الحريري: هجوم اسطنبول رسالة لتركيا واردوغان وعلينا ان نتنبه للارهاب في لبنان وخارجه بدون ان نخاف أو نغير طريقة حياتنا
اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ان الاعتداء الارهابي في اسطنبول، “رسالة إلى تركيا وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يحاول في مكان ما، أن يصل إلى وقف سيل الدماء الحاصل في سوريا“.
وإذ دعا اللبنانيين إلى التنبه “سواء كنا في لبنان أم خارجه”، حذر “ولكن يجب ألا نخاف، ويجب ألا نسمح لأحد أن يغير لنا طريقة حياتنا. فالإرهاب رسالته الأساسية هي التخويف، وهو ليس له دين، وسنحاربه بكل ما أوتينا من قوة“.
جاء ذلك في مداخلة للحريري مساء اليوم، ضمن برنامج “بموضوعية” على قناة “أم تي في”، سئل في مستهلها عن تعليقه على اعتداء اسطنبول، فأجاب: “بداية، أوجه التعازي الحارة لأهالي الشهداء، وأتمنى الشفاء لجميع الجرحى“.
وقال: “هذا الإرهاب الحاصل في المنطقة، وخاصة ما حصل اليوم في تركيا، حيث سقط ضحايا من جنسيات عدة، بينهم لبنانيون، هو فعليا يوجه رسالة لما تقوم به تركيا بالتعاون مع روسيا، في محاولة وقف نزيف الدم في سوريا. ومن الواضح اليوم، أن هناك استهدافا لكل الدول المستقرة، أو تلك التي تحاول أن تفعل شيئا من أجل سوريا“.
أضاف: “منذ اللحظات الأولى لوقوع هذه الجريمة الإرهابية، تواصلت مع الأجهزة الأمنية، وتحادثت مع الرئيس ميشال عون، وكنا نحاول معرفة ماذا يحصل فعليا، ومن هم المصابون اللبنانيون”، مستدركا “هنا أود أن أكون صريحا، فواجبنا كدولة، أن نتأكد مما يحصل، فقد سمعنا كثيرا عبر وسائل الإعلام أسماء كثيرة، ونحن لا نستطيع أن نتصرف في هذا الموضوع، إلا بشكل مسؤول، وهناك مسؤولية كبرى علينا أن نعمل سويا، سواء كدولة أو كوسائل إعلام، على أساس أن هناك ضحايا وهناك أهال، ويجب أن نحاول قدر المستطاع أن نعرف الحقيقة. وأنا من اللحظة الأولى تحدثت إلى رئيس الوزراء التركي لكي نعرف مع من يجب أن نتواصل، وما هي المستشفيات التي نقل إليها المصابون، لذلك استغرق الأمر القليل من الوقت، ولم يكن باستطاعتنا فعل غير ذلك“.
سئل: هل هذا يؤكد أن تعاطي الدولة والحكومة بوجه خاص مع الموضوع، كان على مستوى الحدث؟.
أجاب: “أتمنى أن يكون هناك تعامل أفضل، واليوم نحن نقوم بجهد كبير، ولكنها ليلة رأس السنة، وربما هناك أطراف داخل الدولة التركية، لم يكونوا قد اطلعوا بعد على الأسماء، وكنا نبحث في المستشفيات، كنا نرسل أشخاصا من القنصلية من مستشفى إلى آخر، لكي نعرف الواقع فعليا. ونحن بدءا من الغد، سنعد خطة لمواجهة أي كارثة من هذا القبيل، لكي تكون هناك استجابة سريعة في حال حصل شيئا لا سمح الله“.
سئل: ما هي رسالتك اليوم إلى اللبنانيين، سواء المصابين بهذا الحادث أو اللبنانيين بشكل عام؟.
أجاب: “رسالتي إلى المصابين هي العزاء، وأقول للبنانيين إنه يجب أن نتنبه، سواء كنا في لبنان أم خارجه، ولكن يجب ألا نخاف، ويجب ألا نسمح لأحد أن يغير لنا طريقة حياتنا. فالإرهاب رسالته الأساسية هي التخويف، وهو ليس له دين، وسنحاربه بكل ما أوتينا من قوة.
ومن يقول إن هذا الإرهاب ينتمي إلى الإسلام، نقول له إنه لا دخل له بالإسلام، فما يحصل ليس إلا جريمة، ومن يقومون به ليسوا سوى مجموعة قتلة، ونحن سنحاربهم بكل ما لدينا. لذلك يجب علينا أن ندعم الجيش والقوى العسكرية والأمنية بكل ما لدينا كدولة، لأن هذا الإرهاب سيحاول أن يطالنا في بلدنا، ولا بد أن نكون مستعدين له. نحن لدينا جيش وقوى عسكرية يقومون بعمل كبير، وقد رأيتم مدى التشدد بالأمن سواء من الجيش أو القوى العسكرية في ليلة رأس السنة، لأننا كنا فعليا خائفين من حصول مثل هذه الأحداث لدينا في البلد. ولكن الحمد لله أن شيئا لم يحصل في لبنان، إنما للأسف فقد طالنا الإرهاب، الذي وقع في تركيا.
وأنا أرى أنها رسالة إلى تركيا، وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يحاول في مكان ما أن يصل إلى وقف سيل الدماء الحاصل في سوريا“.
سئل: هل لديك خشية أن يصل هذا الإرهاب إلى لبنان؟ وما هي الاحتياطات المتخذة على هذا الصعيد؟.
أجاب: “بالتأكيد لدينا خوف من ذلك، لكن هذا لا يعني أننا لا نقوم بأي عمل استباقي، إن كان بالنسبة إلى الجيش أو قوى الأمن الداخلي أو مخابرات الجيش أو شعبة المعلومات أو الأمن العام أو أمن الدولة، كل هذه الأجهزة تقوم بواجباتها وجميعها في تأهب كامل وشامل في كل البلد، وتحاول بشتى الوسائل منع وصول الإرهاب إلى البلد. ولكن هل سنوقف حياتنا؟ كلا لن نوقف حياتنا، بل سنكمل وسنحاول أن نعيد لبنان كما كان، ونحارب في هذا المجال بمسؤولية.
يجب أن نعرف أين نستثمر إمكانيات الدولة، ونحن سنتعاطى في هذه الحكومة بكل هذه الأمور في الخطة الاقتصادية وخطة محاربة الإرهاب“.