واشنطن بوست:سياسة “أمريكا أولا” لترامب ستؤثر على بعض الدول أكثر من غيرها
اعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن سياسة “أمريكا أولا” للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، التي اعتمدها الموقع الإلكتروني الرسمي للبيت الأبيض فى تحديث شمل أولويات أخرى بعد دقائق من توليه مهام منصبه مساء أمس الجمعة ، ستكلف بعض الدول أكثر من غيرها خاصة فيما يخص الدعم المالي والعسكري الذى تعتمد عليه عدد من دول العالم بشكل كبير.
وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن ترامب تبنى رؤية قومية قوية لأمريكا فى عالم صفرى لايهم فيه شىء سوى احتياجات الولايات المتحدة، وأن الحديث كان ضئيلا عن بناء الجسور والتعاون الدولي فى خطاب تنصيب الرئيس الجديد. وأضافت أنه بدلا من ذلك قدم ترامب فى خطابه قراءة غامضة وعجيبة.
وقالت الصحيفة أن ذلك الخطاب يعنى عمليا سياسة خارجية حمائية تهدف إلى استئصال “الارهاب الديني المتطرف” والتفاوض على اتفاقيات تجارة أفضل، فيما سيغيب أى معنى لأمريكا كبطل لحقوق الإنسان والديمقراطية، أو محارب ضد تغير المناخ، أو قائد فى صنع السلام والقضاء على الفقر. وأشارت إلى تقارير إعلامية أفادت برغبة ترامب فى إعادة غربلة وزارة الخارجية الأمريكية فى هذه الاطار، لتكون أولوياتها مكافحة الإرهاب وجمع المعلومات الاستخباراتية قبل أي شيء، وهو ما سيتطلب إعادة التفكير فى جوهر مهمة الوزارة الأساسية، وهى مهمة قد يأتى معها إعادة تخصيص جذرية للتمويل.
وأوضحت أن الرئيس السابق باراك أوباما اقترح تخصيص ميزانية قدرها 50.1 مليار دولار لوزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى 2017، بعض هذه الأموال تنفق على المساعدة الأمنية، لكن الجزء الأكبر يذهب إلى دعم التنمية والاقتصاد، حيث يرى المراقبون أن هذا الدعم مقصود لضمان المصالح الأمريكية بالخارج ولتعزيز المؤسسات الدولية التى تستجيب للكوارث الإنسانية وتغير المناخ وتفشى الأمراض ومجموعة من الاهتمامات التنموية الأخرى”. لكن ميزانية الدعم الأمريكى ستبدو مختلفة تماما العام القادم، حيث توقعت الصحيفة أن ترامب سيقطع مبلغ 1,18 مليار دولار الموجه إلى المساعدات الاقتصادية والتنموية فى دول أخرى، بشكل كبير أن لم يلغه بالكامل. وقالت “واشنطن بوست” أن تأثر الدول بقرار مشابه سيختلف، حيث يركز معظم الإنفاق الأمريكي على عدد من الدول الأفريقية، موجه هناك لمبادرات صحية مثل علاج الإيدز ونقص المناعة، وأفغانستان كذلك التى تعتبر من أكبر متلقي الدعم، فبعد 15 عاما من الحرب التى ورطت الولايات المتحدة، لاتزال كابول تستخدم هذه الأموال لإعادة بناء بنيتها التحتية الممزقة.
وتابعت أنه من غير الواضح بعد إذا كانت إدارة ترامب ستعيد التفكير فى الدعم العسكري الذي ترسله للخارج، فحاليا نحو ثلاثة أرباع الدعم العسكري المباشر يذهب إلى إسرائيل ومصر، وكما يشير المراقبون فإن “إسرائيل هى أكبر متلقى للدعم الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية، وهى دولة تشكلت فقط عام 1948، أما مصر فتتلقى هذا التمويل القوى بموافقتها على اتفاقية سلام كامب ديفيد مع إسرائيل برعاية واشنطن فى 1978”. وأشارت الصحيفة إلى أن الدعم العسكرى الأمريكي قد لا يواجه استقطاعات كبيرة، خاصة وأن اللوائح تملي على الدول المستقبلة للدعم أن تنفق هذه الأموال على صفقات الأسلحة الأمريكية، إلا إسرائيل التى يمكنها إنفاق ما يصل إلى 26% من الدعم على منتجات لصناعتها.