منصور للشرق الجديد: سوريا اجتازت المأزق الكبير وصمودها قلب المعادلات وغير المفاهيم
رأى وزير الخارجية السابق الدكتور عدنان منصور ان هناك تحولات كثيرة حصلت منذ اندلاع الاحداث في سوريا في 15 آذار 2011 وحتى اليوم، لان ما رسم لسوريا عند بداية الاحداث كان يصب في اطار واحد من قبل من اثاروا الحرب على سوريا هو اسقاط النظام واسقاط دور سوريا في المنطقة.
وقال منصور في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، “ان المستهدف ليس النظام السوري بقدر ما هو مستهدف دور سوريا القومي والوطني، لذلك كان من البداية هناك من يتصور ان اسقاط النظام سيتم خلال اسابيع او اشهر قليلة، واندفعت دول الهيمنة الخارجية ودول اقليمية في المنطقة عربية وغير عربية للعمل بكل الوسائل على اسقاط النظام، وما القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية بعد اشهر قليلة من اندلاع الاحداث وخلال شهرين كان يؤكد هذا، من تعليق عضوية سوريا من تحميل الدولة السورية مسؤولية الاحداث وايضا بعد تعليق عضوية سوريا اعطاء الزخم للدول بدعم المعارضة المسلحة السورية.
اضاف منصور، ” ان صمود الدولة السورية منذ هذا التاريخ وحتى اليوم قلب المعادلات واحدث متغيرات في المفاهيم وفي الوسائل والتكتيك. وجعل من الدول التي عملت على اسقاط النظام ان تعيد حساباتها وان تدخل في عملية الحل السياسي، على اعتبار انه منذ اندلاع الأحداث كانت سوريا وحلفاؤها يقولون ان الحل لا يمكن ان يكون الا عبر الحوار السياسي ما بين الدولة والمعارضة الوطنية السورية الحقيقية الفعلية”.
تابع منصور: “بعد سنوات ودخول سوريا في عامها السابع نجد اليوم ان المتغيرات على الارض حصلت. بعد التوسع الكبير الذي احدثته العناصر الارهابية في سوريا والاستيلاء على مساحة كبيرة من الارض السورية نجد اليوم ان هذا التمدد والتوسع ينحصر شيئا فشيئا نتيجة صمود الجيش العربي السوري ونتيجة دعم حلفاء سوريا، روسيا والعراق والمقاومة اللبنانية والمقاومين الشرفاء الذين وقفوا الى جانب سوريا في دفاعها عن سيادتها وعن ارضها، اليوم المعادلات على الارض تغيرت ووجدنا ان تمدد الجيش العربي السوري في عملياته العسكرية توسع واستعيدت اجزاء كبيرة لا سيما حلب وحمص ومدن اخرى”.
وقال منصور: “لكن في الوقت الحاضر هناك معادلات لا بد من ان نتوقف امامها، هناك دور اميركي ودور تركي ودور اقليمي عربي، وما الذي يريده كل فريق، ما الذي تريده الولايات المتحدة من سوريا مع الحل السياسي هل تريد فعلا وحدة الاراضي والدولة السورية والابقاء على مركزية الدولة، ما الذي تريده تركيا من سوريا هل فعلا تريد وحدة الاراضي السورية وتريد ان تخرج من الارض التي احتلتها في شمال سوريا، وما الذي يريده الاكراد ايضا فهل هم فعلا يريدون العودة الى حضن الدولة السورية ام لهم مآرب وغايات واهداف مستقبلية تتطلع الى الحكم الذاتي او الى الاستقلال، ما الذي تريده ايضا الفصائل المسلحة التي تدار من قبل دول اقليمية وهذه الدول ما هي اهدافها بالنسبة لسوريا، هذه اسئلة لا بد من ان نتوقف عندها“.
وختم منصور قائلا: “المرحلة في الوقت الحاضر ليس سهلة، لكن نستطيع القول ان الدولة السورية استطاعت ان تجتاز الامتحان العسير، استطاعت ان تجتاز المأزق الكبير الذي عصف بسوريا من خلال صمود الدولة ومؤسساتها وجيشها والشعب السوري ووقوفه بجانب قيادته الوطنية”.