الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

 أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

الأخبار : “المستقبل”: التهديد بتعطيل الانتخابات تهويل و عون لن يخالف الدستور

كتبت “الأخبار “: لا يرى تيار المستقبل في تلويح رئيس الجمهورية ميشال عون بعدم إجراء الانتخابات إذا قانون “الستين” خياراً وحيداً سوى موقف “تهويلي”، في وقت يؤكّد فيه الرئيس نبيه برّي أنه لم يتمّ تحقيق أي تقدّم في قانون الانتخاب حتى الآن

بعيداً عن التطوّرات الأمنية وحالة الاستنفار الرسمي والشعبي التي ولّدها إحباط الأجهزة الأمنية عملية إرهابية في قلب بيروت، ألقى تلويح رئيس الجمهورية ميشال عون بعدم إجراء الانتخابات النيابية، إذا ما كان قانون “السّتين” خياراً وحيداً أمام العهد الجديد، بظلاله على الحركة السياسية والنقاش حول قانون الانتخاب.

وفيما تؤكّد آخر المعلومات المجمّعة من أكثر من طرف سياسي، حول التطوّرات في بحث قانون الانتخاب، أن كل الصيغ المطروحة حتى الآن والنقاشات بين مختلف الأطراف لم تنتج حتى اللحظة أي تفاهمٍ واضح حول القانون الانتخابي المرتقب، وأنه لا بوادر على اتفاق قريب، في ظلّ تمسّك الأطراف بمواقفها واقتراب المهل الدستورية خلال الأسابيع المقبلة.

غير أن تلويح الرئيس بعدم إجراء الانتخابات، وهو الذي يرفض الوقوع بين خيارَي “الستين” أو التمديد بأي شكلٍ من الأشكال، دفع بمصادر بارزة في تيار المستقبل إلى التعليق لـ”الأخبار” على احتمالات هذه الخطوة وانعكاساتها.

وفيما اعتبرت المصادر كلام رئيس الجمهورية “تهويلياً”، أكّدت أن “الرئيس لا يحتمل في بداية عهده انتكاسة من هذا النوع وعدم إجراء الانتخابات ومخالفة الدستور، وخصوصاً أنه يريد للعهد أن ينطلق وينعكس استقراراً على لبنان كما انعكس في مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية، والانتخابات النيابية هي أول شروط الاستقرار”.

كذلك أشارت المصادر إلى أن “رئيس الجمهورية ليس في وارد أن يخلّ بعلاقاته مع القوى الداخلية الأخرى، ولا في علاقاته الدولية، في ظلّ تركيز المبعوثين الدوليين والسفراء على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها”. وفي السياق، يتردّد في الصالونات السياسية أن سفراء أكثر من دولة غربية باتوا لا يخفون تدخلاتهم في الشأن اللبناني في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في ما خصّ قانون الانتخاب، عبر الاتصال بأطراف سياسية وإبداء الرأي أمامها، حول رؤيتهم للقوانين الانتخابية وتزكيتهم لقوانين واعتراضهم على أخرى، في وقت يجري فيه الحديث عن أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغريني، التي تزور بيروت مساء الأربعاء المقبل، ستضع المسؤولين اللبنانيين في صورة تأييدها لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ولو وفق قانون “الستّين”، إن لزم الأمر.

من جهته، أكد الرئيس نبيه برّي لـ”الأخبار” أنه “لم نحقق أي تقدّم حول قانون الانتخابات حتى الآن”، لافتاً إلى أننا “لسنا معنيين بالاتفاقات الجانبية التي يعقدها البعض”، في إشارة إلى التفاهمات الجانبية بين الأطراف، ولا سيّما بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ. في المقابل، قالت مصادر في التيار الوطني الحرّ معنيّة بالتواصل مع القوات حول قانون الانتخاب، إن “النقاش بين التيار والقوات يستند إلى النقاط المشتركة مع الرئيس بري، وهو في أجواء النقاشات”. وقال برّي إننا “مصرون على إنتاج قانون جديد رغم ضيق الوقت”، لافتاً إلى أنه “حتى لو توصلنا إليه قبل يوم واحد من موعد الانتخابات، لا يهم، فإن باستطاعتنا إضافة مادة ضمن القانون حين يقرّ، يحدد فيها تاريخ إجرائها”. وفي ردٍّ على سؤال حول ما إذا كان هناك قوى سياسية في البلد ستستغلّ الوضع الأمني للدّفع باتجاه التمديد، ردّ برّي بالقول إن “هذا الأمر غير وارد، وليس هناك أسوأ من الستين إلّا التمديد”.

