في غزة لا جديد.. حماس تبقى حماس: اليكس فيشمان
اسرائيل تهاجم في قطاع غزة، وحسب منشورات اجنبية في سوريا ايضا، فلماذا إذن لا تهاجم في لبنان؟ في تقارير مختلفة منسوبة لها زعم أن اسرائيل تفعل قوة وتستخدم الفرص السياسية والعملياتية كي تقضم من قوة حزب الله على الاراضي السورية والمس بتعاظم حماس في غزة، أما حيال لبنان – حيث توجد النواة الصلبة للتهديد عليها – فينسب لها ضبط النفس.
فضلا عن ذلك، هذا الاسبوع فقط نشر ان حزب الله اقام مصانع تحت أرضية لانتاج السلاح الدقيق من اجل تجاوز التهديد الاسرائيلي على قوافل السلاح من سوريا الى لبنان. ولما كان الحديث لا يدور على ما يبدو عن مسيرة بدأت أمس، فان هذه الصناعة كان ينبغي لها ظاهرا أن تشكل هدفا عسكريا بكل معنى الكلمة قبل اسابيع واشهر.
يفترض العقل بانك تهاجم في المكان الذي يمكنك فيه ان تقوض مسيرة تعاظم العدو دون أن يؤدي الهجوم الى مواجهة شاملة في توقيت ليس مريحا لك. لا تستبعد امكانية أن يكونوا في اسرائيل يقدرون على ما يبدو بان الهجوم في عمق لبنان كرد على خرق ما للوضع الراهن سيؤدي باحتمالة عالية الى حرب. معقول أنه اذا ما وعندما تقرر اسرائيل مهاجمة اهداف لحزب الله في لبنان فان هذا سيتم فقط عندما تكون ناضجة سياسيا للمواجهة. من ناحية عسكرية، بالمناسبة، هي ناضجة منذ الان.
سوريا ضعيفة ومشغولة بنفسها. في العصر الحالي كل ضربة اسرائيلية للسيادة السورية هي واحدة من ضربات عديدة تقع عليها. في غزة، بالمقابل، القصة اكثر تعقيدا بكثير. هناك، تسير اسرائيل على حبل رقيق، بوساطة غير واضحة بين تآكل القوة العسكرية لحماس مقابل تعظيم دافعيتها للرد بقوة والمخاطرة بمواجهة شاملة. فمن جهة تبعد اسرائيل المواجهة من خلال تآكل قدرات حماس، ومن جهة اخرى تقرب المواجهة، إذ أن المس بحماس يزيد دافعيتها للرد. وعلى هذه الرياضيات يجلس حكماء الجيل في جهاز الامن. امس اطلق صاروخ نحو المجلس الاقليمي سدوت هنيغف. ومرة اخرى كانت اسرائيل مطالبة بان تسير على الحبل الرقيق بين الرد غير المتوازن وبين تحطيم القواعد.
ان المنشورات في الاسبوع الماضي عن التغييرات والاضافات في ميثاق حماس والتي تشير ظاهرا الى اعتدال سياسي والى امكانية ادراج المنظمة في مسيرة سياسية اقليمية ما، كانت مبكرة. فهذه التعديلات، التي لم تلقى مفعولا رسميا بعد، تنطلق من المعسكر الذي يعمل على انتخاب اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحماس بدلا من خالد مشعل، الذي يريد هنية كخليفة له كي يتمكن من مواصلة ادارة الذراع السياسي من خلاله.
يحيى السنوار، الذي انتخب لقيادة حماس في غزة، هو خصم ايديولوجي مرير والنقيض من مشعل. فاذا كان مشعل يرى في السيطرة على م.ت.ف وعلى القيادة الفلسطينية هدفا مركزيا، فان هذا عند سنوار هو “غزة أولا”. من ناحية السنوار – تلميذ عبدالله عزام الذي اصبح لاحقا المعلم الروحاني للقاعدة – فان الاستراتيجية التي تقررها القيادة السياسية لحماس المستقرة في دول الخليج تلزمها طالما تنسجم مع احتياجاتها التكتيكية.
حماس لم ترد على هجمات سلاح الجو الاخيرة ليس بسبب الاعتدال السياسي او الرغبة في الانخراط، حتى ولو مؤقتا، في حل اقليمي، ومن غير المستبعد لانها لم تكمل بعد استعداداتها لجولة عسكرية اخرى. ولكن الهدوء النسبي من شأنه ان يتحطم في اللحظة التي تهاجم فيها اسرائيل وتشعر حماس بانها لا يمكنها أن تحتمل الاهانة، او اذا كان الهجوم الاسرائيلي الحق اصابات كثيرة.
حماس لم ترد بعد هجوم سلاح الجو في غزة قبل نحو اسبوعين، على ما يبدو لان اسرائيل أكلت في حينه لنفسها الكبد بعد تقرير المراقب على الانفاق، ما وفر لها، دون أن تجتهد، ذخيرة لاغراض الدعاية الداخلية. ولكن هذا ليس مضمونا دوما. الا اذا كانت اسرائيل قررت بانه حان الموعد للتخلص من المنظمة حتى قبل أن يستكمل العائق التحت ارضي حول القطاع.
يديعوت