عون أكد بعد لقائه الجعفري على اهمية التضامن لمواجهة الارهاب
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “حرص لبنان على تطوير العلاقات اللبنانية-العراقية وتعزيزها في المجالات كافة، لاسيما في شقها الاقتصادي”، متمنيا أن “يستعيد العراق أمنه واستقراره ويبسط سيادته على كل أراضيه “.
وأبلغ رئيس الجمهورية وزير الخارجية العراقية الدكتور ابراهيم الجعفري خلال استقباله له في قصر بعبدا، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، أن “لبنان استطاع تجاوز المرحلة الصعبة التي مر بها في السنوات الماضية، وهو بدأ مرحلة النهوض التي تشمل القطاعات كافة”، مشددا على أن “مواجهة الارهاب ليست مسؤولية دولة واحدة بل تتطلب تعاونا وتنسيقا بين كل الدول لأن خطر الارهاب لم يعد مقتصرا على دولة دون أخرى، بل هو تعمم حتى على الدول التي كانت تعتقد أنها يمكن أن تكون بمنأى عنه“.
وأعرب عون عن أمله في أن “تتمكن القمة العربية المقبلة في الاردن من تجسيد التضامن العربي الضروري لمواجهة الظروف التي تمر بها الدول العربية كافة“.
وكان الوزير الجعفري نقل في مستهل اللقاء الذي حضره سفير العراق في لبنان الدكتور عباس بندر العامري والوفد المرافق، الى الرئيس عون رسالة من نظيره العراقي الدكتور فؤاد معصوم ضمنها التهنئة بانتخابه رئيسا والرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما وجه الرئيس معصوم دعوة الى الرئيس عون لزيارة العراق. وقد شكر رئيس الجمهورية للرئيس العراقي دعوته على أن يتم البحث في تفاصيلها عبر القنوات الدبلوماسية.
وشكر الوزير الجعفري الرئيس عون على وقوف لبنان الى جانب العراق في المحافل الاقليمية والدولية، مؤكدا أن “بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وتريد لها الخير والتقدم والازدهار“.
وعرض الوزير الجعفري لمواقف بلاده من الاحداث الداخلية العراقية والتطورات الاقليمية والدور الذي تلعبه العراق في مواجهة التنظيمات الارهابية والممارسات التي ترتكبها بحق الشعب العراقي.
كما كانت جولة افق تناولت ابرز المواضيع التي ستبحثها القمة العربية المقبلة في عمان والعلاقات العربية-العربية.
وبعد اللقاء، تحدث الوزير الجعفري الى الصحافيين، فقال: “لقد تم التطرق في خلال لقائنا مع فخامة رئيس الجمهورية الى مواضيع عدة تمحورت حول العلاقات اللبنانية-العراقية والشأن الاقليمي إضافة الى آخر التطورات والاحداث الامنية في العراق والانتصارات العسكرية التي يحققها ابناء القوات المسلحة العراقية. إن لبنان بالنسبة الى العراق، دولة شقيقة تربطنا بها علاقات تاريخية قديمة ومتواصلة ومتجذرة اجتماعيا حيث يسجل الحضور الصناعي المزدوج، اللبناني في العراق والعراقي في لبنان، وهذا ما تشير اليه الحقيقة المجتمعية“.
أضاف: “تطرقنا أيضا الى الكثير من الملفات العربية وتوقفنا عند الاحداث في سوريا، التي تحتل حيزا هاما من الاهتمام العراقي – اللبناني المشترك. ونأمل أن تستعيد سوريا مكانتها في الجامعة العربية وضمن الحاضنة العربية“.
واشار الجعفري الى أنه “نقل دعوة من رئيس جمهورية العراق الدكتور فؤاد معصوم الى فخامة الرئيس عون لزيارة العراق آملا أن تتم قريبا“.
وقال: “على أمل ان ترتقي العلاقات بيننا وبين لبنان أكثر فأكثر وترتفع وتيرتها في الفترة القادمة. فإن ما يهم لبنان، يهمنا بكل تأكيد، وقد شكرت فخامة الرئيس على استقباله لنا اليوم وبهذه السرعة، وقد وصلت أمس من صربيا لإجراء سلسلة لقاءات مع المسؤولين في لبنان، إذ نحن نحرص كعراقيين أشد الحرص على ترويج أحسن الاجواء التي تحقق المصالح المشتركة العراقية-اللبنانية“.
سئل: هل بحثتم في إمكانية تنسيق الموقف اللبناني-العراقي للمساهمة في تأمين أجواء المصالحة العربية وتنقية الاجواء العربية قبل إنعقاد القمة العربية المقبلة؟ وهل طرحتم مع فخامة الرئيس مسألة الوجود المسيحي في العراق خصوصا أن هذا الوجود تعرض لإعتداءات وإنتهاكات كثيرة؟
أجاب: “بالنسبة الى السؤال الثاني، إننا لم نطرح في لقائنا هذا العنوان، لأنني أعتقد أن هناك تفهما لبنانيا لحقيقة الموقف العراقي من كل المكونات العراقية بما فيهم الاخوة المسيحيين، وما يتعرض له المسيحيون هو ليس من قبَل المسلمين تحت عنوان “مسلمون يضطهدون المسيحيين”. لقد تعرض المسلمون لما تعرض له المسيحيون، فقد بدأت التفجيرات بالمساجد والحسينيات ثم بالكنائس، ككنيسة النجاة في بغداد، وبدأت حرب الاسواق في المناطق المكتظة من اسواق المسلمين، كما حصل قبيل شهر رمضان في الكرادة الشرقية، ثم بشكل او بآخر مس الاخوة المسيحيين. فنحن لا نريد أن “نؤدلج” الحرب في العراق وجعلها قائمة على إيديولوجية معينة، بل على العكس، إن المسرح العراقي يشهد تعاطيا متنوعا بين المسيحيين والمسلمين، وكذلك الايزيدية وكافة الديانات. فالبيت العراقي يضمهم جميعا ويحترمهم من دون تفرقة لأننا نعتبرهم جزءا اساسيا وأصيلا من المجتمع العراقي، وهم يتواجدون في محافظات متعددة بما فيها محافظة الموصل، كما يحظون بإحترام في المستشفيات والمدارس وغيرها. إذا لا يوجد شيء إسمه “إقتتال” مسيحي – مسلم، فالشعب العراقي متحضر وله حضارة قديمة“.
وتابع الجعفري: “توقفنا أيضا في محادثاتنا عند تنسيق الموقف بين العراق ولبنان، حيث أؤكد في هذا المجال ان التنسيق قائم بينهما طيلة الفترة الماضية، ونتائجه جيدة، وأخواننا العرب يحرصون على هذا التنسيق، وهناك رغبة وإرادة جادة لتعزيز وتقوية الجامعة العربية التي لا يمكن أن تحافظ على وحدتها وقوتها من دون الاعتماد على الدول ذات الثقافة العالية والانظمة المتطورة والمجتمعات المتنوعة، فهي تلعب دورا هاما في تجسيد هذه الحقيقة“.
وقال: “كان هناك تفهم لهذا الموضوع، وكي تبقى الجامعة العربية “جامعة عربية” لكل الدول لا بد من أن تمتد بمفاهيمها وقيمها وأخطارها المشتركة على الجميع. ونحن لا ننكر وجود خلافات، فالانظمة متنوعة، وهي ليست جامعة دولة عربية بل دول عربية. ولكل دولة خلفيتها ونظامها، وهي أنظمة متعددة ولا نتدخل بشؤونها وأعتقد أن ما يجمعنا مع الدول العربية هو أكثر مما يفرقنا“.