وواصل مينديك قائلا إن مئات من السياح والموظفين تدافعوا للفرار، بينما اتجه المهاجم سيرا إلى ميدان البرلمان وهناك عند الحاجز الأمني صعن شرطيا غير مسلح، لقي حتفه لاحقا متأثرا بجراحه.

وقال شاهد عيان للصحيفة إنه شاهد جثة تطفو في نهر التايمز ووجهها في الماء، ولم يتضح ما إذا كانت المرأة سقطت في الماء لتجنب المهاجم أو إذا كان المهاجم قد صدمها بسيارته فسقطت في الماء.

اما صحيفة الفايننشال تايمز وفي مقال لسام جونز المحرر الدفاعي والأمني للصحيفة قال إن الهجوم الإرهابي على لندن يأتي وفق نسق أصبح مألوفا “فالمهاجم يستخدم سيارة ليحصد بها أرواح المارة وسكينا لمهاجمة الشرطة، وليعيث فسادا في قلب المدن الأوروبية، ويتصدر بذلك عناوين الصحف ويضع الإرهاب في وسط الأحداث مجددا“.

وقالت الصحيفة إنه بحلول عصر الأربعاء لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. ولكن شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التي يستخدمها ما يعرف تنظيم الدولة كانت تغص بالاحتفال بالهجوم.

وقال جونز إن اليوم يوافق مرور عام على هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على العاصمة البلجيكية بروكسل، التي قتل فيها 32 شخصا في ثلاث هجمات منسقة.

وأضاف أن تنظيم داعش أبدى اهتمامه بالذكرى السنوية لهجماته. وفي الشهور التي تلت هجمات بروكسل والحملة الأمنية التي تلتها، دعا التنظيم مؤيديه وأنصاره إلى شن هجمات مماثلة.

وقال جونز إن هجوم لندن يعيد إلى الأذهان الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في كل من برلين في ديسمبر/كانون الأول الماضي وفي نيس في يونيو/حزيران الماضي. إنها هجمات لمهاجمين منفردين دون شبكة دعم لدعمهم أو مدهم بالسلاح أو تدريبهم لقيادة سيارات أو شاحنات لدهس المشاة والمارة.

وقال إن مثل هذه الهجمات قد تكون نسق الهجمات في المستقبل.

واضاف أنه في لندن كان رد الفعل سريعا. يحظى البرلمان بتأمين مكثف، ولم يستمر الهجوم دقائق حتى تم إيقافه. ويرى أن ذلك التدخل السريع للجهات الأمنية ليس تطمينا يبقى طويلا، فلو كان الهجوم في منطقة أقل تأمينا، لكان الأمر اختلف.

وقال إن الاجراءات الأمنية في المناطق المأهولة التي تحتوي أهدافا متوقعة عادة ما تكون مأمنة، ولكن الأماكن العامة مثل الجسور والطرق يصعب تأمينها.

واضاف أنه مع تعرض التنظيم للمزيد من الضغط في سوريا والعراق، فإنه يسعى لإثبات وجوده بشن هجمات على التجمعات المدنية.

اما صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “على جسر وستمينستر”، فقالت إن قصر ويستمنستر، قلب الديمقراطية في بريطانيا تعرض لهجوم، ولكنه لم يكن هجوما متطورا، بل بهجوم بأسلوب بدائي: سيارة وسكين.

وقالت الصحيفة إنه منذ الأيام هجمات الجيش الجمهري الأيرلندي ثم لاحقا هجمات 7/7 لم تتعرض بريطانيا ولندن لهجمات خطيرة.

وقالت إن التغلب على تنظيم داعش في معاقله في الرقة في سوريا والموصل في العراق يجعلنا نتوقع أن يشن التنظيم أن المتعاطفين معه مثل هذه الهجمات.

وقالت الصحيفة إنه في لندن كما في غيرها من المدن التي تعرضت للإرهاب ستستمر الحياة، ولكن سيزداد إحساس الناس بالقلق والحذر، ونظرا لذلك يجب أن تكثف الحكومة جهودها لحمايتهم. يجب أن تعمل الأجهزة الأمنية والشرطة بلا هوادة لحماية المجتمع والمدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى