نور الدين للشرق الجديد: هناك شكوك حول جدية تركيا في المضي بمسار الأستانة
اشار الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين الى اننا امام متغيرات في الوضع الاقليمي المرتبط في بالساحة السورية.
وقال نور الدين في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان “مسار الاستانة اذا جاز التعبير شكل عنوانا جديدا في هذا الاطار، وهو استكمال للانفتاح الذي كان قد بدأ بين تركيا من جهة وروسيا وايران من جهة ثانية، والمهم في هذا الامر ان جزءا كبيرا من المعارضة السورية التي تمون عليها تركيا وافقت على حضور هذا المؤتمر بمعزل عن بعض البيانات الصادرة عن بعض الجماعات التي تقول انها لن تشارك طالما هناك قصف سوري على وادي بردى وما الى ذلك”.
اضاف نور الدين، “لا شك ان هذا تطور جديد، لكن الظروف التي أنشأت هذا المسار ليست ناضجة بالشكل الكافي على اعتبار ان الازمة السورية هي اكثر تعقيدا مما يمكن ان تكون عليه ضمن مسار اسمه مسار الاستانة، فهناك فصائل معارضة كثيرة لا تشارك في هذا الاجتماع وتتبع مباشرة لدول خليجية، كذلك المعني الاخر الرئيسي بالأزمة السورية وهو الولايات المتحدة الاميركية رغم ترحيبها بمثل هذا المسار لكنها ايضا غائبة عن مثل هذا الاجتماع في الوقت الذي كان فيه التنسيق الروسي الاميركي في المرحلة الماضية هو عنوان كل المشاورات والاجتماعات المتصلة بالأزمة السورية”.
وتابع نور الدين، “هذا المسار في المحصلة جديد يخلق ديناميات جديدة، ولكنه لا يمكن ان يكتمل من دون استكمال عناصر الاطراف المعنية والمؤثرة والقادرة على التأثير والعرقلة والتجميد وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية، والامور مرهونة بالأسابيع المقبلة وبالموقف الاميركي خصوصا، الذي قد لا ينجلي قبل ان يتسلم دونالد ترامب مهامه وقبل ان يبلور ترامب نفسه سياسة واضحة ومحددة تجاه سوريا وما خلا ذلك اعتقد انه يملئ الوقت الضائع اذا جاز التعبير لكن يؤسس لديناميات جديدة لا يمكن الجزم منذ الان بما يمكن ان تنتهي اليه”.
وختم نور اليتن قائلا: ” الحل السياسي للازمة في سورية مرتبط بشكل مباشر بطرفين اساسيين هما تركيا والولايات المتحدة الاميركية، فروسيا وايران والدولة السورية ليسوا هواة حرب ولا يريدون الاستمرار في هذه الحرب في حال كان هناك نافذة لحل سلمي في سورية، لكن الكرة ليست في ملعب ايران او روسيا، هي اساسا في الملعب التركي والسؤال هنا هو، هل التركي جاد فعلا في ان يمضي في هذا المسار الجديد مهما كانت التكلفة؟ طبعا الجواب هنا، هناك شكوك نظرا الى التجارب السابقة مع تركيا، والكرة ايضا في الملعب الأميركي وهذا مرتبط بما ستكون عليه سياسة ترامب بعد وصوله الى الرئاسة وقبل ذلك لا يمكن الحديث عن مشاركة اميركية في المسار الحالي والادارة الاميركية ذاهبة وتستعد لتسليمها لترامب “.