عون التقى الجالية اللبنانية في قطر: نعمل على وضع مخططات اقتصادية
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان “تماسك اللبنانيين مع بعضهم البعض، حقق امنا واستقرارا وبداية لحكم جديد، فكان انتخاب رئيس الجمهورية، وكان تأليف الحكومة وبداية سريعة في اخذ القرارات مع افضلية مطلقة لبناء لبنان “.
وقال الرئيس عون “اننا نعمل على وضع مخططات اقتصادية متكاملة ونطور جميع المشاريع الانمائية، وسيكون لنا هذه المرة وقريبا جدا، الكهرباء والماء وطرق المواصلات”، وامل انه في “المرة المقبلة التي يزور فيها ابناء الجالية اللبنانية في قطر لبنان، ان يشعروا بالتغيير الصحيح“.
كلام الرئيس عون جاء خلال حفل استقبال اقامه على شرفه الثامنة مساء اليوم السفير اللبناني لدى قطر حسن نجم، ودعا اليه ابناء الجالية اللبنانية، وذلك في قاعة “المجالس” في فندق شراتون – الدوحة. وكان اعضاء الوفد الرسمي من الوزراء والوزير السابق الياس بو صعب، وصلوا الى القاعة قبيل وصول الرئيس عون وشاركوا في الاحتفال مع ابناء الجالية.
وما ان دخل رئيس الجمهورية حتى علا التصفيق على وقع اغنية “طلوا حبابنا طلوا”. ثم القى السفير اللبناني في قطر حسن نجم كلمة رحب فيها برئيس الجمهورية والوفد المرافق، لافتا الى ان “اللبنانيين تلمسوا منذ تبوؤ الرئيس عون سدة الرئاسة كيف دبت الروح في مؤسسات الدولة وبدأت عملية الثقة مجددا، معلنة ان العهد الجديد سيكون عهد خير وانتاجية وسيفتح نافذة امل للبنانيين المتعطشين لرؤية بلدهم ينهض من تحت ركام الازمات السياسية المزمنة“.
وقال “ان الحاضرين هنا والذين لم تستطع القاعة احتضانهم يراهنون على ان عهد الرئيس عون سيكون عهد الدولة الحامية لهم وهم تفاءلوا خيرا عندما سمعوا رئيس الجمهورية يتعهد لهم باطلاق دولة المواطنة وطمأنة الناس”، جازما انهم “سيكونون معه في هذا الطريق ولديهم العزم والارادة من اجل تحقيق اهدافه والوصول الى لبنان القوي الموحد لجميع ابنائه“.
واكد ان اللبنانيين “المقيمين في قطر يفتخرون بالعلاقة التي تجمعها بلبنان ويحفظون لها اميرا وحكومة وشعبا احتضانهم على ارضها، واتاحة الفرصة لهم للمساهمة في بناء قطر الحديثة من دون تردد، الامر الذي خبروه منذ عقود وظهر جليا في عهد الامير الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وترسخ في عهد الامير تميم“.
ثم قدم السفير نجم الى الرئيس عون درعا تكريمية، فيما قدم تلامذة من المدرسة اللبنانية في الدوحة لوحة فنية راقصة وباقة ورد الى رئيس الجمهورية الذي القى الكلمة التالية: “ايها الاحباء، نعود اليكم اليوم وقلبنا مليء بالمحبة والامل بكم وبالدولة المضيفة. تعرفون ان الظروف التي مرت على لبنان كانت صعبة جدا، وبعد فراغ دام سنتين ونصف السنة في مقام رئاسة الجمهورية بسبب تداعيات الحروب في الشرق الاوسط، وبسبب الانقسام السياسي الحاد الذي وضع الامور في موقع صعب، تمكنا اخيرا من جمع كل اللبنانيين ضمن تفاهم وطني كبير لبناء لبنان والعودة به الى وجهه الصحيح. وتمكنا بالحكمة والمحبة، ان نجتمع ايضا على تأمين الطمأنينة للمواطنين اللبنانيين والاصدقاء الذين يحبون لبنان ويرغبون في زيارته مستقبلا، ولكم انتم بصورة خاصة الذين حرمتم تقريبا من العودة.
ان تماسكنا مع بعض ادى الى حفظ الامن والاستقرار والبداية لحكم جديد، فكان انتخاب رئيس الجمهورية، وكان تأليف الحكومة وبداية سريعة في اخذ القرارات مع افضلية مطلقة لبناء لبنان. واليوم، نقوم بهذه الزيارات لتصفية الاوضاع التي حصلت بسبب الحروب العربية- العربية والانقسامات التي شهدها الشرق الاوسط، لنرمم العلاقات ونعيدها الى مسارها الصحيح بجو من الصفاء والمحبة والاحترام المتبادل.
ان جميع المؤشرات في بداية هذا العهد تدل على ان لبنان اخذ الطريق الصحيح، ونسبة الوافدين اليه في موسم الاعياد كانت اكبر دليل على عودة الثقة في الوضع اللبناني بشكل سليم، لان الوحدة الوطنية تأمنت، ونقول ان شاء الله “تنذكر الخلافات ولا تنعاد“.
ونأمل بانتظام التجارة والصناعة والاقتصاد، لأن من شأن هذه الامور اعادة الازدهار الى الاراضي اللبنانية. اما هدفنا اليوم فهو بناء دولة تحترم القوانين والاهداف الاساسية للبنان وهي ازدهاره وصناعته وتجارته وسياحته وتثمير الثروة الطبيعية، لذلك كانت بداية قراراتنا اصدار مرسوم يتيح للبنان التنقيب عن نفطه وغازه.
ونحن نعمل على وضع مخططات اقتصادية متكاملة ونطور جميع المشاريع الانمائية، وسيكون لنا هذه المرة وقريبا جدا، الكهرباء والماء وطرق المواصلات، وان شاء الله عندما تزورون لبنان في المرة المقبلة تشعرون بالتغيير الصحيح.
بالنسبة لنا، انتم سفراء مع السفير الاساسي الموجود بينكم، تحملون رسالة لبنان التوافقية ورسالة المحبة. وقطر احتضنتكم وقدمت لكم ظروف العمل، وساهمتم بإعمارها وازدهارها، وهذا يوجب عليكم الوفاء المتبادل واحترام قوانينها واصول العيش معها، وهذه امنيتنا بالنسبة لكم. انتم ايضا تشكلون مصدر تأمين الازدهار في لبنان، لأن منازلكم واعمالكم موجودة في لبنان وتعودون اليها حين تشاؤون.عشتم، عاشت قطر، عاش لبنان“.
وبعدها، حرص رئيس الجمهورية على مصافحة الحضور فردا فردا، فيما عبر ابناء الجالية عن مدى محبتهم للرئيس ولبنان.
ومن المقرر ان يغادر الرئيس عون الدوحة غدا مختتما زيارته الى كل من السعودية وقطر، عائدا والوفد المرافق الى بيروت.
من جهة اخرى، ابرق الرئيس عون الى رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، معزيا بسقوط قتلى اماراتيين في الانفجار الذي وقع في افغانستان وادى الى جرح السفير الاماراتي هناك. وجاء في البرقية:
“تلقيت بألم بالغ نبأ مقتل نخبة من أبناء دولة الامارات العربية المتحدة نتيجة التفجير الارهابي الذي وقع في افغانستان.
واني، اذ ادين بشدة هذا الاعتداء، اشارك سموكم باسمي وباسم الشعب اللبناني، الحزن الذي ألم بشعب دولتكم الشقيق وبكم شخصيا جراء فقدان مواطنين اماراتيين شاؤوا ان يساعدوا اخوة لهم في الانسانية، سائلا الله عزّ وجلّ الرحمة للضحايا، وان يلهم ذويهم الصبر والعزاء، وان يمن على الجرحى ومنهم سعادة السفير الاماراتي جمعة محمد عبدالله الكعبي ودبلوماسيين اماراتيين بالشفاء العاجل“.