انتهت اللعبة يا مرتزقة
غالب قنديل
استعانت ممالك ومشيخات النفط منذ عقود بجحافل من الكتبة والصحافين الذين جندتهم في تسويق فكرة استحالة الانتصار على الكيان الصهيوني وأقامت امبراطورياتها الإعلامية بمشورة أميركية بريطانية لترويج الإذعان والاستسلام والتخلي عن فكرة مقاومة الاحتلال فكان صحافيون وكتاب من لبنان وفلسطين وسورية والعراق ومصر والمغرب بمثابة فرقة إنكشارية لاغتيال الوعي العربي في خدمة احط انظمة الاستبداد المتخلف التابعة للاستعمار من طفيليات وطحالب الهيمنة الغربية.
هذا الطابور الذي جمل صورة الخيانة وسفه خيار المقاومة ورذله توسع وتشعب وتناسل جيلا وراء جيل خلال نصف قرن وقد التحقت به مجموعات وزمر من المرتزقة والمرتدين الذين انتقلوا من تيارات واحزاب قومية ويسارية وحركات إسلامية إلى جحافل المستتبعين والمنفوطين وارتدوا على ماضيهم فتخصصوا في هجاء كل ما روجوا له سابقا من أفكار ومفاهيم ونالوا الجوائز والمكافآت السخية لقاء تلك المساهمات الجليلة في إسعاف الخطط الرجعية لمشاركتهم في صد ثقافة المقاومة وتعميم منطق الاستسلام والاعتراف بالكيان الصهيوني تحت شعارات زائفة كالواقعية السياسية منذ اتفاقيات كمب ديفيد و17 أيار ووادي عربة واوسلو وقد تجندوا لشيطنة حزب الله ومحاصرته منذ ظهوره كحركة مقاومة كما تخصصوا في الحرب على سورية وإيران بشتى السبل والطرق.
الحقائق التي يبرزها الكيان الصهيوني عن مأزقه مهملة ومهمشة عند هذا الفريق من المرتزقة المنفوطين فهم لا يعطون اهتماما للتقارير الصهيونية عن نتائج حروب الكيان الفاشلة في السنوات الأخيرة ولا يعيرون بالا لتقرير فينوغراد او لتقرير مراقب الدولة العبرية الأخير عن هزائم جيش العدو امام غزة ومأزق استخباراته امام لغز الانتفاضة والمقاومة الجديدة في الضفة الغربية المحتلة و لاهم يأبهون لرعب الصهاينة من قدرات الردع السورية الإيرانية ومن طاقة حزب الله القتالية المتصاعدة بشريا وتقنيا.
المنفوطون يهللون بكل وقاحة لأمرائهم وشيوخهم ولعبقرياتهم الفذة المزعومة بنفاق يندى له الجبين وبإسفاف تنفعي مذل ويكرسون جهودهم لتسويق “أفكار” الرموز الخاوية التي تحميها المخابرات المركزية والخبرات الصهيونية وهم يخرون سجودا لها تسبيحا بالنعم والعطايا السخية.
قبل ست سنوات تحولوا بين ليلة وضواحيها إلى رواد ثورة وتغيير وتبشير عندما شن أسيادهم عدوانا همجيا على سورية قاده اوباش التكفير وتجندت له جماعة الأخوان المسلمين لصاحبتها المملكة البريطانية ومعها واجهات المرتزقة والجواسيس من كل حدب وصوب فصفقوا وصاحوا بأهازيج الربيع المزعوم وبعد فضيحتهم يستديرون اليوم إلى مهمتهم الأصلية وهي نشر اوهام استحالة تحرير فلسطين وعدم جدوى المقاومة.
يسخر أحدهم من فكرة تحرير فلسطين التي عاد فتيان الأرض المحتلة يحلمون بها بينما يستعمل إيحاءات مريضة في محاولة تسفيه تلك الفكرة التي ما زالت تلهم المزيد أبناء الوطن السليب وتدفعهم إلى المقاومة والاستشهاد بينما ذاك العاهر الأبله يترنح في شوارع لندن ويرفل بما يمنحه اميره من مال النفط جزاء دوره اللاأخلاقي النتن وتلك مراسلة تسافر إلى كيان العدو بجواز سفر أجنبي زحفت طويلا لتناله لقاء خدماتها الاستخبارية للحكومة الغربية التي تستعملها وقد باتت حيزبونا لا تخجل من شيبتها تكرس بقايا ما عندها من همة على الكتابة والكلام للهجوم على سورية وعلى حزب الله وذاك يفيض بأحقاده من الدوحة ضد حزب الله متلبسا قناع الفكر والثقافة ويبث فحيحه البائس غير آبه بخيبة جميع رهاناته البلهاء التي انتهت إلى هزائم تترى لسيده المتورط والغارق حتى الثمالة في الفشل وذاك مذيع يتفنن في الشتم والردح ويوجه الرسائل في الخفاء طالبا التماس العذر لتورطه بسبب أقساط وديون يريد تسديدها بمال حرام.
قطيع المنفوطين بالمال السعودي القطري الخليجي كبير وهو مصاب بالهستيريا يتحرك في جميع الاتجاهات كأنما يفرغ آخر ما في جعبه الملوثة من سموم وهو يركز ضجيجه ضد حزب الله وسورية وإيران ومن الواضح انه مصاب بسعار شديد مؤخرا فقد بات الأمراء والشيوخ أشد سعارا في مستنقع الدم والفشل.
أحداث الأرض المحتلة تظهر تفاعل شعب فلسطين مع نهج محور المقاومة وتصميمه على النضال ضد الحلف الاستعماري الصهيوني .. هي عودة الوعي إلى شباب فلسطين الذين يختارون المقاومة ويدوسون أوهام الخنوع والمذلة ويجدون في محور المقاومة سندا وملهما للكفاح وفي حزب الله نموذجا يحتذى لقوة مناضلة تصنع النصر وفي سورية قلعة للعروبة ولفلسطين صمدت بعنفوان ولم تساوم رغم انف عصابات الأخوان ومرتزقة النفط جميعا بكل مشاربهم ومصنفاتهم ورموزهم التي لا تساوي حذاءا عتيقا لبطل كباسل الأعرج.
إنهم شباب فلسطين يجدون في إيران السند العظيم وقوة الاستقلال والتحرر التي ترفع راية فلسطين وتدعم كل نسمة تحرر فلسطينية دون تمييز … صبايا وشباب فلسطين يعرون حكومات الردة جميعا بوعيهم النقدي الجارح وهم يعرفون ويلعنون كل مستسلم تافه وخائن ومشبوه وكل منافق جبان ولذلك ثمة ما يقول للمرتزقة : انتهت اللعبة وستخسرون وظائفكم ليس فحسب لشح موارد من استعبدوكم بل لانعدام الجدوى الذي سرعان ما سوف يكتشفه أسياد أسيادكم في الغرب امام الوعي الوطني والقومي الهادر من قلب فلسطين وفي ربوع سورية ولبنان صداه الجميل وهو ينتشر ويتوسع صوب الأردن والعراق ومصر البهية والمغرب العربي .