مقالات مختارة

اختبار القيم لآيزنكوت: يوآف ليمور

 

بغض النظر عن نتائج المحاكمة، فإن قضية اليئور ازاريا لن تصل اليوم إلى المحطة النهائية. ليس فقط لأنه وراء الزاوية هناك استئناف للطرف الخاسر: اصداء القضية التي هزت الجيش الإسرائيلي في الاشهر الماضية سترافقه في المستقبل ايضا.

اغلبية المحللين والخبراء يعتقدون أن ازاريا ستتم ادانته اليوم في المحكمة بتهمة القتل غير المتعمد. والامور التي قالها لأصدقائه قبل عملية القتل توفر الاساس النفسي بأنه عمل بشكل مقصود وكان يدرك افعاله. ويبدو أن تغيير الافادة (بعد التشاور مع المحامي) وشهادته التي ألقى فيها اللوم على قادته المباشرين وغير المباشرين، لم تحسن وضعه القانوني. ايضا حقيقة وجود مئات حالات القتل للفلسطينيين ومنهم أبرياء. جندي واحد فقط تتم محاكمته، وهذا يؤكد استثنائية الحادثة وخطورتها.

على خلفية هذه الامور سيكون من المفاجيء تبرئة ازاريا على مستوى القضاء، وكذلك ستحدث هزة جماهيرية. إن محاكمة ازاريا قد تجاوزت منذ زمن الجانب الجنائي إلى الجانب القيمي: رئيس الأركان غادي آيزنكوت وبغطاء من وزير الدفاع السابق موشيه يعلون ودعم وتأييد الضباط الكبار، أخذ على عاتقه الجانب المهني والقيمي عندما قال إن ازاريا تجاوز المعايير المهنية المتوقعة من جنود الجيش الإسرائيلي عندما قام باطلاق النار على مخرب محيد. انتصار الجندي ازاريا على رئيس الأركان آيزنكوت سيكون ليس فقط صفعة قضائية للجيش والنيابة العسكرية، بل ايضا ضربة شديدة لرئيس الأركان وهيئة القيادة.

إلى درجة كبيرة، رئيس الأركان وليس ازاريا هو مفتاح القضية. وخلافا لتوقعات الكثيرين لم يكن باستطاعته وقف القطار القضائي وانهاء الامر بعقوبة انضباطية تخفف على الجندي. لكن موقفه الحاسم حوله من مراقب إلى لاعب فعلي. ووضع المحاكمة ونتائجها كنقطة هامة في السنتين الاولتين لولايته كرئيس أركان. إن محاكمة ازاريا ستؤثر على الولاية التالية لآيزنكوت وعلى الجيش الذي يريد أن يشكله، وستحسم السؤال حول مصدر الصلاحيات في الجيش.

مسألة الصلاحيات التي كانت في مركز محاكمة ازاريا على خلفية الفوضى في ميدان العملية في الخليل، وتدخل جهات مدنية ذات مصالح في اعطاء أوامر اثناء الحادثة، وضعت الجيش امام تحد في السنوات الماضية حيث إن هناك حاخامات يتدخلون في الوحدات العسكرية، ومسألة دمج النساء واحداث اخرى. ولكن قضية الجندي مطلق النار من الخليل ـ لا سيما على خلفية الحملة الفظة لاعضاء من الكنيست والتأييد الكبير للجندي في اوساط الجمهور ـ كل ذلك أوجد سؤال من الذي يقود الجنود: على هذه الخلفية، قرار الحكم اليوم لن يحسم مصير الجندي فقط بل سيؤثر على صلاحيات رئيس الأركان.

في هذا السياق سيكون هناك وزن كبير لاقوال الشخصيات العامة بعد قرار الحكم. والاقوال المبكرة لاعضاء الكنيست عن العفو (التي هي تدخل فظ في استقلالية المحكمة) يمكن تصنيفها كشعبوية سياسية. ولكن ما سيقوله رئيس الحكومة ووزير الدفاع سيؤثر بشكل مباشر على ما سيحدث فورا بعد أن تقول المحكمة كلمتها.

في الجيش يتوقعون من رئيس الحكومة نتنياهو ومن وزير الدفاع ليبرمان ـ الذي كان في بداية المحاكمة إلى جانب الجندي ـ اعطاء الدعم الواضح، ليس فقط لقرار المحكمة، بل ايضا للضباط ـ من آيزنكوت فما تحت. هذا سيخفف على الجيش ومن يقف على رأسه، ليس فقط على مستوى الجمهور، بل ايضا في الداخل. المهمة غير البسيطة في تفسير قرار الحكم حول ما هو مسموح وما هو ممنوع، حتى في اصعب الظروف، كما حدث في موقع العملية في الخليل.

إسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى