نصر حلب يوازي نصر تموز وتشرين وحطين رضوان الذيب
حلب محور سياسات العالم، واخبارها تهز العالم وهذا ما يؤكد حسب مصادر متابعة للاوضاع، ان نصر حلب يوازي نصر تموز وتشرين وحطين ولذلك كانت ردة الفعل الهستيرية العالمية التي جندت لها مليارات الدولارات وشاركت فيها دول اوروبية وعربية بالاضافة الى واشنطن تحت عناوين انسانية ومدنية. لكن اصرار المحور الروسي الايراني السوري حزب الله الثابت على مغادرة المسلحين من حلب وتنظيف المدينة منهم جعل الطرف الاميركي الاوروبي السعودي يوافقون على التسوية. وليتم تنفيذ اسرع اتفاقية خلال 24 ساعة، وباتت المدينة النائية خالية من المسلحين.
لكن المفاجأة، وحسب المتابعين للاوضاع الميدانية، حجم الحملة العالمية المضخمة حول اعداد المدنيين وطلب وقف المعارك فوراً لتجنيب وقوع مجزرة انسانية من قبل الجيش السوري، لكن تبين بعد بدء التسوية الحجم المحدود للمدنيين والذين غادروا لا يتجاوز عددهم الـ15 الف بينهم 5000 آلاف مسلح، فيما تقارير المنظمات الدولية كانت تتحدث عن 450 الف مدني، واكثر، حتى ان الذين غادروا الى مناطق النظام لا يتجاوزون الـ80 الفاً فقط. وبالتالي فان اهداف الحملة تحت عناوين انسانية شاركت فيها الامم المتحدة هدفها انقاذ المسلحين وقياداتهم كي لا يكشفوا مدى التدخل الدولي واسراراً كبير اذا وقعوا بأيدي الجيش السوري، فبريطانيا وفرنسا ودول اوروبية هددوا وتوعدوا اذا لم تتم التسوية واخراج المسلحين فيما الخطر الارهابي يهدد فرنسا علما ان الامم المتحدة ومنظمات دولية ودولاً عربية واوروبية ساهموا «بفبركة» صور من العراق واليمن وليبيا وادخال تعديلات عليها وتوزيعها على وسائل اعلام عالمية والتعليق بأن هذه الصور من حلب فيما الجيش السوري وحزب الله وبدعم روسي اوقفوا عملياتهم العسكرية والتزموا وقف اطلاق النار ووافقوا على اكثر من هدنة من اجل اجلاء المدنيين وسحب المسلحين دون دماء وفتحوا معبر الراموسة وجهزوا الباصات الخضراء، ووجهوا نداءات للمواطنين والمسلحين للخروج لكن المسلحين هددوا الناس وحولوهم الى رهائن. علما ان الحديث عن اعداد كبيرة من المدنيين رافق ايضاً المعارك في «داريا» ولجوء المسلحين الى فبركة الصور عن وقوع مجازر. ومع بدء التسوية تبين ان المدنيين في داريا لا يتجاوزون الـ2000 مدني بينهم الف مسلح. وكل ذلك لاثارة العطف الدولي وحماية المسلحين. وحسب المطلعين على الاوضاع في حلب، فان ما اثير عن «مجازر» في حلب مناف للحقيقة ومن يملك ادلة موثقة ليعرضها وخصوصاً حول الاعدامات الميدانية، وقتل الاطفال والنساء، لان كل الصور التي تم نشرها تبين انها ملفقة وليست من حلب والغرض منها الحرص على المسلحين وانقاذهم واخراجهم من طوق الجيش السوري المفروض عليهم، وليس على المدنيين، علماً ان قسماً كبيراً من المسلحين سلموا انفسهم وقسم تنكر وخرج مع المدنيين والقسم الذي بقي في حلب هم من المسلحين الاجانب، مع قياداتهم وهؤلاء يفضلون الموت على الوقوع بايدي الجيش السوري لما يملكون من اسرار هامة عن الجهات التي مولتهم، علماً ان الدول التي تدعي الحرص على النازحين السوريين لم تقدم اي صيغة للمساعدة.
ويؤكد المتابعون للاوضاع في حلب، بأن هذه الضجة الدولية ستتوقف حالياً مع عودة الاهالي الى مناطقهم، لكن الغريب ان الحملة العالمية لنصرة مسلحي حلب. تجاهلت كلياً ارتكابات «داعش» في تدمر وعمليات الاعدام، وتفجير الاثار حتى ان اي موقف دولي وعربي لم يصدر عن احتلال «داعش» لتدمر، رغم ان هذه الحملة العالمية حول اوضاع المدنيين في حلب فشلت باثارة الرأي العام العالمي رغم كل الصور و«الدوبلاج» والتضليل بسبب الوعي الشعبي لمخاطر الارهاب ولم ينزل اي مواطن للساحات العربية، وفي فرنسا اقتصرت التحركات على 2000 شخص، وفي الولايات المتحدة على اشخاص محددين ولذلك فان انتصار حلب سينقل سورياً الى ضفة جديدة، وسيترك تداعياته ايضاً على لبنان عبر تقليص دور الارهابيين وانطلاق عجلة الدولة ورفع منسوب الاستقرار. وهذا ما ينعكس انتاجاً في مؤسسات الدولة وانطلاق عجلتها مع تراجع الخطر الارهابي لان عودة «العافية» الى سوريا سيعيد العافية. وعجلة الدولة الى لبنان الذي عاش جموداً قاتلاً منذ بدء الازمة السورية وسيتحسن الوضع اللبناني الآن مع ابتعاد الخطر الارهابي عن الحدود اللبنانية السورية وانطلاق عجلة العهد الجديد بالتعاون مع سوريا مهما كان موقف رئيس الحكومة الذي لا يستطيع تجاهل الدور السوري وحاجة اللبنانيين لهذا الدور وتحديداً على الصعيدين الاقتصادي والزراعي.
(الديار)