مقالات مختارة

عن معارضة تكشف أهدافها: سوريا «دون الأسد»… حليفة لإسرائيل يحيى دبوق

 

سقوط رهان إسرائيل على إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يعني من ناحية المعارضة السورية، سقوط اليد الممدودة نحو إسرائيل. سقط رهان تل أبيب، لكن المعارضة تصرّ عليه، وتسعى لمزيد منه، بل وإلى حدّ التطلع للتطبيع والتبعية وأيضاً للهوية الصهيونية بحلة عربية سورية

منذ بدء الأزمة قبل سنوات، وصل رهان إسرائيل إلى حد اليقين بإمكان إسقاط هوية الدولة السورية، عبر إسقاط نظامها وإحلال مكانه نظام بهوية «معتدلة» تراعي مصالح تل أبيب وتطلعاتها. إلا أنّ المخطط الذي عملت عليه إسرائيل و»الدول العربية المعتدلة»، سقط وسقط معه الرهان والأمل بدولة سورية ترضى وتسعى للتطبيع والتبعية، وإلغاء الهوية ودعم مقاومة الاحتلال، والانسياق نحو مشاريع ومصالح الصهيونية. سقط كل ذلك مع سقوط مشروع المعارضة السورية بحلتها السياسية والعسكرية.

مع سقوط هذا المشروع، أو بكلمات أدق، مسار سقوطه، تراجعت آمال إسرائيل إلى الخلف، لتتطلع إلى مكان ما في التسوية والحل السياسيين، علّها تسحب في السياسة ما أمكن، بعدما عجزت وشركاءها عسكرياً عن فرض مصالحها بالكامل. تقلص الأمل والرهان الإسرائيليين إلى هذا الحد، من إسقاط الدولة السورية وإحلال دولة أخرى بنظام وهوية مشابهين لأنظمة «الاعتدال» الخليجي، إلى ترتيب مأمول في تسوية مأمولة، علّها تلحظ الحد الأدنى من المصالح الإسرائيلية.

إلا أن تراجع إسرائيل وآمالها، قابله تراكض المعارضة السورية إليها لاهثة. لم يعد يكفي من ناحية المعارضة الإشارات الدالة على التبعية للمصالح الإسرائيلية والتماهي معها إلى حد التطابق، بل أرادت أن يكون الوضوح كاملاً. زيارات ولقاءات ومواقف و»مساعدات» وغطاء ميداني استخباري ولوجستي، وصولاً إلى «خريطة طريق» أعلنتها المعارضة بلا مواربة، للعلاقة المرجوة والمأمولة مع الكيان الإسرائيلي. جاءت في حلة وشكل ومضمون، ما كانت إسرائيل نفسها لتتخيل أن تصدر عن جهة سورية، مهما كان حجم ومستوى تخليها وخيانتها، لهويتها السورية.

كشفت إسرائيل أمس عن «خريطة الطريق» عبر إعلامها. الوثيقة، الصادرة عن «جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا» وصلت إلى تل أبيب وهي الآن «قيد الدراسة» في إسرائيل وعواصم القرار الدولي، كما تؤكد الإذاعة العبرية. مع الإشارة إلى أن مؤسس الجبهة ومنسقها العام، فهد المصري، كان قد وجه رسالة مفتوحة لـ»الشعب الإسرائيلي» بداية شهر كانون الأول الماضي، وصفتها المحافل الإسرائيلية بأنها «شجاعة ومفاجئة وغير مسبوقة».

الوثيقة كما يتضح من بنودها، تهدف إلى التطبيع الكامل مع الاحتلال، بل وإلى ما وراء التطبيع: عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً وسياحياً وثقافياً… بما يشمل التماهي الكامل مع الصهاينة حول القضية الفلسطينية وطمس هوية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من خلال تجنسيهم، إضافة إلى التخلي عن الجولان بما تراه إسرائيل مناسباً لها ومصالحها، وأيضاً الالتصاق الكامل بها وبما يخدم أهدافها وتطلعاتها في سوريا وعبرها باتجاه الإقليم، بأن تتحول «سوريا المستقبلية» كما تسميها وثيقة «خريطة الطريق»، إلى ما يشبه حزاماً أمنياً وجيشاً لحدياً (نسبة إلى أنطوان لحد) بمستوى دولة، تابعاً للاحتلال ومصالحه، بما يشمل التنازل لها عن سياستها الخارجية وأمنها ودورها الإقليمي واقتصادها وثرواتها ونفطها وغازها.