وكشف برّي لـ”الأخبار”، عن اجتماع مفترض بين الوزير علي حسن خليل والوزير جبران باسيل للنقاش في ملف قانون الانتخابات، غير أنّه تأجل بسبب سفر وزير الخارجية، و”حين عودة باسيل سيجتمعان”.

وعاد برّي وأكد أن موضوع الخطف في البقاع لم ينتهِ بإلافراج عن المواطن سعد ريشا، مشيراً إلى أنه طلب من وزير الداخلية نهاد المشنوق المباشرة بتنفيذ الخطة الأمنية التي كانت قد وضعت سابقاً. وأكّد رئيس المجلس أنه ناقش مع المشنوق زيارته لعون، للاتفاق على الخطّة الأمنية، ووضع تصور عام بشأنها، على أن تكون الخطة السابقة جزءاً من خطّة أوسع وأشمل تضمّ موضوع الإنماء في المنطقة، وقرارات العفو عن بعض المطلوبين، “حيث هناك آلاف المذكرات بحق مواطنين مطلوبين، ولا يجوز المساواة بين أفراد ينتمون إلى عصابات خاطفة، وآخرين ارتكبوا مخالفات بسيطة”.

البناء : الجعفري يرسم خارطة الطريق: الحرب على الإرهاب بوصلة المؤتمر حلب في أستانة: روسيا راعٍ وأميركا مراقب… والسعودية خارج الحلبة الاندفاعة السياسية الإيجابية تُحبط خطرين أمنيّين.. في البقاع وبيروت

كتبت “البناء “: تكفي المقارنة بين مؤتمر جنيف حول سورية بصيغته المنعقدة قبل عام ومؤتمر أستانة عشية انعقاده، لمعرفة حجم التغيير الذي أدخلته معركة حلب على المشهد السياسي والتفاوضي. فالدور الأميركي ينتقل من القيادة إلى المشاركة الرمزية بصفة مراقب، والمشاركة الروسية في الرعاية كشريك ثانٍ يعترف بالقيادة الأميركية تتحوّل إلى رعاية أحادية في أستانة. يبذل وفد الجماعات المسلحة جهوده لمغازلة دورها كوسيط مقبول من الجميع. وبالمقابل السعودية الركن الإقليمي الأول في صيغة جنيف ممنوع من الصرف بفيتو إيراني، والتركي الشريك من الصفوف الثانية برعاية المعارضة ينتقل إلى الصف الأول تأسيساً على دوره في إنهاء معركة حلب، وسورية الذاهبة بوفدها إلى جنيف باعتباره منصة سياسية إعلامية لم تنضج بعد للبحث الجدي في التفاهمات، ترسم بلسان مفاوضها السفير بشار الجعفري خريطة الطريق لأستانة تحت شعار الحرب على الإرهاب هي البوصلة، فهل نضج الأتراك بعد نزفهم المتواصل تحت ضربات الإرهاب للتسليم بهذه الحقيقة وإدراك أنّ الفوز بالحرب لا يستقيم مع التمادي في انتهاك السيادة السورية والتعجرف في ادّعاء قوة لم تفلح بعد في التقدّم أمتاراً قليلة في مدينة الباب خلال ثلاثة شهور؟ وهل تخلص واشنطن لشعارات رئيسها الانتخابية بجعل الحرب على الإرهاب بوصلة التحالفات والعداوات وتغيّر معادلات تعاملها مع الحرب على سورية؟

هذه الأسئلة التي تضمّنتها المواقف السورية عشية المؤتمر ستكون على جدول أعماله اليوم وغداً، لتظهر النتائج حقيقة السياسات، وما إذا كانت تركيا ستضع ثقلها للحفاظ على ما حصدته من مكانة ودور بتموضع نهائي في ضفة الحرب على الإرهاب، أم أنها لا تريد تخطي ما رسمته من سعي لتثبيت وقف للنار بدون حسم الموقف من جبهة النصرة، بانتظار دخول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مفاوضات مع أنقرة تطال مستقبل العلاقة بالملف الكردي ومستقبل الداعية التركي المعارض فتح الله غولن؟

