د. رزق للشرق الجديد: تصعيد ترامب ضد ايران محاولة لإرضاء إسرائيل ودول الخليج
رأت الباحثة في الشأن التركي والاقليمي الدكتورة هدى رزق ان” الرئيس الاميركي دونالد ترامب حاول في بداية عهده ان يظهر الناحية الجدية جدا والعدائية تجاه ايران في محاولة لإرضاء تحالفاته الاسرائيلية من جهة وتحالفاته الاميركية البيضاء والسعودية ايضا. اي انه يقول بان العلاقة يجب ان تكون جيدة مع الحلفاء التقليديين اي دول الخليج ولا سيما الاردن التي قال ان ايران تسعى الى هلال شيعي”.
وقالت د. رزق في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد: “نحن اليوم امام سياسة مخالفة للسياسة التي اتبعها اوباما وهي سياسة عدائية تجاه ايران تحاول ان تظهر ان الايرانيين يخرجون من الاتفاق النووي وانهم يخالفونه، وهذه شكوى اسرائيلية اساسا، وترامب له علاقات جيدة مع الحكم اليوم الليكودي والحكم المتطرف الذي يقوده نتنياهو، لذلك من المتوقع ان يكون هناك تصعيد سياسي اميركي اكثر فاكثر، بالرغم من ان اللهجة الايرانية من جهة هي تصعيدية ومن جهة اخرى غير تصعيدية وايجابية، وتقول بانه يجب ان ننتظر اكثر لنرى ما يجب ان تقوم به ادارة ترامب، بمعنى ان ترامب هو حديث العهد في السياسة الاميركية، وهو لم يشكل ادارته بما يكفي، هذا الكلام ايجابي ولكن يبدو ان ترامب غير مستعد للمهادنة، ولا ننسى انه خسر اليوم في الداخل المشروع الذي قام به وهو منع المهاجرين من سبع دول الدخول الى الولايات المتحدة، وهو خسر هذه المنازلة مع القضاء، اذا هو اليوم سيحاول ان يتشدد اكثر في الخارج وخاصة مع ايران ليثبت نفسه، بسبب خسارته الداخلية في ظرف اقل من شهر على استلامه الحكم”.
واضافت د. رزق، “ان الساحة ستشهد تصعيدا سياسيا اكبر مع ايران، وقد حاولت موسكو ان تدخل على الخط وهي تحاول اليوم ايضا لمنع حدوث مشكلة كبيرة، او الغاء للاتفاق النووي، كما اكد الاتحاد الاوروبي بان من مصلحته ان يكون هناك اتفاق، اذا ليس هناك توافق مع الولايات المتحدة من جهة الاوروبيين ولا من جهة موسكو على الغاء الاتفاق النووي ولا على العداء مع ايران”.
تابعت د. رزق “لا اعتقد بانه سيكون هناك فعلا عدائيا حربيا ولكن التصريحات التصعيدية ستستمر وستكون نارية اكثر فاكثر وسيكون هناك عقوبات الى ان يستتب الامر وتتدخل الاطراف الفاعلة منها موسكو واوروبا لكبح جماح ترامب في العداء لايران”.
وختمت د. رزق قائلة: ” الايرانيون من جهتهم يصعدون ولكنهم ايضا يهادنون/ لانهم لا يريدون الغاء الاتفاق النووي، من يريد الغاء الاتفاق هي اسرائيل التي كانت تعتبر بان اوباما والادارة السابقة عدائية بالنسبة اليها، كذلك الامر الخليجيون الذين يعتقدون بان اوباما اصبح ايرانيا لأنه قام بهذا الاتفاق، اذا هناك مطلب من حلفاء الولايات المتحدة الاميركية المقربين الخليجيين السعوديين واسرائيل ضد هذا الاتفاق، ولكن اعتقد ان هذا الاتفاق هو في مصلحة الولايات المتحدة الاميركية كما هو في مصلحة ايران والتدخلات الخارجية الاوروبية والروسية ربما ستقوم بدور في هذا الشأن”.