الغيرة من اليهود!: جدعون ليفي
يجب علينا أن نغار من اليهود، هم الاقلية التي تحصل على الامتيازات الاكثر في العالم الحر. العرب في أوروبا، المسلمون في الولايات المتحدة، السود والهنود، عرب إسرائيل وايضا الفلسطينيون في المناطق، يمكنهم أن يحلموا فقط بالحقوق والمكانة مثلما للاقلية اليهودية في العالم. ليس هناك يهودي في العالم يعاني من الاجحاف مثل المواطن العربي في إسرائيل. وايضا لا توجد اقلية يقوم رؤساء الدولة التي توجد فيها بالتحريض ضدها مثل الاقلية العربية في إسرائيل.
الاقلية اليهودية ممأسسة ومنظمة وحقوقها محمية ولديها دولة قومية كي تهاجر اليها. ومن هي الاقلية الصاخبة التي تُحدث الضجة بسبب كل هجوم عليها؟ والى من يحج زعماء العالم بعد كل هجوم؟ توجد لاسامية في العالم وهي في تزايد، لكن لا يوجد تناسب بين الضجة التي تثيرها وبين الواقع، بين حياة اليهود وبين حياة الاقليات الاخرى، لا سيما المسلمون.
ليس هناك دولة في العالم يتجرأ فيها وزير رفيع على القول إن مكان اليهود في دولة اخرى. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، الذي هو مهاجر، يتحدث هكذا بالضبط عن مواطني الدولة العرب. والعالم يتحمل، ليبرمان لم يهاجم اليهود. على حائط الكنيس «هيرش سيناي» في سياتل كتب: «الكارثة هي تاريخ مزيف».
صرخت العناوين. كتابات عنصرية وعنيفة أكثر صعوبة توجد على طول شوارع الضفة الغربية وإسرائيل، ولا أحد يحتج أو يقوم بشطبها. لقد تم الاعتداء على المقابر اليهودية في أمريكا. نائب الرئيس مايكل فينس بجلاله شمر عن ذراعيه وحمل المجرفة. وكيف تبدو مقابر القرى والمدن الفلسطينية التي دمرتها إسرائيل؟ التي يتم فيها تناول الطعام والشواء وهي مليئة بالشعارات والكتابات الشيطانية. ولم يولد بعد السياسي الإسرائيلي الذي يقوم بحمل المجرفة ويذهب لاصلاحها.
الولايات المتحدة وأوروبا مملوءة بالكراهية ضد الاقليات. اليهود هم الضحايا الاقل ضررا. ومؤخرا حدثت عدة جرائم كراهية ضد الاقلية الهندية في الولايات المتحدة.
هل سمع أحد عنها؟ في كنساس تم اطلاق النار على مهندسين من اصل هندي، أحدهما قتل والآخر أصيب. فقد اعتقد القاتل أنهما مسلمان. هل سمع أحد عن ذلك؟ «عُد إلى بلادك»، صرخ مطلق النار، الذي هو أمريكي من سياتل.
أن تكون مسلما أصعب من أن تكون يهوديا الآن. حاولوا العبور في المطارات باسم يهودي أو باسم مسلم، بالقبعة أو الحجاب. 5.818 جريمة كراهية ضد المسلمين حدثت في الولايات المتحدة في 2015، وهي زيادة بنسبة 67 في المئة قياسا بالعام الماضي ـ هذا قبل حقبة تحريض دونالد ترامب التي ستسبب الكثير من جرائم الكراهية ضد المسلمين. ونائب الرئيس يقوم باعادة ترميم القبور اليهودية.
من الصعب أن تكون يهوديا، وأصعب بكثير أن تكون مسلما. هل خطر ببال ادارة ترامب ارسال أمريكي مسلم وسيطا بين إسرائيل والفلسطينيين؟ أو عربي يضع الكوفية؟ جيسون غرينبلت، خريج معهد ديني في ألون شفوت، يضع قبعة سوداء (خلعها في زيارته الحالية في إسرائيل)، هو الوسيط الأمريكي النزيه والذي يستمر في التقاليد الطويلة للوسطاء اليهود في المنطقة. اليهودي غرينبلت هو ممثل الادارة الذي يعتبر لاساميا، وممثل الاقلية ايضا، المطاردة والمقموعة.
محظور علينا تجاهل الماضي الفظيع، لكن لا يجب أن يلقي بظلاله على الحاضر. يجب محاربة اللاسامية دون المبالغة في حجمها من اجل الحصول على مكاسب سياسية مثلما يحدث الآن. يفضل أن تقوم المؤسسة اليهودية التي تعيش احيانا على اللاسامية وتتحدث عن الاقليات الاخرى. مؤسسة منع التشهير في الولايات المتحدة بدأت في فعل ذلك مؤخرا، وهذا يستحق الثناء.
دولة إسرائيل لا يمكنها محاربة اللاسامية التي تقوم هي نفسها بتأجيجها من خلال سياسة الاحتلال. ولا يحق لها اخلاقيا أن تقول للآخرين كيف يتصرفون مع الاقليات في الوقت الذي تقوم هي بالتحريض ضد الاقليات لديها، تُجحف بحقهم وتقتلعهم. يستطيع العرب فقط الغيرة من يهود العالم.
هآرتس