الحريري في السرايا اليوم: غاصب المختار
ارتاح «بيت الوسط» من تبعات التكليف والتأليف وانصرف الرئيس سعد الحريري الى تقبل التهاني، والمعنيون عنده الى متابعة ردود الفعل على تشكيل الحكومة الجديدة، المرحب منها والمتحفظ والمنتقد، فيما كان القائم بالاعمال السعودي في بيروت وليد البخاري، اول المهنئين شخصيا في «بيت الوسط» حيث التقى رئيس الحكومة بحضور وزير الثقافة الدكتورغطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري .
ويباشر الحريري ظهر اليوم مهامه رسميا في السرايا الحكومية، في احتفال يشرف عليه الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، حيث تقام له مراسم الاستقبال والتشريف الرسمية، ويلتقي كبار موظفي السرايا للاطلاع منهم على الملفات المهمة والملحة.
وبرغم تسليم أوساط الحريري بأن الحكومة الجديدة تضم في صفوفها مكونات متناقضة، «لكن يجمعها قاسم مشترك هو التوصل الى تفاهم على قانون مقبول لقانون الانتخاب، والنجاح في انجاز بعض الاستحقاقات الملحة لأن للجميع مصلحة في ذلك، والعاقل هو من يسهّل امور الحكومة لا من يعرقل».
وبرغم ان الحكومة تضم ايضا ثلاثة او اربعة «اثلاث ضامنة او معطلة»، اذا اتفق طرفان او ثلاثة من مكوناتها على أمر ما، إلا ان مصادر «بيت الوسط» تعتبر «ان لا مصلحة لأي طرف في ان يعطل او يخرّب مسيرة العهد وانطلاقة الحكومة الجديدة، لأن الجميع مشارك فيها والجميع مطلوب منه تقديم شيء ما أو تنازل ما، بل ان مصلحة جميع المكونات تكمن الآن في انجاح حكومة يُفترض ان عمرها قصير الى حين اجراء الانتخابات النيابية، عدا عن ان الحريري مد يده للجميع وأبدى استعداده للتفاهم مع الجميع لمعالجة اي مشكلة او طارئ».
واشارت المصادر الى ان الحريري شكل الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية وهما سيتوليان متابعة العمل الحكومي وفق الدستور واستنادا الى البيان الوزاري وخطاب القسم». وقالت ان خريطة الطريق الوحيدة الآن هي التفاهم مع جميع الاطراف، لأنه اذا لم يحصل التفاهم يتعطل كل شيء ويعطل الآخرون على انفسهم ايضا.
وفي السياق، ذكرت مصادر وزارية، ان المهمة الاساسية للحكومة هي انجاز قانون للانتخابات وكل الامور الاخرى قابلة للحل، ولكن في ظل التناقضات والخلافات الناشئة حول الصيغ والتقسيمات الانتخابية قد لا تتمكن الحكومة من انجاز القانون في وقت قصير، وفي حال انجزته يبقى القرار النهائي للمجلس النيابي، ويحتمل ان يستغرق المجلس وقتا اطول من وقت الحكومة لأنجازه ما يطرح اسئلة حول امكان اجراء الانتخابات في موعدها.
(السفير)