“نيويورك تايمز”: ميانمار مقصد للجهاديين الأجانب
في الوقت الذي يصعّد فيه مسلحو أقلية الروهينغا المسلمة تمردهم ضد القوات الحكومية في ميانمار، أبدى محللون تخوفهم من تحول قضية الأقلية المضطهدة إلى قضية إسلامية عالمية تجلب مقاتلين أجانب إلى البلد المتأزم .
وتشن القوات الحكومية في ميانمار حملة عنيفة ضد الروهينغا منذ 9 أكتوبر الماضي، بعد مقتل 9 من عناصر الشرطة في ثلاثة مراكز شرطية قرب الحدود مع بنجلادش، وترد القوات الحكومية منذ ذلك الوقت بحملة قُتل فيها المئات من الروهينغا ودُمر العديد من المنازل والقرى وسط تقارير عن أعمال اغتصاب ممنهجة للسيدات وانتهاكات أخرى، أدت حتى منتصف الشهر الماضي إلى نزوح نحو 27 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وسلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على معاناة المدنيين من الروهينغا الذين يعانون اضطهادا قاسيا منذ عقود، والتي ازدادت معاناتها في ضوء الصراع بين مسلحيها من جانب والقوات الحكومية من جانب آخر.
وذكرت نيويورك تايمز أن بداية تشكيل جماعة مقاومة مسلحة من الروهينغا تشكل فقط واحدا من تطورات عديدة تعيد تشكيل الصراع حول الأقلية المضطهدة، محذرة من أن الصراع قد تكون له نتائج بعيدة المدى.
وأشارت، نقلا عن تقرير لمجموعة الأزمات الدولية “آي. سي. جي” إلى وجود روابط جوهرية بين حركة اليقين -وهي التي نفذت هجوم أكتوبر وتضم مئات المقاتلين، وبعض الدول الإسلامية، لافتة إلى زيادة الدعم الإنساني والسياسي لقضية الروهينغا في الآونة الأخيرة، لا سيما من جانب الدول الإسلامية التي تصف الروهينغا بفلسطينيي جنوب شرق آسيا.
كما أوضحت أن ذلك الأمر يهدد بالتحول إلى قضية عالمية ويشعل صراعا يشتد لفترة طويلة، فيما يتخوف محللون من تحول الروهينغا كقضية إسلامية عابرة للقوميات بما يؤدي إلى جلب مجاهدين أجانب من ضروب عدة إلى ميانمار، بما قد يضيف أزمة الإرهاب إلى الخليط المشتعل بالفعل في البلاد، ويوفر ذريعة لجيش ميانمار للرد بشكل “شديد القسوة“.
ووفقا لـ “نيويورك تايمز”، فقد أظهر تنظيم “داعش” بالفعل إشارات على اهتمامه بذلك الصراع؛ ففي نوفمبر الماضي، ألقت السلطات الإندونيسية القبض على 3 من الموالين للتنظيم، واتهمتهم بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات ضد عدة أهداف بالعاصمة جاكرتا، من بينها سفارة ميانمار، كما أوقفت السلطات الماليزية، هذا الشهر، رجلا قالت إنه من عناصر “داعش” وكان متوجها إلى ميانمار لتنفيذ هجمات هناك.