لبنان المنقسم على النظر لقانون الانتخابات النيابية، بين فيتو على السير بقانون الستين وفيتو على السير بقانون يعتمد النسبية، وتحوّل خطر الفراغ الدستوري إلى فرضية لا يمكن تجاهلها، يقارب خلال الأيام المقبلة مزيداً من محاولات البحث عن حلول في منتصف الطريق، من دون التفريط بالتوافق السياسي الذي منحه مظلة أمان ظهرت نتائجها الأمنية في إحباط تفجير انتحاري في شارع الحمراء شغل لبنان واللبنانيين، نجحت القوى الأمنية في استباقه وإحباطه بقوة نجاحها في عمليات وقائية واستباقية، واستنادها لمناخ توافق سياسي سهّل تعاونها وتبادل المعلومات والخبرات والعمليات بين أجهزتها، بعدما ظهرت نتائج المناخ السياسي الإيجابي ذاته في البقاع بالنجاح الذي حققه بسام طليس كمبعوث شخصي لرئيس مجلس النواب نبيه بري محاطاً بالتعاون من الأجهزة الأمنية، في تحرير المخطوف سعد ريشا الذي كاد يتحوّل اختطافه فتيلاً لفتنة بقاعية.

نجت الحمرا ليل السبت الماضي من عملية إرهابية كان انتحاري ينتمي الى تنظيم داعش الإرهابي ينوي تنفيذها في مقهى “كوستا” في شارع الحمرا الرئيسي، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية بلحظات من إحباطها وتوقيف الانتحاري ومنعه من تفجير الحزام الناسف الذي كان بحوزته، بعملية مشتركة بين مديرية الاستخبارات وفرع المعلومات.

وفي التفاصيل، فإنّ العناصر الأمنية ألقت القبض على الانتحاري ونزعت الحزام الناسف منه قبيل دخوله المقهى. وأصدرت قيادة الجيش بياناً في هذا الصدد جاء فيه: “في عملية نوعية ومشتركة بالتنسيق مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أحبطت قوة من مديرية المخابرات حوالى الساعة 10.30 من مساء أمس السبت ، عملية انتحارية في مقهى costa في منطقة الحمرا، أسفرت عن توقيف الانتحاري المدعو عمر حسن العاصي الذي يحمل بطاقة هويته، حيث ضبطت الحزام الناسف المنوي استخدامه ومنعته من تفجيره. وقد حاول الموقوف الدخول عنوة إلى المقهى ما أدّى إلى وقوع عراك بالأيدي مع القوة العسكرية ونقل على الأثر إلى المستشفى للمعالجة.

كما أفادت قيادة الجيش أنه تبين بنتيجة كشف الخبير العسكري على الحزام الناسف أنه يحتوي على 8 كلغ من مواد شديدة الانفجار، بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية، بهدف إيقاع أكبر خسائر ممكنة بالأرواح.

واعترف الانتحاري الموقوف لدى الأجهزة الأمنية عمر حسن العاصي، وهو من مواليد صيدا عام 1992، أنه تلقى أوامر تنفيذ العملية من الرقة معقل تنظيم داعش في سورية. وذكر خلال التحقيقات الأولية معه أنه ينتمي إلى التنظيم المتطرف وقد تلقى أمراً بالقيام بمهاجمة المقهى، قبل أن تتمكن قوات الأمن من منعه.

عودة هذا النوع من العمليات الإرهابية، يؤكد أمرين: الأول أنّ تنظيم داعش لا يزال يجنّد أشخاصاً للعمل لصالحه وخلاياه منتشرة في لبنان وناشطة وليست نائمة، الثاني أنّ يقظة الأجهزة الأمنية وتعاونها أدّيا الى كشف الخلايا وإحباط عمليات عدة قبل حدوثها.

وقالت مصادر أمنية لـ”البناء” إنّ “استخبارات الجيش وفرع المعلومات كانا يرصدان حركة واتصالات الإرهابي منذ خروجه من أحد الأبنية في صيدا متوجهاً الى بيروت”، مؤكدة أنّ “الحزام الناسف تسلّمه الانتحاري من مكان قريب جداً من المقهى وليس من صيدا، وذلك بمساعدة أشخاص آخرين سلّموه الحزام، وكانوا ينسقون معه لتنفيذ العملية”. ولفتت الى أنّ “اعترافات الإرهابي مفتاح مهمّ للاجهزة الأمنية لكشف المزيد من المعلومات التي بحوزته وبالتالي إحباط العمليات قبل وقوعها”. ولم تستبعد المصادر حصول عمليات إرهابية، لكن التنسيق بين الأجهزة ويقظة الشعب يمنعان الإرهاب من تنفيذ أعماله الإرهابية، موضحة أنّ “المنظومة الأمنية المحكمة في الضاحية الجنوبية دفعت الإرهاببين إلى تغيير وجهة مخططهم نحو بيروت العاصمة لتنفيذ عملياتهم”.

الديار : ليلة القبض على … الأرهابي الجيش : نطوّر حربنا الاستباقية

كتبت “الديار “: مرة أخرى اثبتت الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية انها تمسك بالمبادرة في مواجهة الارهاب، بل هي تكاد تتفوق في كفاءتها وجدارتها على العديد من الاجهزة المماثلة في دول اقليمية وغربية، تحظى بقدرات أكبر بكثير من تلك المتوافرة في لبنان.

وإذا كان ارهابي ملهى “رينا” في مدينة اسطنبول قد صال وجال في المكان، ليلة رأس السنة، مرتكبا مجزرة رهيبة ضد رواده من دون ان يتمكن الامن التركي من توقيفه إلا بعد مرور قرابة اسبوعين على المذبحة، فانه يُسجل لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني ولفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي قدرتهما مرة أخرى على تحقيق “الامن الاستباقي” الذي أنقذ شارع الحمرا ليل أمس الاول من تفجير انتحاري كان يستهدف مقهى الـ “كوستا”.

وهذا الانجاز النوعي لم يكن وليد المصادفة، بل هو يأتي في سياق عمل تراكمي، ويعكس التطور المستمر في أداء القوى العسكرية والامنية التي استطاعت، نتيجة تفعيل الخبرات والامكانات، من الانتقال الى مرحلة متقدمة في صراعها مع الارهاب التكفيري، الخاضعة مجموعاته وخلاياه الى الرصد والمتابعة، من دون انقطاع وبطريقة حرفية عالية.

وبدا واضحا ان الاستراتيجية الوقائية المعتمدة في مواجهة الارهاب قد عطلت العديد من نقاط قوته، وحالت خلال المدة الاخيرة دون حصوله على فرصة لالتقاط أنفاسه، بحيث انه لا يكاد يستفيق من ضربة، حتى يتلقى أخرى.

والارجح، ان المخططين والمحرضين افترضوا ان الاجراءات الاحترازية المشددة التي اتخذت خلال فترة عيد رأس السنة، قد تراجعت الى حد ما وتسرب اليها الاسترخاء، فاختاروا هذا التوقيت لتوجيه ضربة الى شارع الحمرا، كان يمكن لتداعياتها ان تكون واسعة، ربطا بحيوية الموقع المستهدف من الناحيتين التجارية والسياحية.

وقالت مصادر عسكرية بارزة لـ “الديار” ان احباط الهجوم الانتحاري على شارع الحمرا يأتي في اطار القرار الاستراتيجي والحاسم المتخذ على أعلى المستويات في قيادة الجيش ومديرية المخابرات، والقاضي بشن حرب استباقية لا هوادة فيها على الارهابيين، بغية استئصالهم ومكافحة خطرهم على لبنان.

وتؤكد المصادر ان الجيش سيستمر في مطاردة الخلايا التكفيرية وتنفيذ العمليات الاستباقية ضدها، وسيواصل بذل أقصى الجهد الممكن لمنعها من شن الاعتداءات.

وتشير المصادر العسكرية، الرفيعة المستوى، الى ان القبض في وقت واحد تقريبا على ارهابيين اثنين (في شارع الحمرا والشمال)، كانا يسعيان الى تنفيذ هجومين انتحاريين، إنما يؤشر الى ان هناك محاولة للتركيز على استهداف الساحة اللبنانية في هذه المرحلة، “لكن الجيش يطمئن اللبنانيين الى ان تدابير الحماية المتخذة لدرء الخطر المحتمل هي في أقصى درجاتها، وليس هناك من داع للقلق او الهلع…”.

وتكشف المصادر عن ان عملية احباط التفجير الانتحاري في “كوستا” كانت معقدة ودقيقة، لافتة الانتباه الى ان عناصر المخابرات في الجيش هم الذين تولوا الإطباق على الانتحاري عمر حسن العاصي وتوقيفه، واصفة هؤلاء بأنهم “استشهاديون”، لان احتمال ان يستطيع العاصي تفجير حزامه الناسف كان واردا في اي لحظة.

وتوضح المصادر ان “فرع المعلومات” في قوى الامن قدم وقائع ومعلومات قيّمة، تقاطعت مع تلك التي كانت موجودة بحوزة المخابرات، ما ساهم في تأمين شروط نجاح المهمة الميدانية، مشيدة بالتنسيق الذي تم بين الجهازين.

وتوضح المصادر ان الاجهزة المختصة كانت من الصباح الباكر، أمس الاول، في أجواء احتمال حصول هجوم انتحاري، في مكان ما من بيروت، لكن لم تكن على علم دقيق وقاطع بالنقطة المستهدفة، لافتة الانتباه الى ان العمل التقني والبشري اللاحق أدى الى حصر الفرضيات، وبالتالي تقفي اثر الانتحاري حتى مقهى “كوستا”.

وترجح المصادر ان يكون العاصي قد لاحظ لدى وصوله الى المقهى ان عدد رواده قليل، فقرر ان يؤجل التنفيذ الى حين اكتظاظه.

وتلفت المصادر العسكرية الانتباه الى ان الارهابي الذي أوقف في الشمال (بلال.ش) تولى هو، بمبادرة شخصية، الاتصال بقيادة “داعش” في الرقة وإبلاغها بنيته تنفيذ اعتداء انتحاري، معربة عن اعتقادها بان دافعه كان الانتقام وتفجير حقده بعدما قضى سنتين في السجن.

وتشدد المصادر على ان مخابرات الجيش والاجهزة الامنية الاخرى تلجأ باستمرار الى تطوير استراتيجيتها وأنماط عملها، لتستمر في أفضل جهوزية ولتبقى لها الارجحية في معركتها ضد الارهاب، على قاعدة ان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.

النهار : لبنان يكسب جولة في مكافحة الارهاب

كتبت “النهار “: بعيداً من مقهى “كوستا” الذي نال نصيبه من الدعاية مع انه شكل محطة للإرهابي وليس هدفاً كما رجحت معلومات أمنية لـ”النهار” في انتظار الايعاز اليه بالانطلاق الى مركز آخر أشد كثافة ليل السبت، وهو ما يفسر عدم اقدامه على تفجير نفسه بعيد وصوله وخروجه للتحدث عبر الهاتف، فان مصدراً أمنياً تحدث الى “النهار” معرباً عن تخوفه من أعمال أخرى مشابهة، ومحذراً من امكان أن يكون التنظيم الارهابي اتخذ قراره العملي بتحويل لبنان ساحة للجهاد في ظل التضييق الذي يعانيه في سوريا. واعتبر ان القبض على انتحاري لا يعني الكثير على رغم انه دليل على نجاح القوى الامنية في مهماتها، ذلك ان ثمة كثيرين تم الايقاع بهم للقيام بعمليات مماثلة. وأضاف ان حصول التفجير لو حصل، لا سمح الله، لا يعني أيضاً فشلاً أمنياً لأن الخروق يمكن ان تحصل في أي بلد في العالم.

