د. نور الدين للشرق الجديد: انقرة في مأزق بعد تمدد الجيش السوري في منبج بغطاء روسي – كردي
اعتبر الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين انه بدا من الواضح ان تركيا كانت تستهدف من وراء عملية “درع الفرات” المكون الكردي وليس تنظيم “داعش”، لذلك عندما انتهى بنك اهداف الداعشية باحتلال مدينة الباب تواجهت للمرة الاولى مع حقيقة عملية “درع الفرات” والتي تستهدف ليس فقط قطع الممر الكردي بين كوباني وعفرين بل كل المنطقة التي يسيطر عليها الاكراد من عفرين الى كوباني عين العرب الى تل ابيض الى الجزيرة.
وقال د. نور الدين في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد: “بعد الباب رفع اردوغان ورئيس حكومته شعار منبج، وفي منبج لا يوجد عناصر داعش بل توجد قوات الحماية الكردية، في الواقع من هذا الباب من البوابة الكردية كانت انقرة تريد ان تفرض واقعا جديدا في المعادلة السورية، بحيث لا يمكن ابرام اي حل مستقبلي من دونها”.
اضاف د. نور الدين، “عندما حاولت تركيا ان تتخطى ما يمكن ان نسميه تفاهمات او تجاوزا لخطوط تشكل تهديدا للأفرقاء الباقين في سوريا، تغيرت المعادلة الميدانية وبدت تركيا معزولة عن كل القوى الاخرى الموجودة، من روسيا و قوات الحماية الكردية الى الولايات المتحدة الاميركية وقوات الجيش السوري، اذا كان الموقف الروسي والكردي والسوري معروفا منذ البداية، لكن الموقف الاميركي كان مفاجئا بعض الشيء لأنقرة لجهة ان السؤال التقليدي الذي ترفعه انقرة للولايات المتحدة الاميركية انت معنا او مع الارهاب اي مع الاكراد، اعتقد ان الولايات المتحدة توصلت الى قناعة خصوصا بعدما امهل ترامب فريقه شهرا وقد انتهت هذه المهلة لتحديد سياسة اميركا بالمبدأ في سوريا، كانت الولايات المتحدة ترسل مدرعات واسلحة ثقيلة الى القوات الكردية وترفع عليها العلم الاميركي في منبج وهذا دليل على ان القوات التركية ممنوع عليها ان تتقدم لا في منبج ولا في المنطقة التي يسيطر عليها الاكراد”.
وختم د. نور الدين قائلا: “يبدو ان هناك تضاربا واضحا في المصالح بين الاهداف والمصالح التركية من جهة ومصالح باقي الافرقاء من جهة ثانية ولعل تمدد الجيش السوري بتفاهم روسي – كردي الى غرب منبج وموافقة اميركية على ذلك، اعتقد انه وضع انقرة امام مأزق تبحث الان عن سبل لحله او لتجاوزه بما فيه تحقيق الاهداف التركية في المرحلة المقبلة”.