من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: نصرالله للعدو: لا تخطئوا الحساب
كتبت “الاخبار”: دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العدو الإسرائيلي الى عدم الخطأ في الحسابات، وإلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي، لأن المقاومة تنوي استهدافه في أي حرب مقبلة قد يشنّها العدوّ ضد لبنان. ونصح نصرالله قادة العدوّ بأن “يحسبوا جيّداً” عواقب أي حرب يجري التفكير فيها ضد لبنان، موجّهاً رسائل إلى قادة كيان العدو والمستوطنين والأنظمة العربية المتآمرة مع إسرائيل على سوريا وفلسطين ولبنان، وإلى الفلسطينيين بضرورة التمسّك بحقّ المقاومة والتخلّي عن المفاوضات بعد سقوط “مبادرة السلام العربية”. ورفع السقف ضد حكام البحرين، وضد العدوان السعودي ــ الأميركي في اليمن، مؤكّداً انخراط إسرائيل بشكل مباشر في هذا العدوان
من البوابة اللبنانية، وفي ذكرى “سادة النصر ــ القادة الشهداء”، فكّك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخطاب الإسرائيلي و”التهويل المستمر على لبنان، والحديث عن حرب لبنان الثالثة وسيناريواتها”، معتبراً “هذا التهويل ليس جديداً. وبعد مجيء (دونالد) ترامب كثرت هذه التحليلات والتقديرات”.
وذكّر بأن “هذا الكلام نسمعه منذ انتهاء حرب تموز 2006… التطور السياسي الذي يُبنى عليه الآن أن ترامب قد يأذن للعدو بشن حرب لتصفية حزب الله”. وأكّد أن “هذا لا يخيفنا. فالظروف السياسية لشن حرب على لبنان موجودة دائماً، والغطاء الأميركي موجود دائماً، وكذلك الغطاء العربي الموجود اليوم أكثر من 2006، وهناك دول عربية جاهزة لتمويل الحرب الإسرائيلية لأنهم يعتبرون أن حزب الله جزء من محور عطّل الكثير من مشاريعهم السوداء في المنطقة”. وشدد على أن “المسألة بالنسبة إلى إسرائيل هي هل ستربح الحرب؟ وهل تحقق نصراً حاسماً بأقل خسائر ممكنة؟”، في المقابل، “ما تمثله المقاومة من قوة وما تمثله بيئة المقاومة من ثبات واحتضان كبير وعميق وقوي هو عنصر القوة الأساسي إلى جانب الجيش اللبناني، إلى جانب موقف بقية اللبنانيين، واليوم أضيف إليهم إلى جانب الموقف الثابت والراسخ لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هذه عناصر القوة”.
وعلّق نصرالله على قرار العدو قبل أيام بإفراغ حاويات الأمونيا في حيفا، وسأل عن “السفينة التي تأتي بالأمونيا وتوزع على خزان حيفا وعلى خزانات أخرى، والتي تمثل خمس قنابل نووية، أين يمكن أن تهرب منّا؟”، قبل أن يرفع مستوى التهديد إلى مفاعل ديمونا، داعياً العدو “إلى تفكيك هذا المفاعل المهترئ، الذي لا يحتاج إلى جهد صاروخي كبير، وهم يعلمون إذا أصابت الصواريخ هذا المفاعل ماذا سيحل بهم، ماذا سيحل بهم وبكيانهم وحجم المخاطر التي يحملها إليهم؟”. وأضاف: “إسرائيل تملك سلاحاً نووياً وتعترض على إيران، على برنامج نووي سلمي، ولكن نحن بفضل الله عز وجل وبعقول وشجاعة مجاهدينا وبقدراتنا الذاتية نستطيع أن نحوّل التهديد إلى فرصة. السلاح النووي الإسرائيلي الذي يشكل تهديداً لكل المنطقة نحن نحوّله إلى تهديد لإسرائيل”. ودعا نصرالله وسائل الإعلام إلى أن تذهب إلى الحدود مع فلسطين المحتلة “ويروا الإسرائيليين يبنون الجدران، ويجرفون التلال ويغلقون الوديان ويضعون خططاً لحماية المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة”. وأكد أن “على الناس أن يرتاحوا، لكن على المقاومة أن لا ترتاح”. وأنهى بتحذير قادة العدو بالقول إنهم “بدأوا يخطئون بالفهم؛ ففي حرب تموز بنيتم على أن لديكم معلومات كافية عن المقاومة فهجمتم وفوجئتم بالمفاجآت العديدة المعروفة. نحن نعلم في حزب الله أنكم تخططون لعملية وزن نوعي جديدة إذا حصلت حرب ما في يوم ما. وأنتم مخطئون عندما تفترضون أن معلوماتكم كافية. دائماً لدينا ما نخفيه، هذا جزء من عقيدتنا القتالية واستراتيجيتنا العسكرية والأمنية، وستفاجأون بما نخفيه، وما نخفيه يمكن أن يغيّر مسار أي حرب ستكون حماقة لو أقدمتم عليها”.
وفي الملف الفلسطيني، لفت الأمين العام لحزب الله إلى أن هدف كل الحركة الإسرائيلية الآن “تثبيت القدس عاصمة أبدية لهذا الكيان الغاصب، بعد التخلي الأميركي عن فكرة حل الدولتين الذي لا يعنينا كمقاومة، ولكنه كان يمثل الأمل الوحيد للمسار التفاوضي ولمن يؤمن بهذا المسار”. وتطرّق إلى لقاء ترامب ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، مؤكّداً أن اللقاء هو “إعلان بشكل شبه رسمي عن وفاة المسار التفاوضي. بالنسبة إلى الإسرائيليين لا يوجد شيء اسمه دولة فلسطينية. المشروع الإسرائيلي لفلسطين وللفلسطينيين هو: خذوا غزة محاصرة أما بقية فلسطين فهي للصهاينة. أقصى ما يمكن أن يُعطى في الضفة الغربية هو حكم ذاتي إداري محدود مقطّع الأوصال، ستقطعه الآن آلاف الوحدات السكنية وانتهى الأمر. الفلسطينيون في الشتات، (لهم) التوطين أو الهجرة، في لبنان وفي سوريا والأردن وحيث هم، أو الهجرة في العالم. أساس مبادرة السلام العربية أو الحل في مبادرة السلام العربية التابعة لعام 2002 يقوم على فكرة الدولتين، هذا الأصل سقط”.
وشنّ نصرالله هجوماً عنيفاً على “القادة العرب” على خلفية “مبادرة السلام”، وعلى “العلاقة مع إسرائيل تحت الطاولة وفوقها بدون خجل”. وأشار إلى كلام عون في جامعة الدول العربية، الذي “أعتقد أنه أزعجهم عندما حدّثهم عن القدس، وعن المقدّسات الإسلامية والمسيحية، وأزعجهم عندما ذكّرهم بمسؤولياتهم كدول عربية، وكعرب، عن فلسطين وعن المقدسات، وأزعجهم عندما حدّثهم عن المقاومة”. وذكّر بما قاله نتنياهو عن أنه “لم يمر يوم في حياتي قبل الآن شعرت فيه أو أشعر فيه بأن الدول العربية لم تعد تنظر إلينا كعدو بل كحليف”، سائلاً “ماذا بقي من خيارات أمام الفلسطينيين؟”، لكنّه أكّد أن “هذا ليس مدعاة يأس، إن سقوط الأقنعة أمر مهم، وسقوط المنافقين الذين كذبوا عليكم لعشرات السنين بأنهم يدعمون فلسطين وشعبها وقضيتها يضع الجبان والخائن والعميل والجاسوس والسمسار جانباً، ويقول للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة إن هذه البقية الباقية هي التي ستحرر فلسطين وتصنع النصر”.
البحرين واليمن
وعشية الذكرى السادسة لانتفاضة الشعب البحريني، شدد الأمين العام لحزب الله على أن “البحرين بلد محتل”، و”القوات السعودية في البحرين قامت بقمع الشعب البحريني وقتله”. وتوجّه إلى حاكم البحرين بالقول: “ليذهب حمد في البحرين وليجلب بعض الخبراء ليشرحوا له إذا كان لا يفهم، ليفهم من هو هذا الشعب الذي يواجهه والذي ينكّل به ويقمعه”.
وفي الموضوع اليمني، هاجم السعودية و”الإمارات التي تقدّم نفسها دائماً بأنها دولة الحضارة والمدنية وغير ذلك، وهي جزء أساسي من هذا العدوان”. وأكّد أن العدوان أميركي سعودي إماراتي إنكليزي، مشيراً الى أن “المعطيات الحسية تؤكد أن إسرائيل أيضاً شريك في هذا العدوان، مادياً ومعلوماتياً وتكنولوجياً، وبعض ضباطها وطياريها وأسلحتها وإمكانياتها ومخابراتها جزء من هذا العدوان”. وانتقد نصرالله من “يخرج في الرياض ليقدم نفسه على أنه جمال عبد الناصر الجديد للأمة العربية، ولكن جمال عبد الناصر (الجديد) ليس ضد إسرائيل بل ضد الشعب اليمني”، لافتاً الى أن “المنظمات الدولية تتحدث عن مجاعة في اليمن ستطال الملايين”.
وختم نصرالله بالتأكيد “أننا اليوم على طريق الانتصار كما انتصرت المقاومة دائماً، والآن على المشروع الأميركي السعودي الإسرائيلي الذي اسمه داعش والجماعات التكفيرية، بعد أن انقلب السحر على الساحر، وبعد أن خرجت الأفعى عن السيطرة لتعتدي على أهلها وعلى أصحابها وعلى صنّاعها”.
البناء: موسكو غير مستعجلة للتعاون مع واشنطن بعد لقاء لافروف تيلرسون نصرالله لمعادلة ردع جديدة: الأمونيا في مرمى صواريخنا وفكّكوا ديمونا وديعة جنبلاط: مختلط يُبعد وهاب ويفوز فيه أرسلان بالنسبية ويُعيد مقعد بعبدا
كتبت “البناء”: بينما راوح لقاء أستانة الخاص بتثبيت وقف النار في سورية مكانه، من دون تقدّم يُذكَر وتحوّل منصة لتبادل المواقف السياسية، بسبب ارتباك المعارضة وتضعضع صفوفها مع تجاذبات تشكيل الوفد المفاوض إلى جنيف من جهة، وضعف الموقف التركي عسكرياً على جبهة الباب، وسياسياً في ظل عدم تقدّم الحوار الروسي الأميركي وعجز أنقرة عن التموضع في منتصف الطريق طويلاً، من جهة أخرى، سجّل الحوار المباشر للمرة الأولى منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين وزيرَي الخارجية الروسية سيرغي لافروف والأميركية ريكس تيلرسون عجزاً عن إحداث اختراق في العلاقات التي تعيش تحت ضغط الابتزاز الذي فرضته القوى المناوئة لترامب بتصوير كل تقارب أميركي روسي نوعاً من الإثبات لعلاقة مشبوهة لإدارة ترامب بموسكو، خصوصاً بعدما ترتّب على الكشف عن اتصال هاتفي لمستشار الأمن القومي مايكل فلين بالسفير الروسي في واشنطن إلى استقالة فلين بضغوط من ترامب وإدارته، وبعدما بات واضحاً من تسريبات وكالة المخابرات الأميركية “سي آي أي”، عبر وسائل الإعلام الكبرى وفي مقدمتها صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست أن الوكالة لن تغيّر نهجها المعادي للانفتاح على موسكو الذي رسمته في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وعطلت من خلاله التفاهم الروسي الأميركي حول سورية، وأن تعيين ترامب لمدير جديد للوكالة لن يغير في نهجها وعملها بل وتنصّتها على أركان إدارة ترامب لضبط أي تواصل يمكن تصنيفه مشبوهاً مع موسكو.
مصادر إعلامية واسعة الاطلاع في موسكو نقلت لـ”البناء” عن مصادر دبلوماسية رفيعة عدم استعجال موسكو للتعاون مع واشنطن في ظل الارتباك الذي تعيشه إدارة ترامب ورضوخها للـ”موسكوفوبيا”، رغم إدراك المسؤولين الروس لما سيرتبه ذلك من جمود ومراوحة في ملفات كثيرة مثل الحرب على الإرهاب ومخاطر عدم تنسيق الأجندات بين العاصمتين اللتين تتواجدان عسكرياً في ساحة المواجهة الرئيسية مع داعش والقاعدة في سورية، وكل منهما تعمل وفقاً لخطة مختلفة، وتنسقان مع أطراف ثالثة مثل تركيا وأطراف معارضة وفصائل مسلحة كل بلغة وخطط وتصوّرات ليست منسقة.