وكان التوجه الى التفجير في بيروت تم بقرار تنظيمي من الارهابيين بعد فشل محاولات عدة لاختراق الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة الاجراءات التي يتخذها “حزب الله” متعاوناً مع القوى الامنية. وفي اعتقاد المصدر الامني ان حرف الانظار الى بيروت لا يعني تحييد الضاحية وأماكن أخرى. وكانت معلومات تحدثت عن وجود ثلاثة انتحاريين، وهو ما حدا القوى الامنية الى متابعة الاول من صيدا الى بيروت، الى “كوستا” مقصده الاول في شارع الحمراء، وإخضاعه للمراقبة ومتابعة حركة اتصالاته بهدف الوصول الى آخرين شركاء أو منظمين.

ولم يبدّد النجاح الامني الغموض في بعض النقاط التي ظلت مثار نقاش وتشكيك في صحة الرواية الرسمية اذ تضاربت المعلومات عن دخوله المقهى وتمضيته بعض الوقت أو محاولته الدخول عنوة ونشوب عراك أدى الى اصابته في كتفه منعاً لقيامه بأي حركة عاجلة تسمح له بتفجير نفسه، فيما ظهرت دماء على الارض في الداخل، الى نقاط أخرى عن موعد مغادرته المنزل، أو اقفال خطه الخليوي. في المقابل، أفاد البعض من الحادثة للاستغلال السياسي فوزعت عبر الهواتف صور للنائبة بهية الحريري وهي تعوده في المستشفى، ما حمل مكتب الاخيرة على توضيح الأمر.

وفي المعلومات الرسمية، صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: “في عملية نوعية ومشتركة بالتنسيق مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أحبطت قوة من مديرية المخابرات قرابة الساعة 10.30 من مساء أول من أمس (السبت)، عملية انتحارية في مقهى “كوستا” في منطقة الحمرا، أسفرت عن توقيف الانتحاري المدعو عمر حسن العاصي الذي يحمل بطاقة هويته، حيث ضبطت الحزام الناسف المنوي استخدامه ومنعته من تفجيره. وقد حاول الموقوف الدخول عنوة إلى المقهى مما أدى إلى وقوع عراك بالأيدي مع القوة العسكرية، ونقل على الأثر إلى المستشفى للمعالجة”.

وقد نقل المتهم لاحقاً من مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت الى المستشفى العسكري حيث يخضع لحراسة مشددة، وعلمت “النهار” انه لم يتحدث بعد الى المحققين.

وقد استعاد شارع الحمراء حيويته صباح أمس، وقصد المقهى عدد من المسؤولين تقدمهم الرئيس سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الدفاع يعقوب الصراف ورئيس المجلس البلدي لبيروت وعدد من الاعضاء الى جمع كبير من الناس حضروا في ردة فعل عفوية لتناول القهوة فيه. وأشارت العملية ارتياحا كبيرا لدى اللبنانيين.

وحجبت عملية القبض على الانتحاري الاضواء عن عملية اطلاق المخطوف سعد ريشا في البقاع بعد خطفه الى بريتال بثلاثة أيام، وقد اطلق بوساطة اتمها المسؤول التنظيمي في حركة “أمل” بسام طليس بتكليف من الرئيس نبيه بري من دون دفع فدية، ولكن أيضاً من دون القبض على الخاطفين.

وقد اتصل الرئيس الحريري بعائلته مهنئا بسلامته ومطمئناً إلى صحته، وأكد “متابعته سير التحقيقات الجارية حتى النهاية، تمهيداً لملاحقة الخاطفين وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة”. وتوعد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الخاطفين بـ”اقتراب لحظة القبض عليهم، وإنهاء ظاهرة الخطف واجتثاثها من البقاع ومن كل لبنان”. وعلمت “النهار” ان الرئيس ميشال عون أوعز الى الاجهزة الامنية بضرورة القبض على الفاعلين اياً يكن الثمن وفي أقرب وقت، وأكد انه من غير المسموح ان تتكرر هذه العمليات، وان لا غطاء فوق أحد في عمليات الخطف المماثلة. وأكدت مصادر متابعة ان الخاطفين لن يفلتوا من العدالة.