فيما يلي، نص «خريطة طريق» المعارضة السورية «للسلام» مع إسرائيل، كما وردت حرفياً في الإعلام العبري:

أمن واستقرار إسرائيل

على صعيد أمن واستقرار دولة إسرائيل، تنص خريطة الطريق على أن سورية الجديدة لن تكون دولة معادية لإسرائيل ولا لأي دولة إقليمية أو عربية أو دولية وأنها لن تكون وبأي حال من الأحوال مقراً ولا معبراً ولا مركز تدريب أو دعم ولا محطة ترانزيت أو عبور للسلاح أو التطرّف والإرهاب وعدم تقديم أي تسهيلات لأي جماعات أو أعمال عسكرية أو تخريبية تستهدف أمن وأمان إسرائيل أو أي دولة من دول الجوار والعالم كما شددت الوثيقة على أن سورية الجديدة لن تمنح الملاذ الآمن لمن يخطط أو يستهدف أمن واستقرار إسرائيل والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، لكنها ربطت في المقابل ضرورة رحيل الأسد وحكمه لعودة الأمن والاستقرار إلى سورية والمنطقة.

مستقبل الجولان

أما في ما يتعلق بمستقبل الجولان فقد أشارت وثيقة خريطة الطريق إلى أن الحل ينبع انطلاقاً من وديعة رابين ومبادرة السلام العربية ومبادرة جبهة الإنقاذ الوطني في سورية للسلام مع إسرائيل والتي تتضمن:

*الاعتراف بدولة إسرائيل والترحيب بها جارة آمنة وعدم وجود أي عوائق ضد إعطائها أي ضمانات دولية تطلبها ليعيش الشعب الإسرائيلي بأمن وأمان وسلام واستقرار.

*بناء مرحلة تاريخية جديدة بين سورية وإسرائيل قائمة على ثقافة السلام والتعاون بعد انتهاء مرحلة الشعارات والأوهام الكاذبة.

*إيجاد تسوية عادلة حول الجولان ترضي كلا الشعبين السوري والإسرائيلي.

*الانتقال بالعلاقة بين سورية وإسرائيل من مرحلة العداء إلى مرحلة الصداقة والتعاون ثم التحالف والعلاقات الاستراتيجية.

*اعتبار الجولان حديقة للسلام للشعبين السوري والإسرائيلي.

*اعتبار الجولان واحة للأمن والأمان.

*اعتبار جميع المواطنين في الجولان سفراء للسلام والعيش المشترك والتقارب بين الشعبين، وهو أمر ممكن ومقبول باعتبار أن إسرائيل باتت حقيقة وواقعاً يعترف به العالم.

*اعتبار الجولان واحة للاستثمارات والمشاريع والعلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك وقبلة للسياحة في الشرق الأوسط.

*إقامة أفضل العلاقات والتعاون العسكري والأمني، والاقتصادي، والثقافي والعلمي والاجتماعي.

*دعوة إسرائيل والشركات الإسرائيلية للمشاركة في ائتلاف اقتصادي أميركي ــ أوروبي بهدف إعادة إعمار سورية ــ استثمارات النفط والغاز ــ مشاريع الطاقة والري والمياه ــ استثمارات النقل والسياحة والاتصالات والزراعة والصناعة والتبادل التجاري ــ الاستثمارات المصرفية.

*اعتبار السوريين اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل أو في الشتات رسلاً حقيقيين للسلام بين الشعبين السوري والشعب اليهودي ودعامة لترسيخ ثقافة السلام والتنمية والتعاون والبناء.

*حق اليهود السوريين استعادة ممتلكاتهم في سورية وإعادة بناء ورعاية المعابد اليهودية في سورية.

