الإعلام الصيني باللغة العربية محمود ريا
تعمل المنظومة الإعلامية الصينية بشكل فاعل لتغطية احتياجات مليار وأربعمئة مليون صيني يبحثون عن المعلومة والخبر والترفيه. وتعمل هذه المنظومة بشكل أكثر فعالية لنقل صورة واقعية عن الصين للإنسان في كل مكان، لأي قومية انتمى، وبأي لغة تحدث .
ومن أجل ذلك وُجدت وسائل الإعلام الصينية التي تتحدث بمختلف اللغات الحيّة على الكرة الأرضية، والتي تقدم نموذجاً مختلفاً من الإعلام، يقوم على المصداقية ونقل الخبر كما هو، وفي الوقت نفسه تقديم وجهات نظر الدولة الصينية حول الأحداث التي يشهدها عالمنا، وما أكثرها.
ومن بين هذه اللغات الحيّة تبرز اللغة العربية، التي كان لوسائل الإعلام الصينية حضور كبير عبرها، سواء من خلال الصحيفة أو المجلة أو الإذاعة أو التلفزيون أو الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ومع ضخامة هذا الحضور وكثافته، لا بد من الإقرار بأن وسائل الإعلام الصينية باللغة العربية لم تصل إلى حد منافسة الوسائل الإخبارية العربية والأجنبية التي تبث باللغة العربية، والتي تملك إمكانات وخبرات هائلة، وتتبنى أجندات سياسية متداخلة بشكل كبير مع قضايا المنطقة.
لقد قامت وسائل الإعلام الصينية باللغة العربية بالكثير من أجل إثبات حضورها بين شعوبنا، وما زال أمامها الكثير كي تصبح مصدراً معتمداً للأخبار والمعلومات حول أحداث المنطقة، كما هي الآن مصدر للأخبار حول الصين وبعض القضايا الأساسية في العالم.
ولعلّ من أهم الخطوات التي ينبغي على هذه الوسائل القيام بها الانفتاح على الخبراء والصحافيين العرب والحضور بينهم ونقل وجهات النظر العربية من الأحداث، إضافة إلى إتاحة الفرصة للإعلاميين العرب للعمل والحضور في الوسائل الصينية المختلفة، كما هو حاصل مع وسائل الإعلام الصينية بلغات أخرى وعلى رأسها اللغة الإنكليزية.
لا يمكن في هذه العُجالة استعراض كل الملاحظات على الإعلام الصيني بالعربية، ولكن يمكن القول بكل ثقة إن هذا الإعلام بات في السنوات الأخيرة حاضراً بقوة في عالمنا العربي، ولكنه بحاجة إلى المزيد من الجهود والخطوات الإبداعية ليثبت وجوده كإعلام فاعل في مواجهة الإعلام الآخر الذي يكتسح الساحة العربية بكل قوة.
– افتتاحية العدد الجديد من نشرة ” الصين بعيون عربية “