إدارة ترامب المربكة والعاجزة عن رسم سياسات تطال الملفات الضاغطة، تعوّض بالتصريحات النارية للرئيس ترامب عن الغياب الجدّي، فلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس حكومة الاحتلال تمخض عن إطلاق الفراغ السياسي في العملية التفاوضية وتصفيرها، والاكتفاء بالتهديد لإيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي لا تريد امتلاكه.
الردّ على تحديات ترامب ونتنياهو جاء من منبر تكريم القادة الشهداء، حيث أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معادلة ردع جديدة، قوامها أن المقاومة التي تخشون أن ينتهي امتلاك إيران بتقنيات السلاح الكيميائي والنووي، من وصولهما إلى يديها، هي مقاومة لا تحتاج هذا السلاح من إيران فهو لديها بوجوده في مستودعات “إسرائيل” التي تطالها صواريخ المقاومة بدقة وتعرف خرائط تحرّكها وتخزينها، فالأمونيا الذي تظنّ “إسرائيل” أنها قامت بتحييده من صواريخنا لا يزال في نطاق قدرة المقاومة وهو سلاحها الكيميائي، ومفاعل ديمونا الذي تطاله صواريخ المقاومة هو سلاحها النووي.
معادلات الردع الجديدة التي أطلقها السيد نصرالله نحو محاور الاشتباك الدولي والإقليمي، التي تشكل المقاومة طرفاً رئيسياً فيها، تتكامل مع كلام السيد نصرالله قبل أيام عن السعي لمشروع توافقي لقانون الانتخابات النيابية، على قاعدة تمييز النسبية كقانون لا يظلم أحداً، وما ترتب على كلامه من تحرك للنائب وليد جنبلاط نحو رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتحريك الجمود بمقترحات جديدة، عرفت بوديعة جنبلاط.
الوديعة الجنبلاطية، كما تقول مصادر متابعة، تتضمّن توزيعاً للمقاعد في النظام المختلط بين الأكثري والنسبي في دوائر الشوف وعاليه وبعبدا، تتيح للاشتراكي استعادة مقعد بعبدا بوضعه على النظام النسبي، وترك مقعدي الشوف على النظام الأكثري ليفوز بهما، وضمان استبعاد الوزير السابق وئام وهاب، بينما يترك مقعد في عاليه على النظام الأكثري يضمنه جنبلاط وآخر على النظام النسبي فيكون مضموناً فوز النائب طلال إرسلان به، فتكون الحصيلة الجنبلاطية متناسبة مع حجم الكتلة التي يريد تكوينها بما يقارب حجمها الراهن، من جهة، والأهم توازنات درزية داخل الطائفة يجهد لتثبيتها.
تابعت الصحيفة، وفي غضون ذلك، وبعد تصريحاتها الأخيرة التي انتقدت فيها مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الداعمة للمقاومة وسلاح حزب الله، استدعت وزارة الخارجية والمغتربين الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ، ودعتها الى التقيّد بالقوانين الدبلوماسية واحترام سيادة الدولة اللبنانية، ولفت مدير الشؤون السياسية والقنصلية في الوزارة السفير شربل وهبه، الذي التقى كاغ، إلى ضرورة التقيّد بأحكام اتفاقية فيينا ولا سيما في ما يتعلق بما ينطبق على المعتمد الدبلوماسي. وأكد احترام لبنان الكامل للشرعية الدولية وفق ما ورد في البيان الوزاري، وتمسكه بالتطبيق الكامل للقرار 1701 من دون انتقائية أو تمييز. وأمل “أن تعير كاغ الاهتمام اللازم للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، في تقريرها إلى الأمين العام وإلى مجلس الأمن باعتبار أن هذه التصرفات العدوانية “الإسرائيلية” تمثل تهديداً دائماً للسيادة اللبنانية وتعيق بشكل فادح تنفيذ القرار 1701″.
وقالت مصادر مطلعة لـ”البناء” إن الدولة اللبنانية بهذا الاستدعاء تمارس سيادتها لا سيما منذ وصول العماد عون الى سدة الرئاسة، وبالتالي ترفض بأن يتدخّل أي موظف في شؤونها أو أن يطال رئيس البلاد بانتقاد أو ردّ، وعلمت “البناء” بأن كاغ أٌبلغت كلاماً قاسياً بالامتناع عن التصريحات التي تخالف القوانين والأعراف الدولية وتمسّ السيادة اللبنانية ومقام رئيسها.
الديار: نصرالله يتوعد اسرائيل: فككوا ديمونة… فما هي المفاجأت؟.. القاهرة تخرق “الحصار” الخليجي “رسالة” ودّ الى حزب الله…
كتبت “الديار”: حملت كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة، عدة “رسائل” في اكثر من اتجاه داخلي واقليمي. هو طمأن اللبنانيين الى جهوزية المقاومة لردع اسرائيل عن القيام بأي اعتداء، ورفع مستوى التهديد للاسرائيليين بمعادلة استراتيجية جديدة عبر دعوتهم الى تفكيك مفاعل ديمونة النووي، “حيث بات بامكان المقاومة تحويل التهديد الى فرصة” متوعدا قيادة الجيش الاسرائيلي “بمفاجآت” غير محسوبة… ولم ينس السيد نصرالله توجيه الرسائل الى الداخل، ولو “بغلاف” اقليمي، حيث حضر الرئيس ميشال عون مرتين في الخطاب، الاشادة العلنية سبقها بحسب معلومات “الديار” اتصال بين الرجلين، حيث ثمن السيد نصرالله مواقف الرئيس الاخيرة من المقاومة والقضية الفلسطينية… كما كان لافتا عدم تطرق الامين العام لحزب الله الى موقف تيار المستقبل ورئيس الحكومة سعد الحريري من مسالة “السلاح” غير الشرعي، لكنه نجح في ايصال رسالته بوضوح، عندما اكد ان دعم “البيئة الحاضنة” للمقاومة وموقف الرئيس منها، يعد كافيا لتحافظ على قوتها، دون الحاجة الى دعم الاخرين… ويبقى الاهم في “رسائل” السيد انه لم يغير في مفرداته “القاسية” تجاه المملكة العربية السعودية، اتهمها “بخلق” “داعش”، والاستمرار في قتل الشعب اليمني والبحريني والسوري، وهي “رسالة” واضحة لمن يعنيهم الامر، بأن حزب الله غير معني بتقديم اي تنازلات في مواقفه تجاه المملكة العربية السعودية ما دام انها لم تغير سياستها في المنطقة، والسيد نصرالله اراد التأكيد انه لم يقدم اي ضمانات لاحد في هذا السياق، وما يراه البعض تصعيدا، لا علاقة له “بالتسوية” الداخلية التي لم يكن احد شروطها وقف انتقاد المملكة، ومن يريد ربط تطور او تدهور العلاقات اللبنانية-السعودية “بسقف” خطاب نصرالله “مشتبه” لان حزب الله لم يدخل في “صفقة” مع احد في هذا الاطار، خصوصا ان السعودية ما تزال على وتيرة العداء نفسها مع حزب الله، وكان السيد نصرالله واضحا في قوله “ان بعض الدول العربية مستعد لتمويل اي حرب اسرائيلية على لبنان”…
ولعل حديث السيد نصرالله عن “المفاجآت” التي ستغير مسار الحرب هو اكثر ما يصيب الاسرائيليين بالذعر، فتأكيده ان المقاومة “قادرة على الوصول الى خزانات الامونيا في حيفا، حتى لو نقلت الى اي مكان، وكذلك القدرة على استهداف السفن الناقلة لهذه المواد”، ودعوته الاسرائيليين الى “تفكيك مفاعل ديمونة النووي، يرفع مستوى التحدي مع اسرائيل الى مرحلة غير مسبوقة، وبحسب اوساط معنية بهذا الملف، فان ما يقلق الاسرائيليين ليس ما تحدث عنه السيد نصرالله، وانما ما تجنب الحديث عنه، والذعر الحقيقي هو ما يحصل تحت “الجدار” وفي “السماء”، وليس على الارض… السيد الذي يجيد “اللعب” على اعصاب القيادة والجمهور الاسرائيلي، كشف صراحة عن قدرة المقاومة على اصابة اهدافها الاستراتيجية في اسرائيل، لكنه لم يحدد الطريقة. وتناول معادلة “الصواريخ” دون غيرها… اسرائيل تقّدر ان حزب الله بات يمتلك صواريخ “فاتح” الايرانية، وهي صواريخ يتراوح مداها بين 250 كلم و350 كلم، ويمكن تزويدها بحمولة من المواد الشديدة الانفجار، وتبلغ سرعتها1.5 كلم في الثانية الواحدة، وهي صواريخ تعمل على الوقود الصلب ما يمنحها ميزة سرعة في الاطلاق… وهامش الخطأ لا يتعدى عشرة امتار… كما تعرف اسرائيل ان “مخازن” الجيش السوري باتت مفتوحة امام المقاومة لاستخدام صواريخ “سكود” او نقلها الى لبنان… كما يمتلك حزب الله صواريخ “ياخونت” ارض-بحر، وتعتقد اسرائيل انه حصل مؤخرا على صواريخ “خليج فارس” الايرانية الفائقة الدقة في ضرب الاهداف البحرية… لكنها لا تعرف ما اذا كان سيتم استهداف المواقع الاستراتيجية بالصواريخ او بأسلحة اخرى؟… وفي هذا السياق تبقى المعلومات عن منظومة الطائرات المسيرة التي بات حزب الله يملك اسرابا مقاتلة منها، “غامضة” وغير كافية، الوحدة الجوية المتخصصة اجرت بعض المناورات، واثبتت التجربة ان هذه الطائرات قادرة على حمل المتفجرات والمناورة والاهم القدرة على التملص من منظومة “الباترويت” الاميركية..
ولا ينتهي الذعر هنا، ويبقى القلق الحقيقي من اسلحة روسية باتت اسرائيل متيقنة من وصولها الى الحزب… وتكمن الخشية في حصول المقاومة على منظومة ارض-جو من طراز”اس ايه11″ او “كادفلاي”، كما لا تزال اسرائيل غير متيقنة من حصول المقاومة على منظومة “بانستير اس1” الموجودة لدى الجيش السوري، وهي منظومة قادرة على التحرك السريع، تتألف من مركبة تتحرك بسرعة مع منصة اطلاق لـ12 صاروخاً، وتقدر هذه المنظومة على اصابة الاهداف الجوية على بعد20 كيلومترا وارتفاع 15 كيلومتراً…
اما الغموض الكبير فيبقى ف يما يحصل تحت “الجدار” الذي تبنيه اسرائيل على الحدود مع لبنان. السيد نصرالله تطرق اليه لماما، لكن الاسرائيليين فهموا “الرسالة”، ولسان حال السيد يقول “نحن نرى ما تفعلون، لن تستطيعوا الدفاع في الحرب المقبلة عن شمال فلسطين، وقد يكون عليكم النظر جيدا الى ما يحصل “تحت الجدار”…
وفي سياق آخر، علمت “الديار” من اوساط دبلوماسية في بيروت ان السلطات المصرية، خرقت “الحظر” الخليجي على حزب الله وبعثت بعدة “رسائل” “ود” الى الحزب كان آخرها عبر شخصية سياسية مقربة من حزب الله زارت القاهرة مؤخرا…
ووفقا للمعلومات، فان تلك الشخصية تم توقيفها في مطار القاهرة الدولي، واستدعيت للقاء “جهة امنية” رفيعة المستوى، ودون اي “مواربة” توجهت القيادة الامنية بالكلام الى تلك الشخصية باعتبارها محسوبة على حزب الله، وعند محاولة الاخير “نكران” هذه العلاقة خوفا من تداعيات ذلك، طمأنه محدثه الى ان هذه العلاقة غير مضرة، بل قد تكون مفيدة، وليس لدى السلطات المصرية نية لاتخاذ اي اجراءات سلبية ضده، بل هي مناسبة لايصال “رسالة” الى قيادة حزب الله في لبنان، بأن مصر هي في “خندق واحد” معه في قتال المجموعات التكفيرية، وتلتقي معه في النظرة الى الحرب في سوريا، والمشتركات اكثر من القضايا الخلافية، ولم تخلُ المحادثة ايضا من تأكيد مصري على جفاء كبير في العلاقة مع السعودية، واتجاه للتقارب مع الجانب الايراني.
خلاصة هذا الاجتماع الودي، ستليه خطوات عملية كما تحدث ضابط الامن المصري الرفيع، وثمة ترجيح لنقلة نوعية في العلاقات “الثنائية” نهاية الشهر الجاري، ويتوقع رفع درجة المحادثات الى مستوى اعلى، لبحث عدد من القضايا العالقة. وقد تكون مسألة اعادة قناة المنار للبث على القمر الصناعي النايل “سات”، واحدة من المؤشرات الدالة على تقدم الاتصالات او تعثرها…
النهار: تحذير أوّل: لبنان من عين ترامب
كتبت “النهار”: فوجئ لبنان الرسمي بموقف اميركي يمكن اعتباره بمثابة الاحتكاك الاول مع ادارة الرئيس دونالد ترامب من خلال التقويم السلبي الذي أصدرته وزارة الخارجية الاميركية أمس للأوضاع الامنية في لبنان عبر التجديد الدوري لتحذير الرعايا الاميركيين من السفر الى لبنان. ذلك ان التحذير الجديد الذي صدر للمرة الاولى بعد تسلم الرئيس ترامب مهماته الرئاسية، اتسم بنبرة متشددة اختلفت الى حدود واسعة عن البيانات السابقة التي درجت الخارجية الاميركية على اصدارها في هذا السياق. واتخذ هذا التطور الذي لم يعلق عليه بعد لبنان الرسمي أبعاداً دقيقة يصعب التكهن بما اذا كانت مؤشراً لتعامل اميركي متشدد مع مختلف الملفات ذات الطابع الامني ومنها الدعم الاميركي للجيش اللبناني، في حين كان الاعتقاد السائد أن هذا الدعم سيبقى من ثوابت الادارة الاميركية الجديدة على غرار الادارات السابقة منذ زمن بعيد.
واذ أدرج بعض المعنيين النبرة المتشددة “الطارئة” في البيان التحذيري الجديد في اطار المواجهة التي رفعتها ادارة ترامب في وجه ايران وأذرعها في المنطقة بما يتعين معه على لبنان مواجهة تمدد تداعيات هذا التطور اليه، قال هؤلاء إن ثمة مناخاً ساخناً بدأت ملامحه تفرض على لبنان التحسب لعمل ديبلوماسي كثيف من أجل احتواء ما يمكن ان يطرأ من تطورات اقليمية ودولية، علماً ان هذا التطور لم يكن الاول بل ان رد الفعل الاممي على الموقف الاخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في شأن سلاح المقاومة شكل بدوره أحد ملامح التعقيدات التي يتعين معالجتها.
لكن التحذير الذي أصدرته الخارجية الاميركية في موقعها أمس اتسم بطابع مفاجئ اذ حذر من “مناخ أمني يزداد سوءاً وهناك احتمالات للوفاة أو الاصابة في لبنان بسبب التفجيرات والاعتداءات الارهابية”. كما أشار الى وجود “جماعات متشددة تعمل في لبنان منها حزب الله وداعش والنصرة وحماس وعبدالله عزام”، لافتاً الى ان التنظيمين الاخيرين “تبنيا مسؤولية تفجيرات انتحارية وقعت في لبنان”، مؤكداً ان “الخطر على المواطنين الاميركيين مستمر”.
في غضون ذلك استرعى الانتباه أمس كلام للرئيس عون جاء فيه ان المواقف التي يعلنها ” لا تمييز فيها بين فريق لبناني وآخر بل تأتي في سياق الحفاظ على وحدة لبنان وصون التضامن الداخلي في مواجهة الاعتداءات الخارجية التي تتهددنا”. وقال: “أنا لا أفرق في دفاعي عن اللبنانيين بين فريق وآخر أو فئة وأخرى وسيكون موقفي دائماً واحداً ولن أسمح لاحد من الخارج بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية “.
وتزامن ذلك مع خبر استقبال مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير شربل وهبه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ وتشديد وهبه خلال اللقاء على “ضرورة التقيد بأحكام اتفاق فيينا ولا سيما في ما يتعلق بما ينطبق على المعتمد الديبلوماسي. وأكد احترام لبنان الكامل للشرعية الدولية وفق ما ورد في البيان الوزاري، وتمسكه بالتطبيق الكامل للقرار 1701 من دون انتقائية أو تمييز”.
ولفت وهبه الى “الخروقات الإسرائيلية المتواصلة واليومية لهذا القرار منذ عام 2006 حتى اليوم، والتي تجاوزت 11 ألف خرق، واستمرار إسرائيل باحتلال أراض لبنانية خلافا لنص القرار”. وأمل “أن تعير كاغ الاهتمام اللازم لهذه الانتهاكات للسيادة اللبنانية، في تقريرها إلى الأمين العام وإلى مجلس الأمن”.
المستقبل: ترامب يقرّ بأن اتفاقاً مع بوتين لن يلقى شعبية واشنطن مع خيار الدولتين “بكل تأكيد” وتبحث عن بدائل
كتبت “المستقبل”: إنشغلت الإدارة الأميركية، أمس، باحتواء الصدمة التي أحدثها رئيسها دونالد ترامب بموقفه الملتبس من “حل الدولتين” الذي أثار ارتباكاً في الشرق الأوسط، وانزعاجاً في عواصم أوروبية عدة. كما أنشغلت، مع أول إطلالة خارجية لوزير خارجيتها ريكس تيلرسون، بمحاولة تأطير علاقة واضحة مع موسكو تخفف عنها أضرار الغموض الذي راح ضحيته مستشار الأمن القومي مايكل فلين.
فقد أكدت الإدارة أنها تدعم “بكل تأكيد” خيار الدولتين، لكنها في الوقت نفسه تبحث عن بدائل. في حين أقر ترامب بنفسه بصعوبة التوصل الى اتفاق بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين لأنه “لن يلقى شعبية”.
اللواء: مؤشِّرات سلبية تضغط على التهدئة والموازنة واشنطن تحذٍّر رعاياها من السفر إلى لبنان.. ونصر الله يطالب إسرائيل بتفكيك مفاعيل ديمونا
كتبت “اللواء”: يستأنف مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم مناقشة أرقام موازنة العام 2017، في ضوء مقاربات مختلفة، سواء بالأرقام أو الإيرادات أو النفقات، أو توزيع العبء الضريبي، بالإضافة إلى إمكانية ان تكون سلسلة الرتب والرواتب من ضمن الموازنة أو خارجها.
ولا يُخفي مصدر وزاري مواكب للمناقشات ان يكون تقدماً حصل، وأن كان البحث في الموازنة يسير بنداً بنداً، مع تسجيل الملاحظات الخاضعة للأخذ والرد.
الجمهورية: عقدة القانون الإنتخابي والموازنة مستعصية… والحظر الأميركي يثير تساؤلات
كتبت “الجمهورية”: توقّفت إبرة البوصلة الانتخابية في نقطة الوسط بين اتجاهين: الأول يقود نحو الاستمرار في المراوحة والدوران في الحلقة الفارغة وصولاً إلى التسليم بالأمر الواقع، بما يعني إعادة اعتماد قانون الستّين أساساً للانتخابات النيابية التي يفترض أن تجري في الربيع المقبل. أمّا الثاني فيقود نحو تكرار محاولات البحث عن القانون المفقود في متاهات السياسة وتعقيداتها وتبايناتها التي لا حصرَ لها، في وقتٍ سَقط التحذير الأميركي من السفر إلى لبنان ثقيلاً على المشهد السياسي وأثارَ تساؤلات.
توقّف البلد بكلّ قطاعاته في نقطة رصد المسار الذي ستسلكه الموازنة العامة للسنة الحالية، التي تقف عند تقاطع طرق ستحدد الجلسات المتتالية لمجلس الوزراء سلوك إحداها، إن في اتجاه موازنة مثالية تعيد الانتظام للواقع المالي وتفتح باباً للانتعاش الاقتصادي، وهذا بمثابة حلم بالنسبة الى اللبنانيين، او في اتجاه موازنة ثقيلة قائمة على سلّة قاسية من الضرائب والرسوم، وهنا الطامة الكبرى على المواطن وذوي الدخل المحدود. أو في اتجاه موازنة أقلّ من عادية اشبَه بالقاعدة الإثني عشرية، وهذا يعني إبقاءَ البلد على حاله من الشلل الضارب فيه منذ سنوات طويلة.