الاندبندنت: ترامب يتسبب بتقليص النفوذ الأميركي وادارته تفتقد للسياسة الخارجية المتماسكة
كتب باتريك كوكبيرن مقالة نشرتها صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، اعتبر فيها “انه سيكون من الصعب للولايات المتحدة أن تبقى قوة عظمى في ظل وجود رئيس منفصل عن الواقع (ترامب)”، منبهاً من أن استمرار سلوك ترامب هذا “المنفصل عن الواقع” سيقلص بشكل كبير نفوذ أميركا على صعيد العالم .
ورأى الكاتب “أنّ مستوى وطبيعة التفوق الأميركي تتغيّر لعدد من الأسباب من بينها أن التوتر السياسي الداخلي في الولايات المتحدة وصل الى أعلى مستوياته منذ خمسينيات القرن التاسع عشر“.
كما اعتبر “أنّ المجتمع الأميركي منقسم بشكل غير مسبوق منذ الحرب الأهلية الاميركية بين الشمال والجنوب”، مضيفاً “إن ترامب ومنذ أن تسلم الحكم لم يبد استعداده للتسوية وحل الخلافات وبأنّ الانقسام الداخلي الذي يمثله يجعل أميركا أقل قوة مما كانت عليه“.
ونبّه الكاتب الى “أنّ الولايات المتحدة ورغم الحجم الهائل لجيشها الا أنها فشلت بتحقيق نصر عسكري في أفغانستان والعراق، وفشلت كذلك بتحقيق تغيير النظام في سوريا”، مضيفاً “إن واشنطن ارتكبت أخطاء حقيقية في كل من افغانستان و العراق و سوريا“.
وأشار الكاتب الى “أنّ ترامب وبينما حاول أن يميز نفسه عن هيلاري كلينتون ويقدم نفسه على انه انعزالي عارض الحروب في العراق وليبيا، الا أن تعيينه لجنرالين أميركيين كبار – وهما “James Mattis” وزيراً للحرب و“HR McMaster” مستشاراً للامن القومي – انما يقدم رواية مغايرة”، لافتاً الى “خطوات بدأت تؤخذ من الآن لانشاء “تحالف عربي بقيادة السعودية والمشيخات الخليجية بالتعاون مع “إسرائيل” من اجل مواجهة ايران“.
كما قال الكاتب “ليس لادارة ترامب سياسة خارجية متماسكة وبالتالي فمن المرجح أن تنتهج نفس السياسية التي وضعهتا الادارة السابقة”، محذراً من ان “اللحظة الخطيرة” ستأتي عندما يفرض على ادارة ترامب اعداد سياسات للرد على أي احداث قد تقع، مثل هجوم ارهابي يشنه “داعش””، كذلك نبه الى أن انتخاب ترامب يحمل معه تطور سلبي آخر كون كل التركيز بالداخل الاميركي هو فقط على ظاهرة الرئيس الاميركي وسياسته وعواقبها، مشيراً الى ان بريطانيا تعاني من نفس المشكلة حيث باتت الحكومة البريطانية منشغلة فقط بموضوع الخروج من الاتحاد الاوروبي (Brexit).