غولدن غلوب: انجازا قياسيا لفيلم “لالا لاند”
اكتسح الفيلم الاستعراضي لالا لاند أو أرض الأحلام حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب (الكرة الذهبية) في هوليوود بحصوله على سبع جوائز من بينها جوائز أفضل فيلم واخراج وممثل وممثلة
.
وحقق الفيلم انجازا قياسيا في تاريخ الجائزة، إذ لم يسبق أن فاز فيلم بهذا القدر من الجوائز فيها، وكان أكبر انجاز سابق من نصيب فيلم المخرج ميلوش فورمان “أحدهم طار فوق عش الوقواق” عام 1975 وفيلم المخرج ألان باركر “قطار منتصف الليل” عام 1978 ، إذ حصل كل واحد منهما على ست جوائز.
الأمل والابداع شيئان من أكثر الأشياء أهمية في العالم، و(أقول) لأي مبدع أقفل الباب بوجهه … أو أي شخص في أي مكان يشعر بالاستسلام احيانا، لكنهم يجدون القدرة في أنفسهم للنهوض والسير قدما، اشارك هذا (الفوز) معكم
وتشكل هذه الجوائز، التي تمنحها رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، مفتتحا لموسم الجوائز السينمائية مطلع العام، كما تمثل عادة مؤشرا عن الافلام التي ستتقدم في حفل جوائز الأوسكار التي تعلن أواخر الشهر المقبل.
وحصل فيلم ” لالا لاند”على جائزة أفضل فيلم في فئة الفيلم الموسيقي أو الكوميدي ونال مخرجه، دَميان تشازل، جائزتي أفضل اخراج وأفضل سيناريو أصلي.
وقطف ممثلا الفيلم الرئيسيان، أيما ستون ورايان غوزلينغ، جائزتي أفضل ممثلة وممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي. وقالت الممثلة ستون عند تسلمها الجائزة “الأمل والابداع شيئان من أكثر الأشياء أهمية في العالم، و(أقول) لأي مبدع أقفل الباب بوجهه … أو أي شخص في أي مكان يشعر بالاستسلام احيانا، لكنهم يجدون القدرة في أنفسهم للنهوض والسير قدما، اشارك هذا (الفوز) معكم “.
وحصل مؤلف موسيقى الفيلم جاستن هواتز على جائزة افضل موسيقى تصويرية، وقد توجت هذه الجائزة عمل هواتز الذي وضع الموسيقى التصويرية لأفلام تشازل الثلاثة، وهو شريك في الحلم منذ أيام الدراسة حيث عاشا في سكن مشترك وظلا يعملان في انسجام وفهم مشترك. يميل هواتز إلى موسيقى الجاز الحر (Free Jazz)، أي تلك الحركة التي نشأت في الخمسينيات والستينيات وحاولت أن توسع أو تغّير تقاليد الجاز بل وتحدث قطيعة معها احيانا باتجاه أشكال موسيقية ابداعية أكثر تحررا.
ومنحت جائزة أفضل اغنية لبينجي باسيك وجاستن بول “مدينة النجوم” في الفيلم نفسه.
وهذا هو الفيلم الثالث لتشازل الذي ما زال في مطلع عقده الثالث (مواليد 1985)، وسبق أن افتتحت به دورة العام الماضي لمهرجان فينيسيا السينمائي.
ولجأ تشازل في هذا الفيلم إلى قالب الفيلم الموسيقي الاستعراضي الخالص، مع مزاوجة بين الحلم والواقع في سياق حكاية رومانسية تستعيد الكثير من أجواء هذه الأفلام في عصرها الذهبي في الأربعينيات والخمسينيات، ولا تنسى أن توجه تحية لتطور هذه (الجنرة) أوروبيا ايضا في الستينيات والسبعينيات، في لمسات ينثرها هنا أو هناك في فيلمه كتلك الاحالات إلى أفلام المخرج الفرنسي جاك ديمي الموسيقية.
وتسلمت الممثلة ميريل ستريب جائزة سيسل بي دي ميل عن مجمل منجزها الفني، وقد استثمرت ستريب خطاب استلامها الجائزة لتوجه انتقادا للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وفي فئة الأفلام الدرامية، نال فيلم “ضوء القمر” (مونلايت) جائزة أفضل فيلم درامي. ويقدم الفيلم قصة شاب مثلي من ذوي البشرة السوداء ينشأ في حي فقير في ميامي.
كما توج الممثل كيسي أفليك بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “مانشستر على البحر” (مانشستر باي ذا سي). وانقذ هذا الفوز الفيلم من أن يكون الخاسر الأكبر في هذه الجوائز التي كان مرشحا لنيل ست منها.
ومنحت الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير جائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي عن فيلم هي ” Elle” للمخرج بول فَرهوفن، الذي نال ايضا جائزة أفضل فيلم أجنبي.
وقال فَرهوفن عند تسلمه الجائزة “لقد سررت (بهذا الفوز) لأن هذا الفيلم لا يدعوك للتعاطف مع شخصيته. واشكر رابطة هوليود للصحافة الأجنبية لكونها واسعة الافق جدا“.
كما منحت جائزة افضل ممثل سينمائي مساعد لآرون تايلور-جونسون عن فيلم “حيوانات ليلية” للمخرج توم فورد، وجائزة أفضل ممثلة مساعدة للممثلة فيولا ديفز عن فيلم “أسوار” للمخرج دينزل واشنطن.
وفي جوائز الأعمال التلفزيونية، حصل مسلسل “التاج” على جائزة أفضل مسلسل درامي، وهو من الإنتاجات التليفزيونية الضخمة إذ وصلت ميزانيته إلى 100 مليون جنيه استرليني.
وتبدأ أحداث المسلسل، الذي كتبه بيتر مورغان وأخرجه ستيفن دالدري، قبل تسنم الملكة اليزابيث الثانية عرش بريطانيا مطلع الخمسينات.
وقد منحت الممثلة البريطانية كلير فوي التي جسدت دور الملكة اليزابيث الثانية في المسلسل جائزة أفضل ممثلة في مسلسل درامي.
وكانت جائزة أفضل ممثل في مسلسل تلفزيوني قصير من نصيب الممثل توم هيدلستون عن دوره في مسلسل “المدير الليلي” وهو من انتاج بي بي سي. ومنحت جائزة أفضل ممثلة في الفئة ذاتها لساره بولسون عن أدائها دور المحققة مارسيا كلارك في قضية أو جي سيمبسون الشهيرة في عام 1995 في مسلسل “الشعب ضد أو جي سيمبسون“.
وذهبت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة لفيلم “زوتوبيا” للمخرجين بايرون هوارد وريج مور.
وقد اسست رابطة هوليوود للصحافة الاجنبية جوائز الغولدن غلوب في عام 1943 وكانت تقتصر على الأفلام السينمائية لكنها وسعت لتضم الاعمال التلفزيونية منذ عام 1956.