الرئيس الصادق الواضح
غالب قنديل
هذا هو العماد ميشال عون الذي يعلن مواقفه المبدئية من موقعه الدستوري والوطني، داخل القاعات المغلقة وفي العلن هو نفسه ، صريح يجاهر بمبادئه وبما يعتقده مصلحة وطنية عليا دون تردد ولا يأبه للحملات والضغوط والتهويل التي ضاعفت تجذره في قناعاته الوطنية الاستقلالية والسيادية.
لم تغير الرئاسة هذا القائد الوطني والشعبي بل هو من يغيرها ويعطيها معان ومضامين جديدة وغير مألوفة أحيانا وما أدلى به الرئيس ميشال عون مؤخرا عن المقاومة وعن دورها في الدفاع عن لبنان ضد الخطر الصهيوني المستمر والمتمادي مجسدا باستمرار احتلال أراض لبنانية والتلويح الدائم بالحرب والعدوان هو ذات ما قاله هذا القائد قبل سنوات على طاولة الحوار اللبناني حول استراتيجية الدفاع وهو نفسه ما قاله قبل توقيع التفاهم مع السيد حسن نصرالله قائد المقاومة على مسافة أشهر من العدوان الصهيوني الذي دحره مثلث الجيش والشعب والمقاومة.
الرئيس ميشال عون مجددا يجسد نقاء مبدئيا نادرا وقليل المثال في السياسة اللبنانية ويسقط بالضربة القاضية جميع الرهانات والحسابات على تطويعه او مساومته لتغيير مبادئه ونهجه الوطني وهو يتصرف باعتبار ما يتخذ من مواقف وطنية ومبدئية امرا عاديا لا يستدعي الضجيج ولا المفاجأة عند أحد في الداخل والخارج فهو لم يعد احدا يوما بمقايضة الموقع بالموقف وقد دفع غاليا ثمن هذه المنهجية وأخلاقياتها وقد فرض احترامه والاعتراف بمصداقيته من جميع خصومه فنال ثقة غالية من مؤيديه وانصاره واستحق احترام مواطنيه جميعا.
الذين اعترضوا طريق الجنرال إلى قصر بعبدا تجسدت مخاوفهم بما يحمل من خيارات تصعب مساومته عليها وهم يعرفون بالتجربة انه فضل المنفى على التراجع عن موقفه الرافض لتسوية اجتمعت عليها جميع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة والمتصارعة بعد اتفاق الطائف وأثبتت التجربة ان العماد عون صادق في موقفه المبدئي عندما قرر فتح صفحة جديدة مع القيادة السورية واتخذ موقفا يسجل للتاريخ ضد الحرب على سورية وحول مستقبل العلاقات معها بوصفها دولة شقيقة تربطها مصالح الجوار والأخوة مع الدولة اللبنانية اقتصاديا وامنيا وسياسيا وهذا ما أعلنه الرئيس مؤخرا من بعبدا دون تردد.
لا مجال مع الرئيس ميشال عون لمساومات على المباديء وعلى نقيض الصورة النمطية التي رسمها الخصوم فهو في غاية المرونة والدبلوماسية والهدوء تحت سقف الاستقلال والسيادة والدستور في الداخل وفي الخارج أيضا ولا يقدم التعهدات المخالفة لمبادئه الوطنية لأي جهة وعلى الجميع ان يفهموا هذه الحقيقة وأن يعتادوا عليها.
الرئيس صادق صريح وواضح وصلب يرفض أي مساومات وضغوط أجنبية او داخلية في الشأن الوطني بقدر ما انه منفتح على مناقشة ما يحقق مصالح لبنان ويحصن وفاقه الداخلي ويجنبه العودة إلى مناخ الانقسام والتطاحن المؤذي وهو مصمم على استرجاع العلاقات الجيدة مع جميع الدول العربية ومع الجوار الإقليمي والعواصم الأجنبية وفقا لرؤية واضحة ودقيقة تحصن لبنان في مجابهته المستمرة للتهديد الصهيوني وللخطر الإرهابي.
إنه الرئيس الذي يعامل الدول الأخرى العربية والأجنبية بندية تليق برئيس دولة مستقلة وسيدة وقوية بعيدا عن لغة التسول والاسترضاء التي يتقنها رهط من الساسة المبتذلين في لبنان الذين يتمسحون بالعباءات تملقا واستجداءا للمنافع والصفقات.
الحملات التي تستهدف الرئيس من بعض الأبواق تافهة مثل أصحابها الموتورين والفاشلين والذين يسترضون مرجعياتهم خارج الحدود بتصريحاتهم الحاقدة والبائسة ضد المقاومة وضد الرئيس وهم من ينعمون بحصاد الامان اللبناني نتيجة تضحيات المقاومة والجيش دفاعا عن الوطن وتراهم يحرضون على المقاومة بينما يحاصرون الجيش ويمنعون عنه السلاح والمال.
إنهم لايستطيعون أصلا تقديم حجة منطقية واحدة تدعم مواقفهم بمعيار السيادة والاستقلال أو حجة مقنعة واحدة لتدعيم اتهاماتهم ضد المقاومة ودورها وهم مثل أسيادهم في الخارج يلتفون بعد الفشل المدوي من خلال ادعاء رفض الإرهاب الذي دعموه وحضنوه واشتغلوا في خدمته على جميع الصعد وسعوا لتثبيت وجوده داخل لبنان وسهلوا انتقاله إلى سورية وهم يدعون العداء لإسرائيل التي صفقوا لعدوانها وراهنوا عليه وغرقوا في الخيبة بعد فشله المدوي أمام المعادلة الذهبية التي أنتجت ملاحم الصمود والدفاع التي تحمل بصمة العماد ميشال عون وتياره الشعبي على رأس قائمة المدافعين عن الوطن يوم قل النصير.