*اعتبار الإرث اليهودي الديني والثقافي والإنساني والحضاري في سورية جزء لا يتجزأ من هوية وتراث وإرث سورية ومن هوية وتراث المنطقة برمتها.

القضية الفلسطينية:

أما في ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية فقد أوردت وثيقة خريطة الطريق للسلام السوري الإسرائيلي البنود التالية:

*تجنيس اللاجئين الفلسطينيين في سورية بالجنسية السورية.

*إلغاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية وتحويلها إلى مناطق سكنية.

*حل كل التنظيمات المسلحة الفلسطينية الموجودة على الأراضي السورية.

*حظر عمل ونشاط أي تنظيمات فلسطينية على الأراضي السورية وعلى رأسها التنظيمات الإرهابية حماس والجهاد الإسلامي.

*حل وحظر عمل ونشاط جميع التنظيمات السياسية الفلسطينية الموجودة على الأراضي السورية واعتبار البعثة الدبلوماسية للسلطة الفلسطينية هي الجهة الرسمية الفلسطينية الشرعية والوحيدة للتعامل معها.

*علاقة الدولة السورية الجديدة ومؤسساتها بالشأن الفلسطيني محصورة بالممثل الشرعي والوحيد المعترف به دولياً للشعب الفلسطيني.

*لن يكون في سورية الجديدة ولا على أراضيها أي موطئ قدم لأي تنظيم مسلح غير سوري والسلاح لن يكون إلا بيد الدولة السورية الجديدة.

الدور الإيراني في سوريا

*طرد جميع الخبراء والضباط العسكريين والأمنيين الإيرانيين.

*طرد جميع الميليشيات الإيرانية والتابعة لإيران مثل حزب الله والميليشيات العراقية والأفغانية وغيرها.

*طرد جميع الدبلوماسيين الإيرانيين وإغلاق السفارة الإيرانية والمراكز الثقافية الإيرانية.

*إغلاق وحظر نشاط جميع الجمعيات والمنظمات والحسينيات التي أنشأتها إيران في سورية منذ عام 1996.

*نزع الجنسية السورية عن جميع الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الذين منحهم الأسد الجنسية السورية منذ عام 2003.

تنص خريطة طريق المعارضين على أن سوريا الجديدة لن تعادي تل أبيب

*تعتبر ملكاً للدولة السورية جميع العقارات والأراضي التي حصلت إيران عليها بالقوة أو بالشراء من أصحابها.

*اتخاذ جميع الإجراءات القانونية بحق الدولة الإيرانية وجميع التنظيمات التابعة لها للمطالبة بالتعويضات المالية لمشاركتها في قتال الشعب السوري وتدمير سورية.

*إلغاء جميع الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين نظام الأسد والنظام الإيراني ولا تتحمل الدولة السورية الجديدة أي التزامات نتيجة هذه الاتفاقيات والمعاهدات.

*مصادرة جميع الاستثمارات الاقتصادية الإيرانية في سورية وتعتبر ملكاً للدولة السورية الجديدة باعتبارها جزءاً من التعويضات التي على إيران دفعها للدولة السورية الجديدة نتيجة مشاركتها في قتال الشعب السوري وتدمير سورية.

*حظر نشاط حزب الله وجميع الميليشيات التابعة لإيران على الأراضي السورية باعتبارها تنظيمات إرهابية.

*حظر نقل السلاح عبر الأراضي السورية إلى لبنان وتدمير جميع الأنفاق السرية.

*تتحمل الدولة اللبنانية كامل المسؤولية القانونية لمشاركة حزب الله في قتال الشعب السوري واستهداف الأراضي السورية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية على اعتبار حزب الله شريكاً في الحكم في لبنان.

*تتحمل الدولة العراقية كامل المسؤولية القانونية لمشاركة ميليشيات عراقية طائفية متطرفة في قتال الشعب السوري واستهداف الأراضي السورية انطلاقاً من الأراضي العراقية وعلى اعتبار هذه الميليشيات التابعة لإيران شريكة في الحكم في العراق.

*حظر دخول المواطنين الإيرانيين للأراضي السورية لأسباب دينية أو اقتصادية أو غيرها على الأقل خلال المرحلة الانتقالية.

(الاخبار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى