في هذا العام الجديد : كل عامٍ وأنتم بخير ناصيف ياسين
في هذا العام الجديد : كل عامٍ وأنتم بخير
ناصيف ياسين
أحبّني … وأعزّائي …
أتمنّى لكم جميعًا ، بقدومِ العام الجديد ، أيّامًا مليئةً بالصّحّة والسعادة وهدوء البال ، مع كلّ مَن توَدّون اللقاء بهم والتّآنُسَ معهم .
كما أقدِّمُ كاملَ التماهي مع مَن فقدوا أحبّتَهم : شهداءَ و هُم يُؤدّون واجبَهم الوطنيّ ومُعطَيَاتِهم الإيمانيّة ، آملًا أن يكونَ لهم في الإنتصارات السابقة ضدّ العدوّ الصهيونيّ ، والمتلاحقة في مواجهته مع حِلْفِ الإرهاب الدّوليّ وعصاباتِه ، كاملَ التأسّي والعزاء ، بأنّ ما بُذِلَ مِن دماء طاهرة على ثرى الوطن العربيّ : من أقصاه إلى أقصاه ، لم تذهب سدًى …؟!
وعلينا التفكُّرُ الدّائم بعذاباتِ الأسرى والمُعتَقَلين والمُخْتَطَفين : في سجون الكيان الصهيونيّ ، وكهوف عصابات الإرهابيّين ، والأمل بخلاصهم من آلامهم ، وانتهاء مأساة أهاليهم المُتصبِّرين على صريرِ أنيابِ الدّهر !
ولِجرحانا ، كامل التّمنّي بالتخفّف ممّا يُكابدون ، والشفاء مِن بصماتِ ما بذلوه في ساحات الوغى ، مع توفير العيش الكريم لهم ولِأُسَرِهِم التي تتجرّع مُرَّ رؤيَتِهِم وجَلَدَ معاناتِهِم !
و إذا كان الإنتصارُ المُحَقَّقُ في حلب من قِبَلِ حلفِ المقاومة المُمَانِع يُنْبي بِتَبَدُّلٍ في موازين القوى ، لصالِحِنا ، إِلَّا أنه ينتظر استكمال النّصر في الموصل ، لِنَحصَلَ على ما شكّلته معركةُ ” ستالينيغراد ” بالتّآزُرِ مع معركةِ ” العَلَمَيْن ” في إنجازِ النّصرِ على الحِلف النازيّ / الفاشيّ في الحرب العالمية الثانية ، ولكن – هُنَا – على مُستَوَيَيْن : إقليميّ ودوليّ !
يتضافرُ ذلك ، مع استكمال الأمنيات بعودة ملايين المُهَجّرين واللاجئين والنازحين إلى ديارهم لا سيّما في سوريا والعراق ، والتئام الجرح النازف في ليبيا ، وتحقيق أماني شعب البحرين ، والنصّر المُؤَزّر لِشعب اليمن الذي يجترح المُعجِزات والقوّة ، مِن أدنى المُقوّمات و مِن أنياب غيلان الجوع ، كي يُصبح تحرير فلسطين ، وعودة أهلها لأرضهم هي ” الخاتمة السعيدة ” لبدء عصرٍ عربيٍّ جديد : مِن أمواج الأطلسي ، إلى تمَوّجات الخليج ؟!
وتبقى الأنظارُ شاخصةً ، والقلوبُ واجفةً نحو مَنْ لا تغمض عيونُهُم عن حدود الوطن العربيّ الكبير ، لا سيّما الذين تتدفّأ ثلوجُ الجبالِ – حيث يربضون على قِنَنِها – مِن حرارةِ إيمانِهم ولهبِ يقينِهِم بأنّ أمانةَ النّصرِ ورسالةَ السَّمَاءِ للأرضِ : بين أيديهم ، وأوردةِ أفئدتهم ، وهم يلتحفونَ العَراءَ بجباهِهِم التي تنكسرُ أمامها أعاصيرُ الطبيعة وحِمَمُ السلاحِ المُعتَدي ، كي يمنحونا دِفْءَ الفراش في أسرّتِنا ، ونِعمةَ التّوَقّي من قُرّ ” الأربعينيّاتِ ” العاتية !!
في يَوْمِ افْتِتاحِ العام الجديد ، علينا أنْ نتذكّرَ مثَلًا سومَريًّا يزيدُ عمرُهُ على ثلاثةِ آلافِ عامٍ يقول : ” ألمدينةُ التي ليست لها أسودُ حِراسة ، يحكُمُها ابْنُ آوى ” … وعقّبَ الفيلسوفُ اليونانيُّ أفلاطون ، فيما بعد ، بِحِكمَتِهِ : ” إنّ إحدى عقوباتِ عدمِ اشتراكِكَ في السياسة ، هي أنْ يحكمَكَ مَنْ هُم دونَك ؟!”
فهل يصحُّ أنْ نجلسَ جانبًا على قارعةِ الطريق ، ومفارِقِ الدّروب ؟؟!