المستقبل : انتخابات “المستقبل” ردّ على الإرهاب.. والمشنوق يتوعّد بالقبض على خاطفي ريشا “وبرّي أول المطالبين” الحريري في “الكوستا”: الخوف مرفوض

كتبت “المستقبل “: استفاق اللبنانيون أمس من صدمة الكارثة التي كادت تضرب بيروت أول من أمس عندما حاول الانتحاري الإرهابي عمر العاصي تفجير نفسه في مقهى “الكوستا” في شارع الحمرا، حيث كانت العناية الإلهية ويقظة الأجهزة الأمنية بالمرصاد. وسارع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يرافقه وزيرا الداخلية نهاد المشنوق والدفاع يعقوب الصراف، إلى زيارة المقهى مساءً مهنئاً مخابرات الجيش وشعبة المعلومات بهذا الإنجاز، ومعلناً من هناك أنه حضر إلى المكان ليقول للناس “إن الخوف الذي يحاولون وضعه في قلوبكم مرفوض، وسنظلّ نعيش حياتنا الطبيعية وسنستمر بحب الحياة ونرتاد المقاهي والمطاعم كالمعتاد”.

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نوّه بإحباط القوى الأمنية محاولة إرهابي تفجير نفسه، وهنّأها على تنفيذ “العملية الاستباقية ما أنقذ روّاد المطعم من مجزرة محقّقة”، فيما أعلنت قيادة الجيش دهم المبنى الذي يقطنه الإرهابي في منطقة شرحبيل – صيدا، حيث أوقفت أربعة أشخاص من المشتبه بهم. كما تبيّن بنتيجة كشف الخبير العسكري على الحزام الناسف أنه يحتوي على 8 كلغ من مواد شديدة الانفجار بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية بهدف إيقاع أكبر خسائر بالأرواح.

وكشف مرجع أمني لـ”المستقبل” أن مخابرات الجيش بدأت التحقيق مع الإرهابي في المستشفى حيث يخضع للعلاج نتيجة تعرّضه للضرب من العناصر الأمنية فور اعتقاله لمنعه من تفجير نفسه. وروى أن العناصر رصدوا العاصي وتعقّبوه في شارع المقهى حيث أنه ما إن وصل إلى “الكوستا” وهمَّ بالجلوس حتى أطبقوا عليه وإنهالوا عليه بالضرب واعتقلوه.

أضاف ان الإرهابي اعترف خلال التحقيق بأنه ينتمي إلى تنظيم “داعش” وأنه تلقّى التعليمات من مشغّله في الرقّة، وأنه كان ينوي قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين وفقاً لإرادة مشغّله.

اللواء : قصة الإرهابي المعتقل بعد إحباط تفجير الكوستا الحمراء تستعيد حيويتها “مطمئنة” لجهوزية الجيش “والمعلومات” و4 موقوفين قيد التحقيق

كتبت “اللواء “: بين التاسعة والحادية عشرة من ليل السبت – الأحد، كانت بيروت ومعها لبنان، يعيشان أجواء امتزج فيها القلق بالاطمئنان، على خلفية إلقاء القبض على عنصر من بقايا حركة أحمد الأسير، الموقوف قيد المحاكمة، والمرتبط نفسياً وربما تنظيمياً بتنظيم “داعش” في سوريا، قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف داخل احد مقاهي شارع الحمراء.

وبين الإعلان، بعيد العاشرة من ليل أمس الأوّل، وقبيل منتصف الليل، كان شارع الحمراء الرئيسي الذي يبدأ بمقهى “الكوستا” الذي كان يستهدفه الارهابي عمر العاصي، وينتهي بمجموعة من الفنادق والمطاعم، تعج بالساهرين من اللبنانيين والسيّاح، يمر بمخاض بين الاقفال واستئناف تقديم الخدمات للساهرين والرواد، بعدما أكدت القوى الأمنية، عبر معلومات مشتركة، أن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي ومخابرات الجيش اللبناني تمكنتا بالتنسيق التام بينهما، وبمتابعة دقيقة وسرية تامة، ضمن خطة الحرب الاستباقية على الإرهاب، من احباط خطة الارهابي الموقوف، الذي شاهد مواطنون لبنان والرأي العام في لبنان والخارج صورته مصاباً برأسه في مستشفى الجامعة الأميركية قبل نقله إلى المستشفى العسكري في بدارو.

