حطيط للشرق الجديد: سوريا باتت تملك زمام المبادرة ميدانيا وسياسيا
رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط ان” معسكر الدفاع عن سوريا بكل مقوماته التي عامودها الفقري الجيش العربي السوري ومعه الحلفاء، استطاع ان يفرض واقعا ميدانيا جديدا يرخي بظله في كل الاتجاهات على مسار الحركة العسكرية المستقبلية في الميدان وعلى مسار العملية السياسية التي يرجى ان تنطلق بشكل آمن وثابت.
وقال العميد حطيط في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد ان هذه العمليات العسكرية التي قادها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ادت الى النتائج التالية:
اولا، في الشمال، قطعت الطريق على الحلم التركي بان يتمدد جنوبا وان ينطلق بناء ما اسماه المنطقة الامنة. واستطاعت القوات العربية السورية ان تحول الاحتلال التركي في مدينة الباب الى منطقة كجزيرة مطوقة من اتجاهات ثلاثة بعد ان استطاع الجيش ان يجري مناورته السريعة ويقطع الطريق بين الباب والرقة ثم يتقدم نحو منبج ويقطع الطريق على الحلم التركي بالدخول الى منبج وبالتالي العمليات العسكرية في الشمال يمكن اعطاؤها عنوان اسقاط الحلم التركي بالمنطقة الامنة.
اضاف حطيط، ثانيا، في تدمر فقد كان المكون الاميركي القيادي للعدوان على سوريا يركز على استمرار منطقة المثلث مشكل من الرقة تدمر دير الزور، بيد داعش ليتخذها ذريعة ليبدل احتلالا ارهابيا باحتلال اميركي مقنع او مباشر، ولكن العملية الرشيقة والنظيفة التي قادها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في تدمر ادت في وقت قياسي لا يتعدى ثلث المدة التي كانت مقررة الى تطهير تدمر واسقاط رأس المثلث المتقدم نحو الغرب وتحويل منطقة احتلال داعش الى انتشار على خط من الرقة الى دير الزور خط قابل لينقطع في اي عملية يقوم بها الجيش العربي السوري وهي مرتقبة باتجاه مثلث السخنة وعند ذلك تسهل عملية محاصرة الرقة واسقاطها واسقاط الارهاب فيها وكذلك عملية استكمال التحرير في دير الزور.
تابع حطيط، ثالثا، في دير الزور حيث تمكن الجيش العربي السوري بشكل متقن من القيام بعمليات الاحتواء والرد والصد الدفاعي القوي ثم الانتقال الى عملية التطهير والقضم المتدرج واسقط بذلك حلما اميركيا بتحويل دير الزور الى قاعدة داعشية بديلة عن الموصل، وصحيح ان الاميركيين ردوا على هذا الإنجاز بقطع الطريق ما بين دير الزور والعراق بقصف جسر الميادين، لكن هذا لن يعيق الحشد الشعبي العراقي عندما يتقدم من الشرق لن يعيقه في التقدم بشكل او باخر ليحقق التكامل مع القوى المدافعة عن سوريا.
وقال حطيط، اما في درعا فنستطيع ان نقول ايضا ان الجيش العربي السوري اسقط ارهاصات اولية كانت تخطط اردنيا واسرائيليا لإقامة المنطقة الامنية الاسرائيلية في الجنوب وبدل ان يتقدم الإرهابيون المدعومون من الاردن واسرائيل، الذي حصل في الميدان ان الجيش هو الذي تقدم وهو الذي وسع مناطق انتشاره وتطهيره للمنقطة.
اضاف حطيط، نختم بمسألة العمليات الدقيقة والرشيقة والتصالحية التي تجري في الغوطة الشرقية التي وصلت الى حد بات مسلم فيه امام الجميع بان الغوطة باتت ورقتها قيد الانجاز والتطهير النهائي حتى لو استلزمت بعض الوقت.
وختم حطيط قائلا: “هذا المشهد يقودنا الى القول بان معسكر الدفاع عن سوريا يمتلك زمام المبادرة كليا، وهو له ارجحية في الميدان، وهو يستطيع ان يستثمر هذه الارجحية في السياسية وهذا ما انعكس ايضا بشكل واضح كما يعلم الجميع على مجريات الحراك السياسي في جنيف حيث استطاع الوفد العربي السوري وبكل احتراف وذكاء من فرض رؤيته على الواقع السياسي ورسم جدول اعمال وفقا لما يراه انه مصلحة سورية، واثر ايضا وهن وضعف الفريق الاخر المشتت الى حد بات المراقب الموضوعي يقول انه مع هكذا فرقاء من المعارضة لا يمكن ان يكون هناك حل بل الحل هو ما تصنعه الارادة السورية التي تمثلها الحكومة السورية ووفدها الى جنيف وجيشها في الميدان”.