ايران وفلسطين
غالب قنديل
كانت كلمة مرشد الجمهورية الافتتاحية في مؤتمر دعم انتفاضة فلسطين بمثابة بيان استراتيجي يرسم معالم سياسة طهران المبدئية اتجاه قضية فلسطين والانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال الصهيوني وكذلك وضع اية الله السيد علي الخامنئي النقاط على الحروف في موقف ايران من سائر الفصائل الفلسطينية وفقا لمعيار مبدئي ونضالي لا وجود فيه لاي تمييز عقائدي او سياسي في بادرة جديدة ونوعية
.
اكد الامام الخامنئي في خطابه الاطار المبدئي الاستراتيجي والاخلاقي للموقف الذي التزمته ايران منذ فجر الثورة بقيادة الامام الخميني الذي عرض رؤية ثابتة تلتزمها الجمهورية واكدت احداث العقود الماضية صحتها فعندما وصف قائد الثورة ومؤسس الجمهورية الكيان الصهيوني بالغدة السرطانية كان يشير الى الحقيقة التي اكدتها قوى التحرر منذ اغتصاب فلسطين واقامة الكيان الاستيطاني الصهيوني وبحيث ان إنهاء هذه الغدة وتحرير فلسطين هو شرط لكل تحرر واستقلال في المنطقة وبالتالي ادركت قيادة الثورة الإيرانية مبكرا ان انتصارها ونجاحها في بناء ايران القوية القادرة والمستقلة يتطلب التزامها الواضح والثابت بدعم المقاومة الفلسطينية وانتفاضة الشعب الفلسطيني وهذا ما اظهرته سياسة طهران من خلال التحالف الاستراتيجي الوثيق مع الجمهورية العربية السورية للعمل معا على احتضان المقاومة في لبنان وفلسطين واقامتا محور المقاومة الذي حقق معادلة الردع التي تغل العدوانية الصهيونية بالشراكة مع قوى المقاومة واثبت هذا المحور جدارة في استنزاف العدوان وطرد الاحتلال من جنوب لبنان دون قيد اوشرط وارغامه على الخروج مدحورا من قطاع غزة وكسر هيبة الردع الصهيونية لاول مرة كما يثبت هذا المحور المكون من سورية وايران وحزب الله جدارة نوعية حاسمة في التصدي لوحش التكفير الذي يرعاه الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي لتعويض الهزائم الصهيونية بعد انكسار خرافة التفوق الصهيوني وفشل حروب إسرائيل الأخيرة منذ تموز 2006 والتي قادها الاميركيون ودول الناتو وحكومات الرجعية العربية التابعة .
ايران شكلت السند الكبير ومصدرا مهما للقدرة العسكرية والاقتصادية لحلفائها وهي بذلك كانت تبني قواعد متينة لنزعة الاستقلال والتحرر في المنطقة وهو ما بلور معادلات القوة الجديدة التي حصدت ايران ثمارها بفرض الاعتراف بحقوقها النووية وبمباشرة تفكيك الحصار من حولها اقليميا ودوليا.
رددت ابواق الرجعية العربية كلاما كثيرا عن مصالح ايرانية ناتجة عن موقفها الداعم لقضية فلسطين والحقيقة هي ان ايران تحصد نتائج تضحياتها اتجاه دعم ومؤازرة سورية وحركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية اما النتائج والمكاسب فهي حاصل طبيعي لاربعة عقود من الثبات والصمود الذي غير البيئة الإقليمية باعتراف العدو من خلال تعديل توازن القوى وليس عبر طلبات او املاءات على حساب الشركاء والحلفاء العرب.
ايران المستقلة الحرة هي قلعة للمقاومة والتحرر في المنطقة وهي الحضن الحقيقي لاحرار فلسطين وثوارها، وفلسطين في العقل الايراني هي تعبير حي عن الالتزام بنهج التحرر الاستقلالي وبدعم قوى المقاومة تعبيرا عن رؤية شاملة للمنطقة ولسبل خلاصها من هيمنة الغرب الاستعماري وغدته السرطانية وقاعدته المركزية في قلب الشرق العربي الكيان الصهيوني.