د. مطر للشرق الجديد: تصعيد ترامب محاولة لامتصاص النقمة الداخلية …. والتزام ايران سيعزل اميركا
رأى الخبير في العلاقات الدولية الدكتور حسام مطر ان” التصعيد الاميركي تجاه ايران في الوقت الحالي له توظيف داخلي ليس فقط علاقة بالوضع الدولي والاقليمي”.
وقال د. مطر في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يحاول ان ينقل جزءا من الاهتمام بالقضايا التي لاقى فيها مواجهة سياسية وشعبية، ويشيح الانظار باتجاه قضية خارجية هي ايران ليمتص النقمة الداخلية على سياساته واجراءاته حيال موضوع المهاجرين وغيره، هناك جانب داخلي للإجراءات وتصعيد خطاب ترامب تجاه ايران.
اضاف د. مطر “على مستوى الاجراءات هناك موضوع فرض العقوبات تحت عنوان “دعم الارهاب” او “البرنامج الصاروخي” او “حقوق الانسان” هناك عدة مشاريع في الكونغرس جاهزة لفرض عقوبات احادية الجانب من اميركا على ايران وهذا ما سنشهده”.
تابع د. مطرقائلا: “من المبكر الحديث عن تنصل اميركا من الاتفاق النووي ولكن هذا التنصل قد يحصل مستقبلا، اما الاجراءات الميدانية او مواجهة ميدانية فهذا غير مطروح حاليا، ولكن قد نشهد زيادة القوات الاميركية في الخليج الفارسي على مدى المتوسط، كجزء من التوتر القائم اضافة الى استمرار التصعيد السياسي، وتشريع مجموعة قوانين لها علاقة بفرض عقوبات احادية على ايران”.
وأشار د. مطر ” الى ان ايران لديها عدة مستويات للمواجهة، هناك قرار بمواجهة التصعيد من خلال اجراءات تصعيدية، ومن خلال اجراءات لها علاقة بالانفتاح على القوى الدولية، وهذان مساران متوازيان، فالإيرانيون لا يريدون الظهور بمظهر ضعف، لان ذلك قد يشجع العدائية الاميركية ويشجع عدائية ترامب، وايران سترد على الاجراءات العدائية الاميركية بشكل موازي لإثبات ان لديها قوة ردع وانها جاهزة للمواجهة لكبح جماح العدائية الاميركية، هذا قد يعني المزيد من المناورات العسكرية على سبيل المثال بشكل اساسي، وستحاول ايران منع عودة قيام جبهة دولية، اي انها ستخلق شرخا ما بين الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها الاوروبيين والصين وروسيا الذين فرضوا عقوبات في الـ 2010، وهذا هو المحتمل لأنه في حال اتخذ ترامب اي خيارات باتجاه التنصل من الاتفاق النووي فلن يجاريه الاوروبيون ولا الصين ولا روسيا، وهذا ستعمل ايران على تحقيقه لإبراز الشفافية والمصداقية والارادة والالتزام بالاتفاق النووي، وحينها ستجد اميركا نفسها منفردة في مواجهة ايران، ولن يكون المجتمع الدولي متكتلا حولها لانه يقول ان ايران تلتزم بالاتفاق ولم تخالفه وان برنامجها ليس برنامجا حربيا عسكريا”.
وختم د. مطر قائلا: “ان الاجراء الايراني هو تفكيك الجبهة الدولية وعزل اميركا في مواجهتها بما يضعف الموقف الاميركي ويضعف العقوبات الاميركية الحالية”.