وكشفت مصادر أمنية (ا.ف.ب) أن الانتحاري الذي كان يرتدي حزاماً ناسفاً، تمّ رصده من قبل جنود كانوا يسيّرون منذ اسابيع دوريات في شارع الحمراء.

الجمهورية : عملية الـ”كوستا”: إستنفار للتحصين الداخلي وأسئلة حول الأهداف

كتبت “الجمهورية “: بالأمس، كان لبنان على موعد مع العناية الإلهية التي حالت دون تمكين أحد شياطين الارهاب من تنفيذ عملية إنتحارية بين جمع من الأبرياء. لم تنجُ منطقة الحمراء من كارثة مُعدّة لها، ولا العاصمة بيروت من أن تصاب بمقتل في صميمها، بل نجا كل لبنان، الذي كان بالأمس أمام حقيقة انّ الارهاب ما زال كامناً له ومتربّصاً به، ويده على زناد الغدر وعمليات شيطانية بلا دين لضربه وقتل أبنائه من دون تمييز بين طوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، وتخريب أمنه واستقراره.

وكان لبنان ايضاً أمام حقيقة أكيدة بأنّ الاجهزة العسكرية والامنية حاضرة، وعيونها ساهرة، وجهوزيتها في أعلى طاقتها في مواجهة هؤلاء الشياطين المتستّرين بالدين، والذين لا يمتهنون سوى لغة القتل، ولا يرتوون إلّا على الجثث والدم.

هذان الحضور والجهوزية مَكّنا مخابرات الجيش وفرع العلومات في قوى الامن الداخلي من تحقيق إنجاز كبير بإحباط عملية إنتحارية كان المدعو عمر حسن العاصي يهمّ بتنفيذها في مقهى “كوستا” في شارع الحمراء، وقبضت عليه، في عملية وصفها بيان قيادة الجيش بأنها “نوعية ومشتركة بين مديرية المخابرات في الجيش وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي”

واذا كانت أجهزة امنية غربية قد سارعت في الساعات الماضية الى توجية التهنئة لأجهزة الامن اللبنانية على هذا الانجاز، الذي يتمثّل ليس فقط في إحباط عملية إنتحارية، بل في إلقاء القبض على الانتحاري بعد رصد ومتابعة دقيقة له، فإنّ العملية تنطوي من جهة على مخاطر كبيرة، خصوصاً أنها، كما أكّد مرجع أمني كبير لـ”الجمهورية”، “مُخطّط لها بعناية، ولها هدف محدد هو إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف المواطنين، وهو أمر ستكون له تداعيات وارتدادات على مستوى البلد كله وليس على مستوى المنطقة المستهدفة وحدها”.

وأضاف المرجع الأمني: “إلّا انّ العلامة التي نعدّها شديدة الايجابية تتبدّى في التمكّن من إلقاء القبض على الانتحاري حيّاً قبل تفجير نفسه، وهذا أمر سيساهم حتماً في انتزاع الاعترافات منه، التي تُميط اللثام عن كل أبعاد هذه العملية وخفاياها. من أعطاه أمر الانتحار؟ ومن جهّزه وكيف؟ ومن حدّد له الهدف؟ وأيّ بيئة حاضنة له؟ هل في مخيمات النزوح السوري، هل في المخيمات الفلسطينية وتحديداً مخيم عين الحلوة؟ هل في بيئة خارج المخيم؟

بالاضافة الى معرفة ما اذا كان هذا الانتحاري وحده، ام انه كان واحداً من ضمن “خلية إنتحارية”؟ وهل انّ هذه العملية تشكّل إعلاناً من قبل “داعش” والمجموعات الارهابية أنها قررت ان تجعل لبنان ساحة للإرهاب؟

يتزامن كلام المرجع الأمني مع تكثيف “الاتصالات الأمنية” بين المراجع السياسية والامنية، لمزيد من التحصين الداخلي وبحث إمكان اتخاذ تدابير أكثر وقائية لتدارك حصول ايّ عمليات وأعمال إرهابية قد تكون الخلايا الارهابية بصدد القيام بها، وبَدا أكيداً انّ المراجع السياسية تتحرك في ضوء معلومات غزيرة توافرت لها، وذات بُعد إرهابي يقتضي إعلان الاستنفار السياسي والأمني لمواجهتها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى