ابو زيد: لإعادة النازحين الى المناطق المستقرة في سوريا بدل بقائهم قنابل موقوتة
أعلن عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب أمل أبو زيد، في كلمة القاها خلال مشاركته في مؤتمر في موسكو بعنوان “الشرق الاوسط، متى سيأتي الغد” برعاية وزارة الخارجية الروسية ومجلس الامن الروسي للدفاع والشؤون الخارجية والمجلس الروسي للشؤون الدولية وفي حضور شخصيات من 25 دولة، “أن الشرق الاوسط ليس جزيرة منعزلة عن العالم وأن الحرب مع الارهاب ليست قصيرة الاجل ولا هي قليلة التكلفة، ولكن الانتصار فيها مضمون اذا أجدنا خوضها”، محذرا من ” انتشار التطرف الديني وتوسيع طروحاته واجتهاداته كما أشار إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مؤخرا بقوله “ان هناك حربا عالمية ثالثة، يحركها الارهاب المستتر بإسم الدين “.
وقال: “لاأتجنى اذا قلت ان عدم الايجابية التي يبديها المجتمع الدولي تجاه ازمة النازحين السوريين الى لبنان إنما تخدم أهداف “داعش” لأنها تؤسس للتوطين وتهدد لبنان الكيان والدولة والتعددية الحضارية فيه، بينما المطلوب هو العمل الدولي الجدي لإعادتهم الى المناطق المستقرة في سوريا حيث تتوفر لهم وسائل العيش والعمل، بدل ان يظلوا قنابل موقوتة الانفجار في لبنان“.
وأبدى تفهمه للنظرة الروسية الى الوضع في المنطقة، مرحبا “بعودة روسيا الى ممارسة دور فاعل فيها، ما يساعد على تحقيق الحلم بقيام شرق أوسط ينعم بالسلام والاستقرار“.
وسأل ابو زيد: “هل من مجال بعد للبحث عن حلم مشترك في هذا الشرق الاوسط المشظى، جوابي هو نعم مشروطة بثلاثة أمور: الاول: أن يقتنع المجتمع الدولي بأنه لا بد من التفاهم السريع على إنهاء القتال الدائر في كل من ليبيا وسوريا والعراق واليمن، لأن استمراره سيبقي البيئة الحاضنة للارهاب موجودة ومتاحة أمام الارهابيين، وسيمكن اسرائيل، وغيرها من الدول الراغبة في بقائه واتساعه من تحقيق أهدافها. وان يقتنع حكام المنطقة بأن من حق الشعوب أن تحكم بطريقة ديموقراطية، وأن تتمتع بخيرات أرضها، وأن تنعم بالحرية التي هي أولى نعم الخالق على مخلوقه. وان تستعيد مصر، كبرى الدول العربية ، دورها الريادي الديني والسياسي في المنطقة كما كانت في الماضي، تمهيدا لحل شامل للقضية الفلسطينية يعتمد على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن القاضية باعتراف دولي بدولة فلسطين واستقلالها وسيادتها.
وتابع :”اما الامر الثاني فهو ان يرفد الدور السياسي المصري القيادي، فكر عربي واسلامي متحرر ومتنور وجريء بل مغامر في شجاعته، يعمل على تجديد الخطاب الديني الاسلامي“.
واضاف :” الامر الثالث أن يتم تبني خطة تنمية شاملة يمولها المجتمع الدولي، ودول المنطقة الغنية، يواكب تنفيذها حملة للتوعية الفكرية تتولاها النخب الشرق أوسطية، فيكون هناك تكامل بين التنمية الاجتماعية لشعوب المنطقة ونشر الوعي الثقافي والمعرفي، والديني في وجه المد الفكري البدوي المتخلف والمتحجر والرافض للتطور والحداثة “.
واكد “ان الوضع خطر، ومعقد، والحرب مع الارهاب ليست قصيرة الاجل ولا هي قليلة التكلفة، ولكن الانتصار فيها مضمون اذا أجدنا خوضها ووفرنا لها متطلبات هذا الانتصار. وأول ما يحتاج اليه المقاتل هو الشجاعة والمعنويات“.
وقال: “لا أمل في حلم سلام وازدهار مشترك للشرق الاوسط مع تنامي الارهاب وتصاعد اجرامه. ومحاربة هذا الارهاب لا تكون بمحاربة الارهابيين وقمعهم فقط، بل تكون أولا بالتصدي للفكر الارهابي الذي يولد الارهابيين. فالمطلوب اليوم، وبإلحاح، هو مواجهة النبع الفكري الذي أوجد الارهاب والذي يحقنه بالمقويات الفكرية والدينية. وكذلك تجفيف منابع تمويله وتسليحه ومده بعناصر قوته وإجرامه عبر قرار دولي جريء وحازم لا مسايرة فيه ولا مهادنة، حتى لا نرى المنطقة تنزلق الى وضع يتهدد فيه التنوع الذي هو ميزتها عبر التاريخ ومصدر فخر للشعوب العربية”، مؤكدا “ان التنوع ليس ضرورة لمنطقتنا فحسب بل هو مطلوب على صعيد القيادة العالمية، حتى لا يكون هناك استئثار وتسلط بل مشاركة متساوية وعادلة في ادارة شؤون العالم وحل مشكلاته“.
وختم: “من هذا المنطلق نتفهم النظرة الروسية الى الوضع في المنطقة، ونرحب بعودتها الى ممارسة دور فاعل فيها، يعمل على ترسيخ ثوابتها التاريخية والديموغرافية، ما يساعد على تحقيق الحلم بقيام شرق أوسط ينعم بالسلام والاستقرار، ويسوده الرخاء والازدهار، ويحترم فيه الانسان كونه مواطنا حرا سيد نفسه وقراره“.