تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 31/12/2016

 

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

31 كانون الأول 2016

المقدمة    

     تمحورت ابرز القضايا السياسية مؤخرا حول قراراي الرئيس اوباما: الاول لعدم استخدامه حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن بعدم شرعية المستوطنات؛ والثاني قراره الرئاسي بانزال عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية اتهامها بالقرصنة الالكترونية والتاثير في نتائج الانتخابات الرئاسية، باغلاق مركزين لها مع ترحيل نحو 90 فرد بين مسؤول ورعية، واجراءات اخرى احجم عن الاعلان عنها.

     سيفرد المركز حيزا كبيرا لمناقشة مستقبل العلاقات الثنائية بين روسيا واميركا، خاصة فيما يتعلق بتقاطعاتها في الشرق الاوسط، وقلق حلفاء الولايات المتحدة الاقليميين بأن نفوذها في تراجع لتحل روسيا محله. كما سيتطرق قسم التحليل الى ما بقي في جعبة الرئيس اوباما من خيارات واجراءات قد يقدم عليها قبل مغادرته منصبه، في سعي محموم لتقييد حركة الرئيس المقبل ورؤيته المغايرة لارساء علاقة ثنائية مع روسيا تميزها الشراكة والتعاون بدل الصدام والمواجهة.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

قرار المستوطنات بين اوباما وترامب

       استشعر اقطاب المؤسسة الحاكمة “خطرا” على “اسرائيل” تسبب فيه قرار الادارة الاميركية بعدم استخدام حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الخاص بعدم شرعية المستوطنات. ولقي الرئيس نفسه وحيدا في الساحة السياسية اذ تخلى عنه قادة حزبه الديموقراطي وخصومه الجمهوريون لما اعتبروه انه يقوض هيبة “اسرائيل” الاقليمية ومكانتها العالمية. واوضح معهد المشروع الاميركي ان القرار الأممي “يفترض توفر آلية قانونية ملزمة للطرفين .. بيد ان الأمر غير ذلك.” واضاف ان ما يتبين للمرء ان هناك “نزاع حول الجهة السيادية في مناطق الضفة الغربية المختلفة؛ وعليه فان المسألة الجوهرية ليست في وضعية المستوطنات، بل من هي الجهة التي لها حق السيادة والقرار على اراضي الضفة الغربية وهل ستتم مناقشتها وحلها على طاولة المفاوضات او على ساحة المعركة.”

http://www.aei.org/publication/mr-obamas-middle-eastern-legacy/

     وفي سياق مكمل، اضاف معهد المشروع الاميركي ما اعتبره “اجابات مقترحة لترامب للرد على قرار الأمم المتحدة،” معتبرا ان لدى الرئيس اوباما “كراهية تجاه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو،” واستغل الفرصة السانحة في الامم المتحدة “لتسديد ضربة في نهاية ولايته بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن.” واوضح ان السلوك الاميركي في الهيئة الدولية جاء بمثابة “تراجع وتقويض للسياسة الاميركية القائمة منذ عقود، وتراجع ايضا عن الضمانات التي قدمت ابان توقيع اتفاقيات اوسلو ..” خاصة لقبولها الضمني “اعلان بلدة القدس القديمة اراضٍ فلسطينية محتلة.” من بين “الارشادات المقترحة” لترامب وفق ما يراها المعهد “قطع التمويل عن وكالة الغوث الخاصة باللاجئين الفلسطينيين؛ نقل مقر السفارة الاميركية الى القدس؛ اغلاق بعثة التمثيل الديبلوماسي للسلطة الفلسطينية في واشنطن؛ اعلان اتفاقيات اوسلو لاغية ومنتهية الصلاحية؛ انهاء العمل بالخدمات التي تقدمها القنصلية الاميركية في القدس الشرقية؛ مبادرة الكونغرس لانزال عقوبات بالسلطة الفلسطينية وقطع التمويل المخصص؛ تصنيف وزارة الخارجية الاميركية منظمة التحرير الفلسطينية كمنظمة ارهابية؛ تعليق كافة حصص الولايات المتحدة المالية للأمم المتحدة لحين تطبيقها اصلاحات داخلية ..”

http://www.aei.org/publication/eight-possible-trump-responses-to-the-un-israel-vote/

ذكّر المجلس الاميركي للسياسة الخارجية بوعود ترامب الانتخابية والتزاماته بأمن “اسرائيل” خاصة تلك التي ادلى بها امام المؤتمر السنوي لمنظمة “ايباك،” شهر آذار الماضي “ووعده بنقل مقر السفارة الاميركية الى العاصمة الابدية للشعب اليهودي، القدس.” واوضح ان ذلك الوعد قد نشهد تحقيقه في المدى القريب نظرا لاختيار ترامب ديفيد فريدمان كسفير لأميركا لدى تل ابيب، وما رافقه من انتقادات حادة واعتبار يومية نيويورك تايمز الخطوة “جنونية.” واوضح المجلس ان العاصفة المثارة حول مقر السفارة ينبغي الا يفاجيء احدا خاصة وان قرار نقل المقر “اتخذه الرئيس الاسبق بيل كلينتون عام 1995، ودعمه لفظيا كل الرؤساء منذئذ.” واضاف ان نقل السفارة للقدس “سيؤدي الى اعادة تنشيط المسار السلمي بخلاف ما يراه الطرف الآخر بأنه سيدق آخر مسمار في نعشه.” واستطرد المعهد ان نقل السفارة سيشكل “خطوة كبرى على طريق حسم وضع مدينة القدس كعاصمة لاسرائيل، أمر احجمت على اتخاذه الولايات المتحدة منذ قرار التقسيم عام 1947.”

http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3387

التطرف الاسلامي

     نبه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية اركان المؤسسة الحاكمة الى بعض الانجازات الهامة التي حققتها ادارة الرئيس اوباما “في تعزيز الاجراءات الأمنية في الداخل الاميركي وكذلك في جهود مكافحة الارهاب العالمي، واعادت هيكلة اولوياتها بانشاء شراكة أمنية مع دول اسلامية ورفع مستوياتها الى السقف الذي تراه ضروريا لمكافحة الارهاب. واضاف ان “قلة من صناع القرار الاميركيين يدركون أهمية تشكيل شراكات استراتيجية بين الولايات المتحدة ودول العالم الاسلامي.” واردف انه يتعين على النخب السياسية الاقرار ليس بنجاح تلك الجهود فحسب، بل ان “معظم الجهود الاميركية تتمركز حول التهديد الآني الذي يمثله داعش، وتداعياته على الداخل الاميركي واوروبا .. خاصة وان محاربة التطرف الاسلامي تدور رحاه داخل ساحات الدول الاسلامية عينها.”

https://www.csis.org/analysis/rethinking-threat-islamic-extremism-changes-needed-us-strategy

ترامب والتقارير الاستخباراتية

     اشار معهد كاتو الى الجدل الدائر حول تفضيل ترامب الاطلاع على التقارير الاستخباراتية “مرة في الاسبوع بدل الاطلاع عليها يوميا .. تجسيدا لازدرائه المؤسسات الأمنية” التي يتهمها بأنها تتحمل القسط الاوفر من مسؤولية شن حروب لا مبرر لها. الا ان سهام الانتقادات ضده دفعت بفريقه الانتقالي الى الاقرار بأنه يتلقى “التقرير الاستخباراتي ثلاث مرات في الاسبوع، اضافة للتقارير اليومية التي يعدها لها مرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي.” واوضح المعهد ما يدور في خلد ترامب بالاشارة الى تبريره الذي بثته شبكة فوكس نيوز مؤخرا بالقول “انني كأي فرد ذكي وفطن، لا يتعين علي الاصغاء الى الرواية عينها بمفرداتها المكررة يوميا طيلة السنوات الثماني المقبلة .. لست بحاجة لذلك.” واستدرك المعهد بالقول ان مضامين التقارير الاستخباراتية “لا تشكل ضجر المتلقي فحسب، بل عادة ما تحث على الترهيب” كاسلوب ضغط على الرئيس لاتخاذ قرارات موازية لاصحاب التقارير السرية.

https://www.cato.org/publications/commentary/why-it-could-be-good-trump-skip-some-intelligence-briefings

ترامب والشرق الاوسط

     استعرض معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط مسار التحولات السياسية الاميركية بعد انتخاب دونالد ترامب وما تحمل في طياتها من متغيرات لدول الاقليم، استهلها بالاشارة الى “حالة الاحباط المستمر (بين) القوى العربية التقليدية” من سياسات ادارة الرئيس اوباما خاصة لسعيه “احداث توازن داخلي في الشرق الاوسط عبر القوى المحلية دون التزام اميركي مباشر مع الحلفاء التقليديين .. توجه بالاتفاق النووي مع ايران.” ووصف مشاعر الدول الحليفة لاميركا بأنها “مزيج بين الأمل والتوجس،” مستدركا بالقول ان “الدول المغاربية عموما والجزائر خصوصا لا تبدو قلقة من انتخاب ترامب اذ تتطلع لاستمرار الشراكة الاقتصادية والأمنية مع الولايات المتحدة .. باستثناء ليبيا نظرا للقلق السائد من امكانية ادارة ترامب ظهره لدعم حكومة الوفاق الوطني.” واضاف ان “تركيا والسعودية ستعملان على استعادة الثقة المفقودة” مع اميركا والرهان على ان ترامب سيلجأ “لتصعيد لهجة التوتر مع طهران والعمل على الحد من نفوذها .. بل ان ذلك لا يعني ان سياسة ترامب ستكون سهلة تجاه السعوديين والاتراك،” معربا عن اعتقاده اقدام ترامب على تعزيز الجهود الاقليمية “لمحاربة المتطرفين الاسلاميين .. وتحييد عناصر الصراع الطائفي.” واردف المعهد ان ترامب “لم يكشف حتى الان عن جميع اوراق (تعامله مع الشرق الاوسط) ويبدو المستقبل معه غامضا (بالنسبة) لحلفاء اميركا” الاقليميين، لا سيما لناحية نيته ارساء “ارضية تفاهم اميركية روسية .. لمواجهة التحديات الرئيسية مثل محاربة داعش وتحقيق انتقال سياسي في سوريا ..” وحث المعهد “النخب السياسية والاعلامية في المنطقة .. عدم تجاهل لب الموضوع وهو ضرورة الدعوة الى تعزيز الممارسة الديموقراطية في بلدانها واجراء انتخابات شفافة يتشوق العالم لمعرفة نتائجها.

http://www.washingtoninstitute.org/fikraforum/view/trump-and-the-middle-east-between-hope-and-apprehension

سوريا

     تناول معهد كارنيغي مرحلة ما بعد تحرير حلب والخيارات المتاحة امام القوات السورية والى اين ستتجه” “شرقا لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، ام غربا وجنوبا لدحر معاقل المعارضة في (محافظة) ادلب وحول مدينة درعا؟ .. مرجحا استمراره السعي لالحاق الهزيمة بالمعارضة في الاجزاء الغربية من سوريا، بدلا من مقارعة الدولة الاسلامية.” واستبعد المعهد كذلك توجه القوات السورية وحلفاءها “شن معركة لاستعادة الرقة (طمعا) في حصاد مكافآت سياسية .. فكلي الطرفين السوري والروسي يصران على نيل الاعتراف من الولايات المتحدة بصفتهما شريكين على قدم المساواة في الحرب ضد الدولة الاسلامية.” وفي سياق استقراءه للتكتيك السوري اعرب المعهد عن اعتقاده بالتركيز على حلب “تحقيقا لتعهد الاسد في اواسط تشرين الاول / اكتوبر (الماضي) باستخدام حلب كمنصة انطلاق الى مناطق اخرى،” مما سيضاعف اعتماد ما تبقى من المسلحين على “الدعم والاذن التركي .. الذي لن يتخل عن المعارضة في ادلب في اي وقت قريب.” اما في الجبهة الجنوبية، درعا، فيعتقد المعهد ان “انياب الجبهة الجنوبية قد انتزعت، لكم مركز العمليات العسكرية (الموك) يريد الابقاء على المعارضة المسلحة .. لاستخدامها كورقة في المفاوضات اللاحقة مع روسيا ونظام الاسد.”

http://carnegie-mec.org/diwan/66481?lang=en

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى